- عفاش الحميري

الجمعة, 15-فبراير-2013
صعدة برس -
افتتاحية صحيفة اليمن اليوم*
ظل الذين أصبحوا مراكز تأثير ونفوذ، لسنوات عديدة لا يحلمون بأكثر من السلامة، وكان أسعد يوم لدى أكبر رأس فيهم هو اليوم الذي يتلقى فيه دعوة للمقيل مع رئيس البلاد علي عبدالله صالح، ثم يمضي أياماً يتحدث عن الرضا الذي أحيط به والعطاء الذي حصل عليه. وحين يتباهى أحدهم بشيء في حياته، يتباهى بقربه من رئيس البلاد وبالتوبيخات التي يتلقاها منه و"المتاحفة" التي تعقب كل توبيخ.
تنافسوا سنوات على مدحه، وتسابقوا على التزلف إلى مقامه، استأجروا شعراء وكتاب لنظم مشاعرهم الزائفة.
اليوم.. انسلخت الثعابين من جلودها وصار المهرجون في بلاط الرئيس السابق ثواراً على العهد الذي ترعرعوا فيه، استبدلوا المدائح بالشتائم، ودعوا صاحب الدار إلى الرحيل!.
وفي زمن (المتحولين) يصير كل ما ليس طبيعياً شيئاً مألوفاً؛ "يستنسر البغاث" وتستأسد النعاج، ويصبح اللصوص والقتلة وقطّاع الطرق، دعاة فضيلة وقادة تغيير.
في هذا الزمن يطل باسندوة باكياً، وثائراً، ومستغيثاً بكل من هبَّ إلى أرضنا لإخراج الرئيس السابق من اليمن، وهو الذي أمضى عمره متمسحاً ببلاطه.
باسندوة وشيوخ وأحزاب وظيفته يؤصلون تقاليد رديئة ولغة تخاطُبٍ منزوعة المنطق، فمن غير المعقول أن يقال لـ(علي عبدالله صالح بن عفاش) أن يغادر وهو يمني الأصل والمحفد أبا بعد أب، وجداً بعد جد، وصولاً إلى الملك حمير بن كهلان بن سبأ. حكم جده اليمن خمسين عاماً وخلفه ابنه وائل بن حمير، واستمر الملك في تلك القبيلة قروناً.
ولا غرابة أن يحكم الرئيس علي عبدالله صالح عفاش الحميري بحكمة أجداده.. ولا غرابة في ذلك العلو الأخلاقي للرئيس علي عفاش الحميري، الذي بمقدوره أن يرد على أولئك المتنطعين بأن عليهم الرحيل وأن يعود باسندوة إلى مسقط رأسه في زيلع بدولة الصومال.
أردت فقط أن أنبه إلى الفارق الأخلاقي بين الرئيس صالح وبين خصومه (خُدّامه السابقين) والتنبيه متصل.. فأقول إن صالح ترك السُلطة ولا يفكر بالعودة إليها؛ هدئوا من روعكم؛ فهو حين غادرها، غادر قوياً، كان لديه جيش ضارب في البر والبحر والجو، لكنه آثر سلامة بلاده وشعبه.
لقد حكم 33 عاماً، وكانت للدولة في عهده صولة وجولة وهيبة، وأصبحت الدولة اليوم مهيضة مكسورة الجناح تحتاج إلى دولة تحميها.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:38 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-10910.htm