- الرئيس هادي وطريق اليمن الى مشروعه الانساني الجديد

الأربعاء, 06-مارس-2013
صعدة برس -
بقلم / منيرأحمد قائد
ظهرت في الاونة الاخيرة انتقادات غالبيتها غير برئيه لما وصفت انها كتابات تملقيه لفخامة الاخ رئيس الجمهورية وقد تكون بعضها جانبت الصواب كما تظهره مضامين بعض الكتابات وأساليب التناول وفحوى الرسالة والمغزى منها لكنها لا تنجح في الوظيفة المراد منها وليس لها تأثير في الوجدان الجمعي وصميمه المتجسد في الواعين لانتمائهم الوطني فطرياً واكتساباً والحاملين لهم الوطن في تفكيرهم وسلوكهم وحياتهم اليومية والغير متأثرين او خاضعين لأجندات مصلحيه وعصبوية وسياسات قاصرة وفاشلة وربما تشكل احيانا اعاقة لبعض الخيارات الوطنية في التحولات النوعية، وهناك فرق بين تلك الكتابات وبين الكتابات الضرورية لبعض من قادة الراي تمثل فحوى كتاباتهم وأرائهم حاجة للراي العام ومكونات جوهرية ومحورية وواسعة فيه والمجتمع باعتبار مضامينها ترجمة لنبض الوجدان الجمعي واسهام في محاولات تتبع اتجاه مؤشر البوصلة بنجاحها الهادئ تحقق الرسالة والهدف الآني بما يخدم الاهداف الوطنية الجامعة المتوخى تحققها في المدى القريب والمنظور والمرحلة اللاحقة وان قدمت هذه المضامين وطرحت كآراء بلغة السياسة في سياق الحرص على تحقق انتصار الخيارات الوطنية الجديدة ضمن الالتقاء التناسقي بين جواهر وأفعال مؤثرة لحركات التفاعلات الداخلية وطنيا ومجتمعياً والخارجية بمنحى اتجاهاتها وأهدافها من علاقاتها ومؤثراتها على الداخل وهذا لا يعني تناقضاً وانفصالاً لهذه الجواهر عن الشكل لحركات التفاعلات لان مخرجاته مهمة ولها تأثير اني ومحدد زمنياً تخدم الجواهر التي يظهر فعلها منظوراً عندما تفرض هذا الظهور نجاحات تأثير شكل حركة المؤثرات.
استنادا لما سبق نميز بين الرصيد الوطني والصفات والخصائص الحميدة لفخامة الاخ عبد ربه منصور هادي –رئيس الجمهورية وبين دوره وقيادته للوطن في مرحلة صعبة وخطيرة دون ان يغيب عنا لحظة تأثير الصفات والخصائص لخدمة نجاح قيادته للوطن ويظل الكثير من جوانب هذا التأثير غير منظوراً ولكنه محسوساً وملموساً في جواهر حركات التفاعلات المتغيرة بتأثيرات التطورات والأحداث المتواصلة والمتلاحقة التي تسهم بصورة فعالة في انضاج وتوجيه حركة التفاعلات عبر المسارات الضامنة وصولها الى اهداف وطنية كبرى مرسومة ومستوحى من الوجدان الجمعي لتعود بعد صياغتها مكتملة وكتخطيط حركة فعل قوي فيه وفي صميمه ،كما ان قيادة فخامة الاخ رئيس الجمهورية للوطن في هذه المرحلة تتضاعف فيها المسؤوليات الوطنية الاستثنائية المفروضة بحكم خصوصيتها وظروفها ومن اهمها مهمة فض التداخلات والتشابكات المعقدة بين مسار المكونات لخارطة التناقض والصراع الحاد المؤثرة سلباً في حركة تفاعلات الواقع وهو تأثير يظل مؤقتاً وان استند لمقومات قوة جزئية بوظيفتها وهدفها ،وبين مسار الوجدان المجتمعي والوطني الجمعي الذي يتفرد بالقوة المعنوية والفعل الجمعي التي تتجاوز في لحظة من اللحظات فاعلية القوة الجزئية وتنصهر فيها بعد ابطال فاعلية مراكز التوجيه والاستخدام السلبي والمضر بأي قوة جزئية فالقوة لاتودي وظيفتها بنجاح وتكون مصبغة بالدور الاخلاقي إلا عندما تكون قوة واحدة هي قوة وطن وشعب ودولة واحدة وتشمل كل انواع القوة المادية والعسكرية.
لقد فرضت ظروف وتطورات الازمة السياسية ان يكون المناضل الوطني البارز الرئيس هادي مع قدره في توليه قيادة الوطن ليشكل نجاح فخامته في انجاز مهام المرحلة الانتقالية التأسيس لقواعد صلبة ومتينة جديدة تتكامل مع انجازات بناء متراكم وان ظل لا يلبي التطلعات الشعبية –لانطلاقة حركة بناء شامل لن يبداء تدشينه صدفة او سنصل لهذه الانطلاقة فجأة بل هي نتاج لخلفيات ماضوية وتخطيط مسبق وجهود مضنية مخلصة واستجابة لما تفرضه معطيات داخلية وتفاصيل علاقتها راهنا ومستقبلاً بكل النطاق الدولي ، لذلك نرى ان فخامة الرئيس هادي فرض على قيادته للوطن ادارة المسارين في مهمة وطنية تاريخية لإعادة الواقع اليمني مستقيماً بمسار وطني واحد للبناء والنهوض والتقدم الذي يستوعب التباين في الرؤى والأفكار ضمن خطوط حمراء لايسمح لها ان تتطور الى صراعات لحوامل نزعات لا تنتمي للواقع اليمني وحقائقه الازلية ،وهنا اعتقد الى حد اليقين ان فخامة الاخ عبد ربه منصور هادي –رئيس الجمهورية لبى نداء واجبه تجاه الوطن وقبوله تحمل قيادته لأنه متسلحاً بإيمانه المطلق بالحقائق الازلية للشعب اليمني وبانتمائه للوجدان المجتمعي الجمعي وقرأته الواعية والشاملة لخلفيات ودوافع ومنطلقات وأبعاد التوجه الدولي تجاه اليمن في هذه المرحلة وحركه اتجاهاته وأهدافه على المدى القريب ومستقبلاً فيه ،والخارطة المستقبلية المتوقعة للكثير من التكوينات والأدوات الاصطراعية راهناً اذا لم تتخلى عن الطابع الصراعي لوظيفتها وتأثير المتغيرات وتطورات الاحداث المتوقعه لصالح وحدة المسار الوطني والتحاق الحواضن الشعبية بمستويات احجامها المختلفة المتأطرة ضمن هذه التكوينات الى هذا المسار ضمن خارطة سياسية وفكرية جديدة ستفرضها حركة التفاعلات في الواقع والتقاء المواقف والقواسم المشتركة والمعالجات الوطنية التاريخية والحاسمة لكل قضايا الحوار الوطني المزمع انطلاقته في 18 مارس الجاري الذي يمثل المحطة الهامة والأساسية والأخيرة في برنامج التسوية السياسية للازمة بموجب المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة ، وبالتالي فانه بقدر ما توفر التقاء بين القوى المتصارعة في الازمة على فخامة الرئيس هادي كرئيس توافقي للجمهورية فان فخامته بعد نيله الشرعية الشعبية وما يحظى به من دعم المجتمع الدولي من خلال وحدة موقف اعضاء مجلس الامن الدولي ليس امام فخامته إلا الانحياز للخيارات الوطنية والانتصار لها ، لان الوعي الشعبي الجمعي التلقائي العاكس لحقيقة الواقع اليمني بكل مشاكله وتحدياته وتفاعلاته ومعطياته يميز بين مقتضيات ادارة تنفيذ استحقاقات التسوية السياسية وبين ما يحققه فخامة الرئيس هادي عبر هذه الادارة وما يتحقق كنتاج لفعلها من مكاسب لصالح وحدة المسار الوطني وان كان ضمن جزئيات قوة تكوينات سياسية وأطراف جهوية سياسية متقاسمة السلطة طبقاً لاتفاق التسوية وهي بمجملها تمثل قوى النظام السابق قبل انشقاق جزء منها ،لاننا نثق ونؤمن ان اليمن غني برجالاته الوطنيين المخلصين والحكماء والعقلاء الذين يتواجدون في كل مكونات المجتمع والتكوينات السياسية ويمثلون دوماً صمام امان للوطن لا يسمحون لأي قوى او اشخاص فيها ان تقوم بفعل تدميري للروابط والثوابت الوطنية وبحكمتهم وتأثيرهم يحبطون أي مخطط تدميري لأي قوى ،ولاشك ان المرحلة الانتقالية يفرض ضمان نجاح انجاز مهامها المؤامه بين ما تبقى من مقومات توازن آني للقوى المتصارعة والمتقاسمة السلطة حاليا وبين المضي في التنفيذ العملي والميداني لما تعثر وما تبقى من برنامج اتفاق التسوية السياسية ليمثل الفعل والانجازات المحققة في هذا التنفيذ التقليص والإنهاء للتوظيف الصراعي للقوة والاتجاه بالحوار الوطني ونجاحه المأمول الى استكمال عملية اعادة وحدة قوة الوطن والشعب لتحقق اعادة هيكلة الجيش والأمن تحديد دور ووظيفة قوة الوطن الدفاعية وتجريم أي ممارسة الاستقطاب والعمل الحزبي والعصبوي من قبل أي قوى سياسية
وعصبوية وجغرافية اوايدلوجية بعد ان يتجسد التوازن والوحدة الوطنية بأبهى صورها في هذه المؤسسة التي سيكون من مهامها في الفترة القريبة اعادة فرض هيبة وتواجد الدولة في كل مناطق وأرجاء الجمهورية اليمنية ،كون التنفيذ الكامل فيما يخص هذه الجزئية في برنامج التسوية سيكشف بجلاء وضوح مشاريع ومخططات الاصرار على النفوذ في الجيش وإضعاف دوره الوطني والسيطرة عليه محاصصة لا وطنية وان استطاعت بعض القوى تشكيل لها الى جانب نفوذها هذا مليشيات مسلحة على نطاق واسع ستظل تمثل تحدي للمجتمع والدولة والجيش الوطني راهنا وفي الفترة القريبة ، خاصة وان غالبية وحدات الجيش التي حافظت على الدولة من الانهيار ابان الازمة السياسية برهنت انها تعي دورها الوطني فانتصرت للوطن ومستقبله وبفعلها وتماسكها اسهمت حاضرا في التأسيس بصناعته والتحفز بإرادة وثقة للإسهام في تحقيقه تواصلاً لانتصارها لدورها تجاه الوطن.
لذلك في اطار ادارة مايسمى توازن يتضاءل ويتلاشى طابعه الصراعي في سياق تنفيذ ما تبقى من برنامج التسوية السياسية لصالح اعادة تجسيد وحدة ودور الدولة ومؤسساتها عمليا ينبغى ان تحقق ادارة وإرادة تنفيذ برنامج التسوية السياسية في هذه اللحظة انجازا مهما يتمثل في الزام بعض القوى السياسية بالتوقف عن الممارسات والأفعال والشعارات والاستفزازات التي تتناقض مع روح ومضامين هذا البرنامج وأهدافه وتعطي براهين عن استمرار توظيف هذه الممارسات والأفعال وغيرها للحفاظ على تواصل الفعل والمعادلة الصراعية الحامل لتهديدات لما تبقى من محطات تنفيذ البرنامج على الرغم انها ستصطدم وستتصدى لها الارادة الوطنية الجمعية ، ولاسيما وكل القوى السياسية تقترب من موعد انعقاد مؤتمر الحوار، لأننا نأمل بتحقق هذا الانجاز كضرورة للتهيئة لبدء الحوار ان يعاد الاعتبار للخطاب السياسي والإعلامي الحزبي الرصين والمسئول الذي يخدم مصلحة الوطن والشعب ويكون خطابا مسئولا ومنصفا وموضوعيا ومنطقيا وصادقا وأمينا والتخلي عن الشخصنة المجحفة والعدائية والانتقال الى ترجمة التسامح والمصالحة في الخطاب السياسي والإعلامي والممارسة الميدانية لان قضية التغيير الحقيقي والثورة الجذرية الشاملة التي تشكل امتداد للثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر يجمع عليها الغالبية العظمى من ابناء الشعب في وعيهم وتفكيرهم وواقعهم الثوري بطبيعته ولكنهم يختلفون حول التنازع الصراعي للمصطلحات والمفردات تحت عناوين التغيير ولذلك يمثل الحوار الوطني بما سيتمخض عنه من نتائج منشودة التقاء ووحدة كل ابناء الشعب في تحقيق التغيير والثورة الجذرية بفعل وإرادة وطنية ومجتمعية واحدة ، لأننا نثق كل الثقة ان اليمن على موعد مع مستقبل واعد رغم كل التحديات والصعوبات راهنا وبالقدر ذاته نثق ان فخامة الاخ المشير/عبد ربه منصور هادي –رئيس الجمهورية سينتصر لهذا المستقبل ولن تستطيع أي قوى ان تقف ضده وتحاول اغتيال مستقبل اليمن لأنه مستقبل المشروع الوطني الحضاري الانساني الجديد لليمن الذي يكمن في ارادة الوجدان المجتمعي والوطني الجمعي لليمنيين وهو مشروع يكمن في جواهر حركات التفاعلات الوطنية والدولية ، وهو مشروع معني به المجتمع الدولي والمجتمع الانساني ويمثل بداية تنفيذه عمليا في المدى القريب او المنظور بداية دورة تاريخية جديدة للمجتمع الانساني يعاد فيه الاعتبار والتسليم والوفاء باستحقاقات الدور الانساني الجديد لليمن في كل مناحي واقعه وعلاقته بالمجتمع الانساني منذ غابر الازمان ،ومن هذا العنوان الكبير وطنيا وانسانيا ينظر الغالبية العظمى من ابناء الوطن وبما هو مختزل ومتحرك في نفوسهم وذاتهم الخيرة الواحدة لدور فخامة الرئيس هادي ويلتفون حوله داعمين ومساندين مساهمين بفعلهم حماية الطريق التي تعبد للوصول الى هذا المشروع الوطني الانساني الجديد لليمن وهو دور يتكامل مع انجازات تحققت منظورة وغير منظورة على صعيد وطني ودولي بطابعها المعنوي والفكري والتخطيطي والاستراتيجي وغير ذلك ، وكذا مع ادوار رجالات اليمن الحكماء والعقلاء ورموز وقيادات الجيل الجديد الذين حدد الواقع ادوارهم منذ سنوات بعيدة وكذا مع جهود وعقول انسانية تعي مكانة اليمن وتعتز بالانتماء الانساني إليه ويقع على عاتق كل الشباب اليمني ان يكونوا رافعة هذا المشروع ويتجاوز بعضهم الانتماءات الفكرية الضيقة الى رحاب الفكر الوطني الانساني الجديد ويسهمون بعقولهم المبدعة ببنائه وتجديده باستمرار المعبر عن حقيقة العقلية والذات اليمنية الانسانية منذ غابر الأزمان لان ما نطلق عليها الثورة الشبابية السلمية لها فعلها الثوري المتناثر في الواقع لكن الممارسات والمخرجات الطاغية بالمشهد العام باسم هذه الثورة لا تعبر عن جوهر وروح ما هو في مكنون الشباب الواعي الصادق فسيظل هذا الفعل النقي والناضج المحاصر والمغيب قسرا المكون المحوري في المستقبل القريب من المشروع الوطني الانساني الجديد لليمن .
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:18 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-11479.htm