- هذه هي قضية صعدة

الخميس, 21-مارس-2013
صعدة برس -
بقلم / علي القحوم
ست حروب أكلت الأخضر واليابس شنها النظام الظالم وشركاه من قيادات حزب الإصلاح الذين أفتوا ودعوا للجهاد وجندوا وشاركوا في العدوان على أبناء المحافظات الشمالية ودخلت على الخط دول إقليمية وخارجية لتشارك في العدوان .. فالنظام كان يدعي أن الحرب كانت بسبب أن السيد حسين بدرالدين الحوثي وأنصاره يريد الإمامة وانه خرج على الدستور والقانون وان له ارتباطات خارجية مع إيران وحزب الله .. فيما السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه قال في إحدى مقابلاته مع إذاعة البي بي سي في عام 2004م أثناء العدوان الظالم على منطقة مران في الحرب الأولى عندما سألته المذيعة : ولكنكم اتهمتم في أكثر من تهمة يعني اتهمتم بالتحريض اتهمتم بادعاء الإمامة واتهمتم بإقامة علاقات مع أطراف أجنبية؟ فكان رد السيد حسين عليها يا أختي هذا كله تضليل, هذا كله كذب, الحرب هذا علينا هي إمتداد واستمرار لمحاربتهم لنا كتوجه مناهض لأمريكا وإسرائيل يقوم على أساس القرآن عرفتي؟ هم منذ سنتين .. لاحظي الحرب هذه التي شنوها علينا هي إستمرار وامتداد لمحاربة منذ سنتين بدأت بشكل سجون مستمرة كل جمعة لدينا في السجون نحو ثمانمائة شخص على الأقل في سجونهم بسبب الهتاف بشعار: " الله أكبر الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام " عرفتي؟ فهم في الحرب هذه هي تتويج, تتويج لما عملوه سابقاً من سجون, من إيقاف مرتبات, من فصل موظفين, من فصل طلاب, من معاملة سيئة, هي ليست جديدة, الحرب هذه ليست جديدة ومعروف لدينا هنا في اليمن أن هذه الحملة التي شنوها علينا هي بسبب مناهضتنا لأمريكا وإسرائيل المتمثلة بالهتاف بهذا الشعار ومقاطعة البضائع وتذكير الناس بالقرآن الكريم هذا كل ما نعمله ..

فهذا القائد العظيم وصاحب الشخصية الكاريزمية الذي تحدث وهتف في وجه الاستكبار في الوقت الذي سكت الجميع وخنعوا للسياسيات الاستكباريه والذي تحرك من القرآن الكريم واعتبره المنهج الوحيد والحل في هذه المرحلة الذي سيخرج الأمة الإسلامية من حالة الذل والهوان الذي أراد لها اليهود .. ففي ظل إعلان الاستكبار العالمي للحرب الصليبية على الإسلام والمسلمين في أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2002م باتخاذ ذرائع هم من صنعوها .. هنا تحرك السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه ورفع شعار البراءة وكذلك ذكر الناس بالقرآن الكريم ودعاء إلى مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية ورفض سياسة الاستعمار والهيمنة وانتقد سياسة أمريكا وتحرك في مشروع ثقافي سلمي يكفله الدستور والقانون ..

هنا التمس اليهود خطورة هذا الرجل فدفعوا بعملائهم بشن الحروب الأولى في مطلع 2004م للقضاء على حركة السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه في المهد قبل أن تشمل اليمن وربما المنطقة بأكملها .. لا سيما وأن اليهود أدركوا أن السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه تحرك من أطار القرآن ونبذ الخلافات المذهبية ودعاء الناس إلى التوحد والاعتصام بحبل الله وان الناس مسلمين جميعا ولديهم عدو لدود يستعمر البلاد ويفسد العباد ويدنس القرآن الكريم ويسب الرسول وينهب الثروات ومقدرات الأمة ..

فقامت الحرب الأولى بعد أن عاد الرئيس السابق علي صالح من اجتماع الدول الثمان الصناعية والتقى بالرئيس الأمريكي بوش واخذ المباركة لمباشرة العدوان وهذا ما حصل .. فاستمرت الحرب ما يقارب 4 أشهر من ثم توقفت بعد أن أعلن النظام بحسم المعركة وهذا طبعا كان في الإعلام أما على ارض الواقع فأنصار السيد حسين بدرالدين الحوثي لازالوا موجودين .. لتستمر المعركة تحت قيادة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي وتشن الحرب تلو الحرب لا يفصل بين كل معركة إلا هدنة لا تقل عن 4 إلى 5 أشهر والخطير على قادة الحرب ومجرميها أن جغرافية الحرب تتسع حتى وصلت إلى العاصمة صنعاء في الحرب الخامسة ولتدخل في الحرب بعد ذلك أطراف خارجية وإقليمية في الحرب السادسة لتشارك النظام الظالم والعميل لربما يستطيعوا أن يقضوا على هذه المسيرة القرآنية .. ولكن إرادة الله جعلت التكالب العالمي في الحرب السادسة أن يتحول إلى نصر كبير لأنصار الله وتتحول هذه الحركة إلى قوة سياسية وعسكرية واجتماعية لا يمكن الاستهانة بها أو تجاهلها ..

فالنظام الظالم كان يتعمد على إطلاق الدعايات والمبررات الواهية لتبرير العدوان الظالم على الحوثيين في صعدة فتارة خرجوا على القانون وتارة أخرى متمردين ويريدون الإمامة وجعفريين وروافض وغيرها من التسميات التي كان النظام يعممها في أبواقه الإعلامية .. وهذا كله لكي يستقوي بالإطراف الخارجية والإقليمية في القضاء على الحوثيين وليجني المال ويحضا بالدعم اللوجستي كما حصل في الحرب السادسة عندما تدخل النظام السعودي والأمريكي في الحرب الذي سار ضحيتها أكثر من ألف قتيل ودمرت الآلاف من البيوت وأحرقت المزارع ونهبت الممتلكات .. فكان العدوان كبير حيث كان الطيران يقصف على مدار 24 ساعة فأكثر من 5500 غارة جوية شنتها الطائرات الأمريكية والسعودية واليمنية خلال الحرب السادسة وكذلك قصف النظام السعودي بالمدفعية والصواريخ بأكثر 71 ألف صاروخ وقذيفة وتحول الصراع من داخلي إلى صراع عالمي وإقليمي ولتدحض كل المبررات والدعايات التي كان يرددها النظام الظالم في أبواقه الإعلامية فهو كان يتعمد في خلط الأوراق ليظلل على السبب الحقيقي للحروب الست .. وأيضا لكي يضفي عليها بالصبغة السياسية والطائفية والمذهبية والمناطقية وتخويف الخارج وابتزازهم واستدراجهم لدخول في هذه الحروب الظالمة والغير مبررة ..

في المقابل نرى اليوم محاولات من قبل القيادات العسكرية والقبلية التي شاركت النظام في قتل ابناء محافظة صعدة وهي تسعى لاستغلال قضية صعدة وتمييعها وتبنيها واختزال القضية والمظلومية تحت مسمى أنهم من صعدة .. فقضية صعدة ليست على المستوى الجغرافي بحسب بل هي مظلومية وحروب ست شنها النظام بمؤازرة هؤلاء المجرمين والقتلة .. هنا نقول لمن يريد أن يجعل من قضية صعدة بابا للتسول والاسترزاق والاستغلال للمظلومية وتمييع القضية للتبرير لما اقترفوه من ظلم وعدوان في تلك الحروب العبثية بأنكم واهمون وكل محاولاتكم ستبؤ بالفشل وقد فشلت ..

فمصطلح قضية صعدة درج في وسائل الإعلام بسبب أن شرارة الحرب الأولى بدأت في منطقة مران محافظة صعدة وإلا فالواقع أن دائرة الحرب شملت محافظات عدة كالجوف وعمران وحجة والعاصمة صنعاء في منطقة بني حشيش في الحرب الخامسة .. فمن يقلل من شأن قضية الحوثيين فهو واهم .. لا سيما وان قضيتهم أصبحت كبيرة ولن يستطيع احد سرقتها أو تمييعها أو تبنيها فالقضية واضحة كالشمس الواضحة في كبد السماء وأصحابها معروفون ولن يستطيع احد نكرانهم أو تجاهلهم فدخول أنصار الله في الحوار ليس على أنهم يمثلون صعدة بل أنهم يحملون قضية كبيرة ومعاناة ست سنوات من الحروب الظالمة ولا بد من النظر بمسؤولية إلى هذه القضية دون التقليل من شأنها ومن شأن أصحابها ..
alialsied@gmail.com
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 04:57 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-11935.htm