- تشعيبة ياسين

الخميس, 31-يناير-2013
صعدة برس -
أحمد الصوفي
نقلت صحيفة الأولى اليومية على لسان "ياسين" أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني تصريحاً كان منشيتاً رئيسياً في الصفحة الأولى واستحق هذا الموقع الأخماس في الأسداس ليكتشف "أن عبدربه منصور هادي لا يمكنه السيطرة على الأمور أو إدارتها ما لم يتولّ بنفسه قيادة المؤتمر الشعبي العام" الحزب الشريك في نصف السلطة والطرف الرئيس في المبادرة الخليجية والذي نشأ عام 1982 م حين كان ياسين طالباً في المجر.
يفهم من التصريح أن هادي يواجه مشكلة حسب اعتقاد ياسين على المستوى الحزبي وعلى المستوى القيادي للدولة وبالتالي فإن تدشين معركة الانقضاض على المؤتمر أجندة ملزمة لأطراف المعادلة السياسية اليمنية، ولكن جرى التعبير عنها بلسان زعيم الاشتراكيين اليمنيين، التصريح خطير ليس من باب أنه يفتح الطريق أمام جميع الأطراف للتدخل في الحياة الداخلية للأحزاب الأخرى بل لأنه بدرجة أساسية يوجه نقداً صريحاً للرئيس عبدربه منصور هادي ويتهمه بأمرين، الأول:
أنه بدون توليه قيادة المؤتمر فإن مشروعيته السياسية وسلطاته الدستورية تبدو منقوصة وأن النقص يظهر جلياً في أسلوب ونتائج السياسات التي اختبرت خلال عام، فوجود القاعدة كشف لياسين أنها الذراع العسكري ليس للإخوان المسلمين بل للمؤتمر الشعبي العام، وأن فشل مهمات الطائرات من غير طيار مرده أن المؤتمر يتنصت على عمليات وزارة الدفاع الأمريكية ويبلغ القاعدة حتى تتجنب وابل الصواريخ وأن الأمور التي فلتت بسبب توسع الحوثيين والتي تهدد التوازن السياسي داخل المشترك، وفي البلاد يعود إلى تواطؤ المؤتمر وغض نظر أعضائه الذين يشاركون في التجمعات والتظاهرات الاستعراضية حتى يعطوا تصوراً غير دقيق لوزن الحوثيين المرعب، وبالفعل يبدو أن فشل حكومة باسندوة في تقديم الخدمات وتعزيز الثقة لدى المانحين والتفكير ببناء توجهات تنموية قادرة على تلبية احتياجات اليمنيين وإصلاح ما خربته ثورة الشباب لأن بيانات المؤتمر الشعبي والظهور الخاطف للزعيم علي عبدالله صالح للشاشات والصحف، يسبب إرباكاً متعمداً وتشويشاً مدروساً لأداء الحكومة، وربما يرى ياسين أن عناد القبائل في نسف أنابيب النفط والغاز وبقاء المتمردين على الطرقات الرئيسية المؤدية إلى صنعاء وانتشار خارطة العنف سببه بقاء المؤتمر خارج سيطرة الأمين العام، وبالتالي لتكتمل شرعية الرئيس هادي لا بد من إعادة هيكلة المؤتمر ضمن مبدأ الوفاق لتكتمل سلطات الرئيس الذي جاء إلى سدة الحكم رئيساً توافقياً.
وهنا الرسالة الثانية التي أراد أن يضمنها ياسين: فهادي الذي أصبح رئيساً بسبب أن نائباً أول لرئيس المؤتمر والأمين العام لا يمكنه الاستمرار في هذا الموقع طالما أنه لا يحضر اجتماعات هيئات المؤتمر ولا يشارك في صياغة موقف المؤتمر ولا يرتبط تنظيمياً بقواعد المؤتمر فإن ابتعاده عن المؤتمر يضعف مركزه كرئيس، وهذا يعني أن ياسين يهدد بأن اقتران منصب الرئيس بالمركز القيادي المؤتمري متلازم طردياً وهذا تشكيك آخر بالمشروعية التي يتمتع بها هادي بعد أن اتهمه بضعف وتراخي قبضته على الأمور وهذا هو الأمر الثاني.
هل يطلب المشترك من هادي أن يخوض حرب استكمال الاستحواذ على المؤتمر الشعبي؟! وما الذي يمكن أن يستفيده المشترك إذا ما دشنت وقائع العراك على المركز الأول في المؤتمر الشعبي العام؟! وكيف يتسنى لنا هضم فطانة أمين عام حزب يحذر من خطر خروج الأمور ..عن أي أمور يتحدث؟! ثم هل نسي ياسين أن للمؤتمر قيادة جرى انتخابها في المؤتمر العام السابع بدوريته؟! فهل هذه الدعوة تشجيع لتدبير الانقلابات داخل الأحزاب، وإيعاز باستباحة النظام الأساس؟ أم أن ياسين بعد "غدوة" دسمة بحضور أعضاء مجلس الأمن الدولي "شعّب" و"خور" أن يكون رئيس الجمهورية هو ذاته رئيساً للمؤتمر الشعبي؟! يمكن لمثل هذا الأمر أن يتحقق فقط في المؤتمر العام الثامن، السيد الوحيد على خيار المؤتمر، وللتذكير فقط الرئيس عبدربه منصور هادي هو ثاني مركز قيادي في المؤتمر الشعبي العام إذا كان ياسين قد نسي أو تناسى ذلك.
إن قول ياسين أشبه بقول آخر لا يقل طرافة ما لم يكن الاشتراكي حراكياً فإنه حزب شمالي.
ما نقل على لسانه يعد أحدث تقليعة في موضة الاشتراطات التي بدأت برفض المشاركة في الحوار إذا قاد صالح ممثليه إليه، ثم بعدها تقليعة لا يمكن التئام الحوار ما لم يخرج صالح من البلد، والآن تخرج الأمور عن السيطرة ما لم يصبح المؤتمر بقضه وقضيضه هو عبدربه منصور هادي، رئيس المؤتمر – (عد شي عقل).
*صحيفة اليمن اليوم
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:51 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-10437.htm