صعدة برس - لدى الجنوب وتحديدا ثورته الشعبية المعروفة بالحراك السلمي اسبابٌ كثيرة لمقاطعة الحوار المزمع اجراؤه في صنعاء نهاية مارس اذار القادم ،ليس أول هذه الاسباب عدم تهيئة المناخ الحواري وتمنّع شركاء حرب 94م الظالمة على الجنوب عن الاعتذار الصريح عن فعلتهم وإعادة ما نهبوا من ثروات كبادرة حسن نية إزاء ضحاياهم، ولا آخر هذه الاسباب هي عدم إجراء مفاوضات مستقلة تخص بالقضية الجنوبية بين طرفي دولتين باعتبارها قضية (وطنية -سياسية )ترجع اسبابها الى فشل الوحدة بين الطرفين وبضمانات دولية.
فخواتم الأمور تتبدى من مطلعها، فيكفي ان نعرف ان من يصنع المشكلة لا يمكن ان يحلها او حتى يكون جزءً من حلها. فحزبي المؤتمر الشعبي العام والاصلاح اليمنيين بعقليتهما الحربية والقبَـلية ونهج الاخير التكفيري وبشخوصهما الحقودة الاستعمارية التي خططت وهندست ونفذت لغزوة 94 م هما من يطلبان اليوم من الجنوب بكل صفاقة وفجاجة الجلوس للحوار معهما والتوقيع لهم على شهادة وفاة للجنوب.
فأي نتيجة سيفضي إليها حوار من على هذه الشاكلة يقوده عبدالكريم الارياني وعبدالوهاب الآنسي والعميد اليدومي وصادق الاحمر وهم لايزالون يتباهون بشنهم الحرب على الجنوب ويعتبرونها حربا مقدسة نفذوها بأوامر سماوية كما شبه لهم؟ سذاجة ما بعدها سذاجة من ينتظر من هؤلاء ان ينصفونه وهم يلعبون دور الخصم والحكمُ. بمسرحية هزلية اسمها (حوار خدج ). فما بالنار للظمآن ماءُ.
ثانيا في غمرة حديث وسائل إعلامه وتصريحات قادتها عن ضرورة ما يسميه بــ(تحرير )محافظة صعدة من اتباع الحوثي يسعى حزب الإصلاح وبتخطيط وتوجيه من حي الحصبة اللعبة بالنار بالجنوب من خلال مساعيه التدميرية بإقامة مهرجان لعناصره في عدن في ظل حالة من التوتر والاحتقان الشعبي بالشارع الجنوبي لا يحتمل معه مثل هكذا استفزازات وحماقات ستفضي الى مزيدا من التأزم .
يأتي هذا مثلما اسلفنا في ظل حديث متنامي لهذا الحزب عن الاحتلال الحوثي لصعدة دون ان يتحدث هذا الحزب عن نيته لإقامة مهرجان لعناصره في صعدة، لماذا؟ مؤكد ان حزب الاصلاح يعرف الاجابة قبل غيره وهي انه لا يجرؤ ابدا ولو مجرد الحديث عن هذا الموضوع لأن العواقب ستكون وخيمة على رؤوس عناصره وقياداته.!
ونافلة بالقول نذكر ان حزب الإصلاح يتحدث عن( احتلال) في صعدة وهي المفردة التي تصيبه بالصرع والهستيريا حين يسمعها بموضوع الجنوب الواقع فعلا تحت الاحتلال الصريح باعتراف قائده العسكري البارز اللواء على محسن الاحمر اكثر من مرة قبل قرابة عامين. فكيف تكون صعدة في شرع هذا الحزب تحت احتلال ابنائها ولا يكون الجنوب اليوم تحت احتلال هكسوس عام 94م. او ان هذا الحزب صدق كذبته السمجة بأن الجنوب لم يعد تحت الاحتلال بمجرد ان ترك علي عبدالله صالح كرسي الرئاسة.!
- حكمة الامام الشافعي في المساواة:(إن الشق وسط حبة القمح، يرمز إلى أن النصف لك والنصف الآخر لأخيك).
|