- صنعاء القديمة

الأحد, 10-مارس-2013
صعدة برس -
في إطار الحفاظ على صنعاء ضمن قائمة التراث العالمي، وخوفا عليها من قوالب البناء الاستهلاكية الاسمنتية الجامدة، تستطلع صنعاء القديمة.. مدينة الروح كونها بقيت دون العصور كلها كتاباً يروي أزمنة ومراحل وبشراً كانوا هنا ثم تبدلوا ولم تتغير صنعاء..


صنعاء أقدم مدن الله، وهي قاموس الماضي والحاضر، ومن أهم شواهد حضارة الإنسان، ودليل تاريخي حي على امتلكه الإنسان اليمني من قدرات فنية وإبداعية ماهرة ما زالت ماثلة حية أشبه بنصب تذكاري مدهش ولوحة فنية بديعة يقرأها الشعراء، وتجذب أصحاب البحث والدراسة وكل الشغوفين بمعرفة جذور صنعاء التاريخية وماهيتها الجمالية ومرجعيتها الأثرية، وأسباب القوة الماثلة بثباتها رغم صلف الزمن ومتغيراته..

تحمل صنعاء معاني كثيرة: الفرادة.. الأصالة.. التاريخ.. التراث.. والإنسان، وهذه مرجعية نتفق جميعاً عليها، وتختلف صنعاء فيما تختلف بما ميزها الله عن غيرها، ومن أجمل الاختلافات حد المشاكسة جوها الذي يجمع فصول السنة الأربعة في اليوم الواحد.

ومن هنا تبدأ رحلتك مع صنعاء عامة وصنعاء القديمة بوجه الخصوص منذ الوهلة الأولى قراءات تجمع كلها تاريخاً واحداً له أكثر من رواية في كل الكتب، وكثيرة هي الكتب التي ذكرت صنعاء القديمة بريشة فنان أو روح شاعر أو دقة مؤرخ وأثري... ورغم انكشاف صنعاء القديمة إلا أننا لا نزال نكتشف كل يوم قصة جديدة..

• التسمية:
وعن تسمية صنعاء بهذا الاسم تجمع الكتب عدة أسباب لتسميتها، وتختلف في ترجيح إحداها، فمنها: أن سبب التسمية نسبة إلى جودة الصنعة في ذاتها، وقيل سميت بصنعاء بن آزال بن يقطن بن عار بن شالخ الذي يرجع إليه بناؤها، وقيل إنه حين احتلها الأحباش ورأوا مدينتها وجدوها مبنية بالحجارة حصينة، فقالوا هذه صنعة ومعناه حصينة فسميت صنعاء بذلك، وفي لغة النقوش اليمنية القديمة يقال (تصنع) بمعنى تحصن، وفي تسميات الأمكنة اليمنية (مصنعة) والجمع مصانع، والتصغير مصينعة وكلها تعطي معنى القرى الحصينة في الأماكن المرتفعة.
وهناك قول آخر لم تثبت صحته في المراجع أن سبب تسمية صنعاء بهذا الاسم يرجع إلى كثرة الصناعات وجودتها فيها.



وتحمل صنعاء اسم مدينة سام إلى اليوم نسبة إلى نبي الله سام بن نوح عليهما السلام، وهو اسم ورد في العهد القديم لأحد أبناء يقطن بن عار، وجذر الاسم موجود في اللغة اليمني القديمة بمعنى القوة والمنعة، ومنه اشتق اسم الملك السبئي (يازل بين) واسم المدينة القديمة (وعلان تأزل).

• أقدم المدن:
وصنعاء من أقدم مدن الأرض لأن سام بن نوح – عليهما السلام – الذي أسها، وقد جمعت أخبار صنعاء في القديم في كتاب الإكليل، وتذكر بعض الكتب أنها أقدم مدن الأرض، مثل: تاريخ المدهجن، وكتاب صفة جزيرة العرب للهمداني، ومنها ما يقول أريحا في فلسطين هي الأقدم، وهو الأرجح. أما أقدم عاصمة فهي دمشق عاصمة سوريا. وتذكر الأخبار كما في كتاب مجموع بلدان وقبائل اليمن للحجري المجلد الثاني أن صنعاء من أقدم مدن العرب، وربما كانت أقدم مدينة بعد الطوفان، وتروي تلك الأخبار أن " سام بن نوح احتوى (كره) السكنى في أرض الشمال فأقبل طالعاً في الجنوب يرتاد أطيب البلاد حتى صار إلى الإقليم الأول فوجد اليمن أطيبه مسكناً وارتاد اليمن فوجد حقل صنعاء أطيبها..".

ويعود أقدم ذكر لمدينة صنعاء في النقوش اليمنية القديمة حسب الموسوعة اليمنية المجلد الثالث إلى عهد ( ملك امر بن كرب ايل وتاريخ يهنعم ) ملك سبأ وذي ريدان الذي عاش في القرن الأول الميلادي، ويذكر النقش (A452 sammlung e) مدينة شعوب في ذلك الحين، وبها يسمى حي من أحياء صنعاء القديمة، وتذكر صنعاء في النقوش بعد القرن الأول مراراً وخاصة في القرن الثالث الميلادي سيما في عهد الملكين السبئيين ( آل شرح يحصب ويازل بين ) في حوالي منتصف القرن الثالث الميلادي.

• مراحل تطور المدينة:
وتقع صنعاء العاصمة وسط الهضبة اليمنية على ارتفاع حوالي 2150 متراً عن مستوى سطح البحر وقاع صنعاء الفسيح يمتد من جبل نقم شرقاً ما كان يسمى جبل (غيمان) حسب قول شاعر اليمن الدكتور عبد العزيز المقالح، وجبل عيبان غرباً.

وصنعاء القديمة تحتل أس وقلب العاصمة على أقل تقدير، وكانت فيما مضى لا تحتل سوى مساحة صغيرة تمثلت في صنعاء القديمة بحاراتها ومساجدها وبساتينها وأسواقها، ولكنها تزايدت في العهود الإسلامية، واتسعت دائرة سورها، وفي القرون الأخيرة استحدثت في غربها مدينة (بير العزب) تلاصقها وربما تفوقها مساحة، وكانت عبارة عن حدائق واسعة وقصور، كما بني فيها بعض الأئمة قصوراً لهم ولعائلاتهم، وكان فيها نهير يدخل إليها من جهة الجنوب يسقي الصافية جنوب صنعاء واسم النهير (غيل إلاف)، وهو نفسه ما ذكر في مصادر أخرى الغيل الأسود.

وفي غربي بير العزب أقيم في القاع في القرن السابع عشر الحي الثالث من أحياء صنعاء القديمة حي يهود صنعاء، وكان فيما مضى داخل السور، وفد فصل بينه وبين بير العزب ببابين، وكان يسمى قاع اليهود، حيث انحصر السكن فيه على اليهود حينذاك، وكان لهم فيه سوق خاصة بهم، وملابس يتميزون بها عن غيرهم.

أما خارج السور وبعيداً عن الأحياء الثلاثة فكانت عبارة عن بيوت متناثرة لبعض القرويين بالطبع التي كانت مبنية من الطين بعكس بيوت صنعاء القديمة المبنية من الأحجار في أدوارها الأولى وبالآجر (الياجور) فيما بقي من الأدوار. بالإضافة إلى جامع نقم في الجبل المسمى بذلك، وكذا مسجد فروة بن مسيك المرادي.

وصنعاء القديمة اليوم واحدة من المعالم التاريخية الأثرية باعتبارها ضمن قائمة التراث العالمي، وأحد العناوين العريضة لتاريخ اليمن الحضاري في عهوده القديمة.
وقد ذكرها الكثير من الشعراء والأدباء والرحالة العرب والأجانب بأوصاف قل أن نجد مثلها لمدينة.

• سور صنعاء القديمة:
أحيطت صنعاء القديمة بسورها الأثري الذي أحاطه الملك ( شعر اوتر بن علهان نهفان) أحد ملوك الطبقة الأولى من ملوك حمير كما ورد ذكره في النقوش اليمنية القديمة، والجزء الثاني من الإكليل، ولم يبق السور على حالته فقد تناولته أيدي الطامعين والعابثين، وتوالت الحروب على هذا البلد الطيب، وقد أعيد بناء السور حسب المصادر عدة مرات آخرها على يد السلطان الأيوبي ( طغتكين بن أيوب)، الذي وصل إلى اليمن في عام 579 هجرية، حيث يذكر كتاب التاريخ العام لليمن في موكب الإسلام للحداد: ولما انقضى الصلح الأخير بين الطغتكين بن أيوب وآل حاتم تحرك الطغتكين على رأس قواته نحو صنعاء للاستيلاء عليها، وكان ذلك في العشرين من شوال من عام 585 هجرية، ولكن السلطان علي بن حاتم لم يقبل بذلك فقام بهدم سور صنعاء وردم خنادقه وخرج هو وذويه إلى حصن ذي مرمر، وبعد أن دان للسلطان الطغتكين بنو حاتم بصنعاء ومعظم اليمن. أعاد بناء سور صنعاء (القرن السادس الهجري الثاني عشر الميلادي)، وأدخل إلى صنعاء القديمة حارة السلطان التي تعرف اليوم ببستان السلطان نسبة إلى الطغتكين.



ولا يزال السور شاهداً حياً لتاريخ المدينة الذي أعيد ترميمه كثيراً منذ بناء الطغتكين له حتى يومنا هذا. وقد كان السور الحارس الأمين للمدينة، ولم يتخلله إلا أبواب صنعاء القديمة التي لم يعد منها شاهداً على وجودها إلا باب اليمن ( بوابة صنعاء الرئيسة)، والروايات في هذا الجانب كثيرة، حيث ترصد بعض الكتب أن أبواب صنعاء القديمة سبعة.

• أبواب مدينة صنعاء القديمة:
والأبواب السبعة للمدينة، هي: باب شعوب في الجزء الشمالي من المدينة القديمة يقابله باب اليمن في الجزء الجنوبي، ثم باب الشقاديف في وسط المدينة شمالاً يقابله باب السبحة جنوباً ما يسمى الآن بمنطقة باب السبح، وباب الروم في الجزء الشمالي عند نهاية المدينة غرباً يقابله باب البلقة جنوباً ثم باب القاع ما يسمى باب قاع اليهود المفتوح على الجهة الغربية.

وقد ذكرت مراجع أخرى من أهمها تاريخ اليمن للواسعي أبواباً أخرى لصنعاء القديمة، والتي يختلف ذكرها عما ذكر بزيادة ثلاثة أبواب، وهي باب ستران أو كما يحلو للبعض تسميته بـ ( باب استران) أي الباب المستور شرقي المدينة، والذي يعد باباً للمدينة والقصر الماثل والمعروف الآن بقصر السلاح، وفي غربي صنعاء شرقي بير العزب باب شرارة، وأخيراً باب خزيمة المقبرة الملاصقة لصنعاء القديمة، والتي تحتويها، وبهذا تكون أبواب صنعاء عشرة.

والخلاف حول كون هذه الأبواب حقيقية أم مجرد تراهات مؤرخ لا يمكن لمسها إلا من خلال التصور الفني لشكل المدينة، وما تبقى من آثار دالة كمخطوطات والتاريخ الصحيح، حيث لم ماثلاً للعيان سوى الشاهد الأخير لليمن المصغر الماثل في صورة صنعاء القديمة تحت اسم (باب اليمن).

• محفدا صنعاء:
ويضم سور صنعاء بشكله المفلطح للداخل من الوسط كما تشير إليه بعض الخرائط القديمة بين جنباته متحفاً حياً على الهواء الطلق قوامه الفن المعماري الأصيل وإنسان اليمن الفريد، وبين تشكيلات البناء الصنعاني وأثر الثقافة المعمارية الإسلامية والتركية وبالقرب منها تذكر كتب التاريخ قديمها وحديثها، وفي مقدمتها تاريخ صنعاء للرازي محفدا صنعاء ( قصر غمدان، والقليس)، وبينهما هالة كبيرة تتوهج أسطورة.

وغمدان بضم أوله وسكون ثانيه قصر عظيم بني على أربعة أوجه من الحجارة، وجه أبيض ووجه أحمر ووجه أصفر ووجه أخضر، وبني في داخله قصر على سبعة سقوف بين كل سقفين أربعين ذراعاً ويقال عشرون سقفاً ومنهم من يزيد، وجعل في أعلاه مجلس بالرخام الملون، وجعل سقفه رخامة واحدة، وصير على كل ركنٍ من أركانه تمثال أسد من النحاس فكانت الريح إذا هبت إلى تمثال من تلك التماثيل أفضت عن صوت زئير الأسد، وكان في القصر ستور فيها أجراس إذا ضربتها المخلوقات تسمع الأصوات من الأجراس من مكان بعيد. وإن القصر لعظيم بنائه كان أحد ناطحات السحاب فيما جاء بعده قصر سلحين وريدان، وقصور شبام حضرموت،وكان إذا طلعت عليه الشمس أصاب ظله جبل عيبان.. إلى غير ذلك من رؤية الناس لنور ضوئه كأنه البرق في السماء فلا يعرفون مصدر الضوء؛ لأن أعلى القصر مبني من الرخام الشبيه بالزجاج، والرخام هي المادة القديمة للنوافذ والقمريات.

واختلف فيمن بنى قصر غمدان فمنهم من يقول إنه سام بن نوح، وربما كان الأقرب للصواب (آل شرح يحصب)، وهو لمك سبأ وذي ريدان الذي بنى قصر غمدان، غير أن النقوش اليمنية القديمة لا تشير إلى بناء القصر، إنما إلى استيلائه وأخيه على كل من قصر غمدان في صنعاء وقصر سلحين في مأرب ( نقش ارياني 18 وجام 577)، حسب الموسوعة اليمنية.

أما أقدم ذكر للقصر في النقوش فقد جاء في نقش (نامي 12)، الذي دون في عهد الملك (شعر اوتر) حوالي أوائل القرن الثالث، وقد سكن هذا القصر الكثير من الملوك كما تذكر الأخبار أن سيف بن ذي يزن أقام في صنعاء بقصر غمدان، حاكماً لليمن بعد الأحباش، وكثير من الناس يظنون أن قصر السلاح الواقع شرق صنعاء القديمة، هو ما تبقى من قصر غمدان، وهذا لم يثبت صحته، حيث تشير بعض المصادر إلى أن قصر غمدان كان بالقرب من الجامع الكبير. ولا يوجد تحديد حقيقي لموقع القصر، ونظراً لأنه قد هدم في عصر الخليفة الثالث عثمان بن عفان، والذي تضيف إلى أسطورته أسطورة أخرى هي المكان.

والمحفد الآخر الذي اشتهرت به صنعاء قبل الإسلام، وبالتحديد في عهد ابرهة الحبشي (القليس)، وهي كنيسة بناها ابرهة لتكون قبلة العرب، ولتصرفهم عن الحج إلى الكعبة المشرفة، وسميت بالقليس لارتفاع بنائها وعلوها كما القلنسوة، ومن أوصافها:" إنها بناء لم ير الناس أحسن منه"، ومن المبالغات" إنها نقشت بالذهب والفضة والفسيفساء وألوان الأصباغ وصنوف الجواهر".

واعتبرت هي وغمدان من المباني العجيبة التي دارت حولها الحكايا والمبالغات في أوصافها حد الأسطورة.

• الجامع الكبير:
ومن المعالم التاريخية الأثرية لما قبل الإسلام تمتد سلسلة الرواية مع معلم أثري إسلامي يعد هو الأعظم في تاريخ صنعاء، ولعله أهم الشواهد الإسلامية ليس في صنعاء فحسب ولكن في سلسلة مدننا العربية بيوت الله المساجد، ويبلغ عددها في صنعاء القديمة على أصح تقدير 106 مساجد لم يبق منها عامراً بالعبادة سوى أربعون مسجداً، إلى جانب ما بني خارج المدينة القديمة.

وأشهر هذه المعالم الإسلامية الجامع الكبير، الذي تم بناؤه بناءً على أوامر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم سنة ست هجرية، كما قال الرازي في تاريخه، بينما تؤكد بعض المراجع أنه بعد سنة ست للهجرة، واختلف فيمن قام بتأسيسه فقيل الصحابي معاذ بن جبل، وقيل هو الصحابي وبر بن يحنس الأنصاري، وقيل بل الصحابي فروة بن مسيك المرادي.

وقد تعاقبت عليه سلسلة من الإصلاحات والإضافات منها ما شيده الوالي الأموي على اليمن أيوب بن يحيى الثقفي عام 86 هجرية / 705م، بأمر الوليد بن عبد الملك، ومنها ما قام به الأمير اليعفري محمد بن يعفر الحوالي بين عامي 266 هجرية / 880م، و270 هجرية / 883م، ما عدا الجناح الشرقي فمن عمارة سيدة بنت أحمد الصليحي، وتوالت التوسيعات حتى صار على ما هو عليه الآن بما فيها مكتبة الجامع الكبير المليئة بالمصاحف والكتب والمخطوطات النفيسة.

ومن المساجد القديمة مسجد الأخضر ويعرف الآن بمسجد خضير، ومسجد الأبهر، ومسجد الفليحي ومسجد المدرسة ومسجد داود بن المكين ومسجد ابن الحسين ومسجد الوشلي ومسجد عقيل ومسجد العلمي ومسجد الجلا، بالإضافة إلى مسجد البكيرية الذي يعد تحفة معمارية.

• احتفالية متجددة:
وتضم صنعاء القديمة فيما تضم العديد من البساتين (المقاشم)، والتي تسقى أشجارها ونباتاتها بمياه الجوامع، وكذلك الحمامات البخارية القديمة ذات الشهرة الكبيرة، والتي أهمها: حمام السوق وحمام الميدان وحمام الحميدي وحمام الطواشي وحمام ياسر وحمام سبأ وحمام شكر وحمام الجلا وحمام السلطان وحمام المتوكل وحمام البونية وحمام علي وحمام الأبهر.

هذا إلى جانب أسواقها المتميزة والمتعددة الأغراض، والتي تمثل في حد ذاتها وحدة خاصة لتشكيلة السوق المنحاز والبعيد عن الأماكن السكنية ذات الصخب اللطيف، والدافئة بحيوية ونشاط تجارها منذ ساعات الصباح الباكر، وفكرة السوق في صنعاء القديمة نموذج حضاري فريد لفصل صخب التجارة عن الحي السكني، وذلك ما جعله دون غيره سوق شرقي بامتياز بنكهة صنعانية.



ولكي يكتمل النصاب لمتحف كبير بحجم صنعاء القديمة، تأتلف بحميمة عند رؤية الصناعات والحرف اليدوية الأكثر تألقاً في سيمفونية الحياة الصنعانية، والتي تعود بك إلى تاريخ موغل في الحضارة من خلال إبداعات المنمنمات الفضية والنحاسية وألوان العقيق المبارك والخزفيات والخزف والملبوسات القديمة، والتي تشكل بحد ذاتها متحفاً خاصاً للتماوج بالأشكال والألوان في احتفالية صنعاء القديمة المتجددة.

• المسرح العمراني:
وتضيف صنعاء القديمة اللوحة الغنية بتراثها المعماري الأصيل وبقيمها التشكيلية المبتكرة التي تعد مرجعاً هاماً للدارس والباحث، المصمم والفنان، وكذا الشاعر الكثير من الأفكار والدروس المفيدة، والخيال المبدع سيما ونحن في موقف المواجهة مع تيار العمران الاستهلاكي الجارف، والذي يزعزع استقرار بيئتنا، ويهز أركان تراثنا وقيمنا الثقافية والفنية.

وتشكيلة البيوت التي صيغت على أساسه معظم المدن العربية المتراصة كوحدة عضوية واحدة، بحيث تبدو المدينة وكأنها كائن عضوي ينمو ويمتد في الاتجاهين الأفقي والرأسي، وهو مبدأ مستعار من الطبيعة، وهي اللغة التعبيرية المستخدمة في تشكيل لوحة واضحة تحمل معالم حضارة إنسان.

آضف إلى ذلك المسرح العمراني " الإنسان" وحركته وملبسه وزيه الوطني المميز بشخصيته الفريدة، وهو يعكس تقاليد اجتماعية وعادات وموروث للإنسان اليمني بصفة عامة والصنعاني بصفة خاصة، فتكتمل الصورة اللونية الحيوية البراقة، وتصنع اللمسات المحركة والدافعة لنبض الحياة وإيقاعها، الذي يبدأ مع آذان الفجر ويستمر إلى ما بعد العشاء.


سبأ
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 12:24 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-11618.htm