صعدة برس-متابعات - قال مصدر عسكري مسؤول في منطقة رداع محافظة البيضاء إن الجيش علق عملياته التي بدأت فجر الاثنين ضد عناصر من تنظيم القاعدة في قيفة, مديرية ولد ربيع, بناء على وساطة تزعمها مشائخ المنطقة.
وقال لـ "الشارع" مصدر عسكري رفيع إن الهدنة استمرت, أمس, مع مسلحي "القاعدة" لإفساح المجال إمام مشائخ من "قيفة" و "قبيلة مراد" طلبوا من السلطة مهلة لإقناع مسلحي "القاعدة" بتسليم الثلاثة الرهائن الأجانب.
وحتى وقت متأخر من مساء أمس, ساد الهدوء جبهات القتال مع استمرار الوسطاء في التفاوض مع "القاعدة".
وأوضح المصدر, الذي طلب عدم ذكر اسمه, أن الإحصائية تقول إن 30 جندياً من قوات الجيش قتلوا في المواجهات منذ اندلاعها في الثالثة من فجر الاثنين الماضي, إضافة إلى 102 جندياً أصيبوا في تلك المعارك.
ويتضمن عدد هؤلاء القتلى والجرحى من الجنود الذين قتلوا في العملية الانتحارية التي نفذت الاثنين على مدخل رداع.
وذكر المصدر أن «كثيرا من هؤلاء الجنود الجرحى أصيبوا بشظايا عمليات القصف التي نفذها الطيران», إلي ذلك قال إنه «لم يصب أيا من أهداف العدو, وكان يقصف أماكن بعيدة عن ارض المواجهات, أو يضرب مواقع لا يريدها الجيش على الأرض».
وأفاد المصدر أن المعلومات تفيد أن 69 مسلحاً من "القاعدة" قتلوا في المواجهات, دون معرفة عدد الجرحى, الذين يتوقع أم يكونوا أكبر.
ورغم الفارق؛ اعتبر المصدر الخسارة كبيرة بالنسبة لقوات الحرس الجمهوري, مشيراً إلى أن «قوات الحرس الجمهوري لم تخسر خلال مشاركتها في الحرب ضد "القاعدة" في أبين, خلال 35 يوماً, ألا قتيلين وخمسة جرحى فقط».
وافادت مصادر محلية أن وساطة قبلية مكونة من عدد من مشائخ القبائل على رأسهم مشائخ من قبيلة مراد بمحافظة مأرب وصلت إلى مدينة رداع والتقت بمحافظ المحافظة الظاهري أحمد الشدادي كما تواصلت مع أنصار الشريعة في منطقة المناسح بقيفة وتوصلت إلى اتفاق على التهدئة ووقف لإطلاق النار لكي يتسنى لها وضع حلول ومقترحات للخروج من دوامة العنف وتجنيب المنطقة الحرب والدمار.
وكانت قوات الجيش قد نفذت حملة عسكرية بمختلف الآليات على منطقة المناسح مديرية ولد ربيع رداع وبعض القرى المجاورة لها, شارك فيها حوالي 8 آلاف جندي, استمرت لأكثر من 24 ساعة بعد فشل الوساطات القبلية لإيجاد حلول لتنفيذ شروط طرحتها السلطة المحلية بمحافظة البيضاء على المسلحين أبرزها خروج مسلحي عناصر تنظيم القاعدة من غير أبناء منطقة رداع.
وبدأ الجيش هجومه بعدما رفض المتشددون مطالب بالإفراج عن الرهائن المحتجزين في البلدة.
وخطف زوجان فنلنديان ورجل نمساوي يدرسون اللغة العربية في اليمن علي يد قبليين الشهر الماضي في صنعاء.
وقال مسؤول يمني لرويترز هذا الشهر إنهم بيعوا لاحقا لأعضاء في القاعدة ونقلوا إلى المناسح.
وقال الزعيم القبلي الشيخ ناصر العاجي في بيان مكتوب عن جهود الوساطة مع ممثلي القاعدة أن اجتماعا سيعقد يوم الأربعاء بين الجانبين لبحث كل الموضوعات وأهمها الإفراج عن الرهائن. وأضاف أن القتال توقف بين الجيش وأتباع القاعدة.
وقال العاجي إن المتشددين الإسلاميين طلبوا أن يوقف الجيش على الفور هجماته ويتراجع إلى قواعده. وقال مسؤول حكومي كبير في البيضاء أن عملية الجيش ستستأنف إذا تعثرت جهود الوساطة.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" أن وزير الخارجية أبو بكر القربي أكد لفنلندا أن «الأجهزة الأمنية والسلطات اليمنية لن تألوا جهدا في العمل على سرعة إطلاق سراح المختطفين وضمان عدم المساس بهم».
وأفادت الوكالة في وقت سابق ان عشرات من المتشددين المرتبطين بالقاعدة قتلوا أو أصيبوا أثناء الهجوم, لكنها لم تعد تفاصيل.
ونقلت الوكالة عن مسؤول عسكري قوله أن «قادة ومقاتلي الوحدات المشاركة في المهمة قد أوقعوا خسائر كبيرة في صفوف الإرهابيين حيث سقط العشرات منهم بين قتيل وجريح».
ولم تعط الوكالة تواريخ محددة لوقوع الخسائر البشرية لكن سكانا ومسؤولين محليين قالوا أن ستة متشددين على الأقل و14 جندياً قتلوا في ضربات جوية يومي الاثنين والثلاثاء على أهداف للمتشددين وفي كمائن نصبها المقاتلون الإسلاميون. |