صعدة برس - فيصل الصوفي
قدمت جماعة الإخوان في مصر نموذجا للحكم خيب آمال المصريين، كما خيب آمال الإسلاميين المستنيرين الذين كانوا يتطلعون للنموذج التركي.. في اليمن يتفرد حزب الإصلاح بمديح النموذج الخائب للجماعة الأم في مصر، ويعاون الجماعة من هنا بترديد كل ما تقول بما في ذلك الشائعات الكريهة التي تسبكها الجماعة لتشويه صورة المعارضة، وتلطيخ سمعة شباب الثورة المصرية الذين تصورهم مجرد مسافحي بنات في العراء وسط القاهرة.. يدافع حزب الإصلاح عن سوءات حكم جماعة الإخوان في مصر، ويتعصب لذلك النموذج قلبا وقالبا، طاعة وولاء، أكثر مما يتعصب له المرشد.. فماذا يعني هذا؟
إن التعصب لحكم المرشد في مصر، تعصب للاستبداد والاستئصال والإبقاء على الأوضاع السائدة كما هي والدستور المزور وانتهاك استقلال القضاء وتخوين المعارضة وقمع المواطنين وعدم القبول بالدولة المدنية، والعورات الأخرى.. هذا التعصب للنموذج الذي قدمته الجماعة الأم يعني بالضرورة أنه قد أصبح بنظرهم النموذج الذي يرضونه ويتمنون تقديمه لنا في اليمن.. والتعصب لهذا النموذج يقابله بالضرورة رفض أي بديل له.
جماعة الإخوان في مصر استثمرت ثورة الشباب والقوى السياسية إلى الحد الذي مكنها من الوصول إلى السلطة، وبعد ذلك حافظت على الوضع القائم، بل أضافت إليه ما هو أسوأ، وانقلبت على الجميع، والشيء نفسه قام به الإخوان في اليمن (حزب الإصلاح).. استخدم شعارات التغيير والدولة المدنية والمساواة والمواطنة وغيرها بمثابة قوة محركة للشباب لكي يصل إلى السلطة، ثم انقلب على الجميع إلى درجة وصف الجرحى الذين يطالبون بالعلاج بأنهم بلاطجة..
سلوك حزب الإصلاح بعد أن وصل إلى السلطة يتطابق تماما مع سلوك جماعة الإخوان المسلمين المصرية بعد تولي السلطة في مصر.. تنكر لشركائه وتنكر للشباب وتنكر للتغيير، ومارس الإقصاء.
كان يوظف طاقات الجميع ويستثمر أشواق الشباب لمستقبل أفضل من أجل إزاحة أشخاص من مناصبهم، ولكي يصل إلى السلطة، وليس من أجل التغيير.. استخدم حماس وتطلع بعض القوى السياسية للتغيير إلى الحد الذي مكنه من الوصول للسلطة، ثم حال دون إحداث تغيير أبعد من ذلك، وتخلص من الشباب، وحول شبابه إلى أدوات قمع لشركائه ولا يزال في حالة خصومة مع بقية الشباب الذين يواصلون الاعتصام والتظاهر من أجل التغيير.. مطالب مثل التغيير والدولة المدنية والمواطنة المتساوية لم تعد من مطالبه بعد أن وصل إلى السلطة، بل صار يقمع دعاتها ويتولى شيوخه تكفيرهم.
*صحيفة اليمن اليوم |