- العجوز المُرعب

الخميس, 21-فبراير-2013
صعدة برس -
رحمة حجيرة
صحيح أن الرئيس السابق، علي عبدالله صالح يتحمل مسئولية سلبيات وإيجابيات الثلاثة العقود الماضية وما حدث خلال عام 2011م حتى 3 يونيو عندما غادر للعلاج إثر محاولة الاغتيال الفاشلة، إلاّ أن "صالح" سلّم السلطة والمواقع القيادية للجيش والأمن ودار الرئاسة وحقوقه في إطار اتفاقية التسوية السياسية الأخيرة، ومهما كان التأثير الذي يحظى به "صالح" ويقوده في الداخل، يظل تأثيراً محدوداً على صناعة القرار السياسي والاقتصادي والعسكري في اليمن وإن كان حضوره مؤثراً في إطار المعارضة، وهو أمر إيجابي في فقه السياسة لخلق توازن يخفف التفرد بالسلطة، ويضعها تحت المجهر، الأمر الذي يخدم التحول السياسي ومصالح اليمنيين بل ومصالح الدول المهتمة باليمن، والتي من صالحها أن تراقب الحكومة، ويقوم أداؤها في إطار قواعد الحكم الرشيد، وبالتالي كنا كمعارضين لنظامه نحظى بدعم ومساندة المجتمع الدولي، والحكام الجدد عندما كانوا معارضين!!.
والمضحك وإن كان بلية هو أن يخشى أكبر تحالف دولي محلي يقود اليمن من رجل مُسنّ يعاني من حالة صحية متدهورة على إثر محاولة اغتيال مميتة ولم يفكر أو يحاول أن "يثأر" لنفسه ورفاقه ولو بأساليبه الذكية عندما كان مسيطراً بل ترك كل "مواقع القوة" هو وعائلته، وما زال يثير القلق، والخشية رغم الحصار السياسي والدولي المفروض عليه، والرقابة والرصد والترصد لحركاته!!.
ويبدو أن المشكلة ليست في هذا الرجل فقط الذي خضع لأغلب الضغوطات وسلّم كل شيء عدا حزبه، وحقه في العيش ببلده، وإن ترك حزبه وغادر اليمن أو توفته المنية فسيظل شمّاعة ضعف وخوف الحكام الجدد.. لكن المشكلة في فشلهم ومغالطاتهم، فما علاقته بتزايد الضربات الجوية الأمريكية، أو الاعتصام أو الاعتداء على الجرحى، أو زيادة ديون اليمن الداخلية والخارجية للضعف، وزيادة نسبة فساد الحكومة في 2012م وفق تقرير منظمة دولية. أي قدرة خارقة يمتلكها "صالح" يجعل رئيس الحكومة "باسندوة" يسيء للشباب بألفاظ نابية، أو تجعل وزراء حكومة بهذا القدر من الفساد، وسوء الإدارة وتدهور خدمات وزاراتهم مثل "الكهرباء، المالية، الداخلية، الدفاع"؟. ألا يوجد في كل المواقع القيادية للدولة والحكومة والجيش والأمن وأحزاب المعارضة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي رجال أذكياء مهنيون يقاومون تأثير "العجوز المرعب" لهم؟!، ألا يستطيع كل هؤلاء أن يجتمعوا كما اجتمعوا يتشاكون كالأطفال لأعضاء مجلس الأمن، ليجمعوا أدلة على تورطه بكل هذا العبث والفساد والفوضى والمغالطات التي شهدتها اليمن بسبب حكمهم؟!!
لكن يبدو أن طُرفة الحبة والديك هي التي تحكم الموقف في اليمن، فمن يقنع الديك بأنه ديك، وأنه المسئول والأكبر من الحبة التي يجب أن يبتلعها لا أن يهرب منها؟! ولأن هذا الديك المريض يعاني من فوبيا ابتلاع حبوب الذرة للديكة، فلم ولن يستطيع أحد أن يقنعه بغير ذلك حتى يأكل نفسه خوفاً منها!!
*اليمن اليوم
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 04:41 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-11064.htm