صعدة برس-متابغات - عبر تقرير رصد تسجيل رقم قياسي في براءات الاختراع، وافقت التكنولوجيا رأي الاستخبارات الأميركية عن مستقبل العالم، مرتين. تمثّلت أولاهما في اتّفاق الجهتين على أن مركز القوة عالمياً يتّجه نحو الشرق. إذ رصد بيان عن براءات الاختراع خلال العام 2012 أن آسيا (خصوصاً اليابان وكوريا الجنوبية)، حصدت سبعة مراكز من أصل العشرة الأولى، في قائمة براءات الاختراع التي أصدرتها الولايات المتحدة العام 2012. جاءت الأرقام ضمن بيان سنوي تدأب شركة «آي أف آي كلايمز» على وضعه منذ العام 1955، ونُشر أيضاً على موقعها الالكتروني. كما أُلحِقَ البيان إلكترونياً بقراءة تحليلية للشركة عن الاتجاهات التي يسير فيها الابتكار عالمياً. وتنطق هذه الشركة بلسان مؤسسات مالية عالمية، مستندة الى إحصاءات «المكتب الأميركي للبراءات والماركات المُسجّلة» (أوسبتو).
وفي سياق مستقل، سبق لتقرير استراتيجي صدر أخيراً عن وكالة الاستخبارات الوطنية الأميركية أن أدرج انتقال مركز القوة عالمياً إلى الشرق باعتباره من أربعة إتجاهات فائقة القوة في التاريخ المعاصر. وتجلى التقاطعان الثاني والثالث بين التكنولوجيا والاستخبارات، في حلول شركة أميركية في المعلوماتية والكومبيوتر، هي «آي بي أم» الشهيرة التي صنعت كومبيوتر المكتب الأول تاريخياً، في المرتبة الأولى في هذه القائمة، إضافة الى تسجيل بلاد العم سام رقماً قياسياً في براءات الاختراع، وهي من أبرز مؤشّرات التقدّم في العلوم والتقنيات والابتكار، فاق ربع مليون براءة اخراع (تحديداً 253155 براءة اختراع) العام 2012. ويتوافق هذان المعطيان مع رأيين برزا في التقرير الاستخباراتي المُشار إليه آنفاً، أولهما بقاء الولايات المتحدّة في مقدمة القوى العالمية حتى لو أدى توّزع القوة العالمية الى بروز عالم متعدد القطب، بل حتى لو تساوت تلك القوى مع أميركا، فستبقى الولايات المتحدة «الأول بين متساويين»، بحسب كلمات التقرير.
ثمة تقاطع آخر أكثر رهافة، إذ استمرت أميركا في موقعها المتقدّم المكين بفضل براءات شركة «آي بي أم» التي سجّلت 6478 براءة، بارتفاع 5 في المئة عن العام السابق. في المقابل، يجدر التذكير بأن الصين استولت على أحد أبرز أقسام هذه الشركة (عبر شركة «لينوفو»، وربما أسرعها في التوسّع، وهو المتعلّق بكومبيوتر المكتب: قلب انتاج هذه الشركة، خصوصاً أنه يشمل أيضاً الكومبيوتر المحمول واللوح وسواه. ولعل هذه الصورة المتشابكة تتفق مع رؤية ذلك التقرير الاستخباراتي الذي حمل عنوان «اتّجاهات عالمية 2030: عوالم بديلة»، والذي أشار إلى أن العالم يسير نحو أربعة احتمالات ممكنة ومتمازجة، لعل أكثرها تفاؤلاً هو حصول تلاقٍ استراتيجي بين أميركا والصين، بما يمكّن من حلّ معضلات كبرى عالمياً، وهو «عالم بديل» أعطته وكالة الاستخبارات الوطنية اسم «اندماج»!
أظهر بيان «آي أف آي» صراعاً حامياً بين شركتي «غوغل» صاحبة محرك البحث الأشهر على الانترنت، و»آبل» صاحبة «آي باد» و»آي فون». وسجّلت «غوغل» الأميركية المؤسسة بأيد روسية مُهاجرة، رقماً قياسياً بأن زادت غلّتها من البراءات بـ170 في المئة، ما جعلها تظهر للمرة الأولى في قائمة الخمسين الأُوَل، بل حلّت في المرتبة 21 منها. وتلتها مباشرة «آبل» بأن رفّعت رقم براءاتها بـ68 في المئة.
وحلّت كوريا الجنوبية في المرتبة الثانية عبر شركة «سامسونغ» للإلكترونيات التي حازت 5081 براءة، ونالت اليابان المراتب الثالثة والرابعة والخامسة، عبر شركات «كانون» و»سوني» و»باناسونيك» على التوالي. وعاودت أميركا الظهور في المركز السادس، عبر شركة «مايكروسوفت. وجاءت تايوان ثامنة بفضل شركة «هون هاي بريسيجن» العسكرية، وكندا في المرتبة الـ29، وألمانيا الـ30، والسويد الـ35، وهولندا الـ36، الصين الـ40، وفرنسا الـ49.
|