صعدة برس - عقد فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية جلسة مباحثات أخرى مع فخامة الرئيس عبدالله جول رئيس جمهورية تركيا, جرى فيها بحث القضايا التي تم مناقشتها خلال الجلسة الموسعة التي عقدت مساء اليوم.
وأكد الرئيسان الحرص المشترك على الدفع بمسيرة العلاقات الأخوية بين البلدين وعلى مختلف الأصعدة وفي مقدمتها الصعيد الاقتصادي والأمني والعسكري وفي المجال الثقافي والآثار.
حضر المباحثات الأخوة عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية والمستشار السياسي لرئيس الجمهورية الدكتور عبدالكريم الارياني ورئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور و وزير الاتصالات وتقنية المعلومات رئيس بعثة الشرف المرافقة المهندس كمال الجبري، وعضو اللجنة العامة محمد أبو لحوم وسفير اليمن لدى تركيا الدكتور عبدالقوي الإرياني.
الى ذلك أقام فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية مساء اليوم مأدبة عشاء على شرف فخامة الرئيس عبدالله غل رئيس جمهورية تركيا والوفد المرافق له.. حضرها الأخوة عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية و رئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي و رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور ورئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني والمستشار السياسي لرئيس الجمهورية الدكتور عبدالكريم الإرياني ونائب رئيس الوزراء وزير التخطيط والتعاون الدولي عبدالكريم الأرحبي ووزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي ووزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد ووزير الصحة العامة والسكان الدكتور عبدالكريم يحيى راصع ووزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس كمال الجبري ووزير الصناعة والتجارة الدكتور يحيى المتوكل وعدد من المسؤولين.
وعلى هامش المؤدبة تبودلت الكلمات من قبل رئيسي البلدين.. حيث ألقى فخامة الرئيس علي عبدالله صالح كلمة جدد فيها ترحيبه الحار بفخامة الرئيس عبدالله غل والوفد المرافق له، معربا عن سعادته الغامرة بزيارة الرئيس التركي لليمن تواصلا للزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين الشقيقين.
وقال: "نحن على ثقة بأن هذه الزيارة ستكون زيارة ناجحة وتحقق الأهداف والنتائج المنشودة منها بمايسهم في تعزيز العلاقات الأخوية التاريخية وتطوير مجالات التعاون المشترك بين بلدينا الشقيقين ومنها التعاون في المجال الاقتصادي والتجاري والأمني ومكافحة الإرهاب".
وأضاف: "ومن أجل ذلك فقد كانت مباحثاتنا جيدة ومثمرة ووجهات النظر متطابقة إزاء القضايا التي تم بحثها وفي الرؤية العميقة لحاضر ومستقبل العلاقات الأخوية الثنائية بخاصة والعربية التركية وقضايا أمتنا الإسلامية بصورة عامة".
وتابع فخامته قائلا: "الحمدلله في هذا اليوم تم التوقيع على خمس اتفاقيات للتعاون المشترك في مجالات متعددة اقتصادية وأمنية وتربوية وإعلامية بالإضافة إلى ما أبديناه جميعا من حرص على تفعيل الاتفاقات والبروتكولات الموقعة بين البلدين ومنها البروتكول الموقع بين هيئتي الأركان العامة اليمنية والتركية للتعاون في مجال الاستفادة من التاريخ العسكري والمتاحف العسكرية والإصدارات المرتبطة بالجانب المشرق والمتميز في علاقتنا المتواصلة والتي نحن حريصون دوما على الدفع بها نحو آفاق أوسع بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين اليمني والتركي".
وأكد فخامته أن اليمن وتركيا ظلت تربطهما علاقات أخوية تاريخية متينة ومتطورة باضطراد وعلى مختلف الأصعدة.
ومضى قائلا: "إننا في الجمهورية اليمنية نثمن عالياً المواقف التركية المشرفة سواء مايتصل بدعم اليمن وأمنه واستقراره ووحدته، أو ما يتعلق بدعم القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وإنهاء الحصار الجائر على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة"..
مقدرا تقديرا عاليا الدور التركي النشط لخدمة قضايا الأمة الإسلامية والدفع بجهود إحلال الأمن والإستقرار والسلام في المنطقة.
وأشاد فخامته بإصطحاب الرئيس التركي ضمن وفده المرافق له لحشد من متميز من رجال الأعمال.
وقال: "نرحب بهم أجمل وأصدق ترحيب ونؤكد لهم بأن الأبواب مفتوحة للإستثمارات التركية في اليمن في مختلف المجالات وأنهم سيجدون منا كل التسهيلات والرعاية والتشجيع، طبقاً لقانون الإستثمار المتضمن كافة الضمانات للمستثمرين والحماية لإستثماراتهم سواء في المجال الصناعي والسياحي أو الطاقة والغاز أو الإسكان والإنشاءات الكبيرة والطرق والصحة أو المنطقة الحرة بعدن".. مكررا ترحيبه بفخامة الرئيس التركي وجميع مرافقيه بين إخوانهم وأهلكم في اليمن وتمنى لهم طيب الإقامة في اليمن.
من جانبه تحدث فخامة الرئيس عبدالله غل بكلمة استهلها بتقديم الشكر الجزيل لفخامة الرئيس على ما عبر عنه من مشاعر قلبية صادقة حول العلاقات التركية اليمنية.. معبرا عن سروره البالغ بزيارة الجمهورية اليمنية التي يكن لها الشعب التركي خالص الود والتقدير سيما وأنه أول رئيس تركي يزور هذا البلد.
وقال :" إن علاقتنا مع اليمن تمتد إلى جذور تاريخية وثقافية راسخة ولذلك فهي متميزة بكل المعايير, فقد تشاطر شعبانا نفس المفاهيم طيلة أربعة قرون بعلاقات تستمد أصولها من التاريخ المشترك وتشاركا في الأفراح والصعاب، ولذلك فقط بنيت علاقتنا دوما على أساس الود المتبادل ورغم بعد المسافة نسبيا ومعوقات الحرب الباردة فقط استمرت علاقات الصداقة والأخوة بيننا".
وأردف قائلا :"وبهذه المناسبة أتقدم بخالص الشكر لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح وجميع أخوتي في اليمن للدعم الذي قدموه لإنشاء النصب التذكاري للشهداء الأتراك في صنعاء والذي سنقوم بافتتاحه معا يوم غد تخليدا لذكرى الجنود الأتراك الذين استشهدوا على تراب اليمن في الماضي, وأود أن أعبر عن ثقتي بأن هذا الصرح سيسهم في ترسيخ العلاقات المتميزة بيننا ويبقى رمزا خالدا لهذه الأخوة".
وأستطرد الرئيس التركي قائلا :" بعد انتهاء الحرب الباردة نشأت فرص جديدة في المنطقة والعالم، إلا أن العديد من المخاطر والتهديدات قد ظهرت إلى الوجود أيضا ومن أهم الفرص التي أتيحت لتركيا تخليص علاقاتنا المتينة مع دول المنطقة التي نرتبط معها بأواصر إجتماعية وثقافية متميزة من القيود المصطنعة وإعادتها إلى مجراها الطبيعي الخالص".
ومضى قائلا :" وفي هذا الإطار وشأن ذلك شأن علاقتنا مع دول المنطقة برمتها فإننا نتطلع إلى ترسيخ علاقتنا مع اليمن الشقيق والصديق في كل المجالات".
وتابع الرئيس غل قائلا :" ومما لاشك فيه فإن المحادثات التي أجريت هذا اليوم وكذلك الوثائق المبرمة في هذا الإطار ماهي إلا خطوات تنم عن العزم على تحقيق هذه الأهداف، وقد تم التأكيد في محادثتنا على تصميمنا الهادف لتقوية العلاقات، وفتح آفاق جديدة ورحبة أمام هذا التواصل".
وأردف قائلا:" وفي هذا الإطار نرى أن القطاع الخاص في البلدين سيحقق هذه المفاهيم بنظرة مشتركة، وتأكيداً لذلك فإنني أعبر عن تطلعي للإجتماع المشترك الذي سيعقده رجال الأعمال في البلدين يوم غد، وأرى أن من واجبنا تشجيع هؤلاء على الإضطلاع بدورهم الرائد والمتميز".
وقال الرئيس التركي:" إننا نتابع عن كثب وبكل تقدير حملة التنمية التي يقودها الرئيس علي عبدالله صالح وكذلك خطوات الإصلاح الجارية في هذا البلد الشقيق، ونحن في تركيا مستعدون للإسهام في نهضة اليمن واستقراره على المستوى الرسمي وكذلك بمشاركة القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني في بلدنا".
وأضاف :"ستستمر جهودنا الرامية إلى دعم اليمن سواء على المستوى الثنائي أو في إطار مجموعة أصدقاء اليمن بالتعاون مع المجتمع الدولي".
ومضى قائلا:"وفي هذا الإطار وبعد أن انتهينا من تهيئة المعهد المهني للصناعة اليمني ـ التركي فسنقوم بالإسهام في إقامة المنطقة الصناعة في الحديدة في وقت قريب".
وأكد الرئيس غل أن منظمة التعاون والتنمية التركية ستكثف جهودها الرامية للإسهام في تنمية اليمن، كما ستقوم تركيا بمواصلة جهودها لتقديم العون في القطاعين العلمي والصحي بما يخدم متطلبات الشعب اليمني.
وأوضح أن تركيا واليمن تتشاطران نفس الرؤية في القضايا السياسية الدولية، فموقفهما إزاء القضايا الإقليمية والدولية متطابقة، مبينا أنه تم التركيز في المباحثات التي عقدت اليوم في صنعاء على النظرة المشتركة للبلدين في ترسيخ الأمن والإستقرار في المنطقة .
وقال :"وعلى الصعيد العالمي ستتواصل جهودنا لتحقيق هذه المفاهيم بكل عزم وثبات".
وشدد الرئيس التركي أن بلاده تولي اليوم كما كانت سابقاً، أكبر الأهمية لاستقرار اليمن ووحدة أراضيه ووحدته السياسية.
وأردف قائلا:" وباعتبارنا قد واجهنا الإرهاب بأبشع صوره، وفقدنا عشرات الآلاف من مواطنينا من جراء الإرهاب فإننا نتفهم التحدي الذي يواجهه اليمن في هذا الشأن ".. مبينا في هذا الإطار أن تركيا ستواصل مساعيها مع اليمن في التشاور المستمر والتصدي للإرهاب، وتؤكد وقوفها إلى جانب الأشقاء في اليمن في هذا المجال.
وعبر الرئيس التركي عن ثقته في أن تكون هذه الزيارة التي يقوم بها للجمهورية اليمنية فاتحة خير لتعميق أواصر العلاقات والجهود المشتركة بين اليمن وتركيا، وتطوير العلاقات المتينة بينهما في جميع المجالات.. متقدما في ختام كلمته بوافر الشكر والإمتنان لما لقيه وأعضاء الوفد المرافق من حسن الضيافة والمشاعر الأخوية الصادقة مع تمنياته لفخامة الأخ الرئيس موفور الصحة والسعادة ولشعب اليمن الشقيق والصديق دوام العز والرخاء.
هذا وقد قدمت فرقة جمعية المنشدين اليمنيين على هامش المأدبة.. فقرات إنشادية من التراث اليمني الزاخر والمميز وموشحات يمنية تركية تعكس متانة العلاقات الأخوية الحميمة التي تربط شعبي البلدين الشقيقين منذ القرن السادس عشر.. ومنها موشح صنعاني بعنوان "صنعاء حوت كل فن "وموشح حضرمي " كلما ناديت يارب" وموشح يمني تركي بعنوان "رُمنا الفخار".
فيما قدم نجم الخليج الفنان فؤاد عبدالواحد والفنانة شروق والطفلة الموهبة أبرار الحناني عدد من الوصلات الغنائية من الوان الغناء اليمني الأصيل, نالت إعجاب الحاضرين.
|