- أكدت مصادر محلية في كل من محافظات ذمار وصنعاء وصعدة وعمران تلف مساحات متفاوتة من المحاصيل الزراعية في عدة مناطق نتيجة موجة الصقيع الحالية إثر تدني درجات الحرارة إلى مادون الصفر خلال الساعات الماضية

الإثنين, 22-ديسمبر-2008
صعدة برس - متابعات -
موجة صقيع تتلف مساحات زراعية كبيرة في اليمن

تسببت موجة صقيع حادة تعرض لها محافظات ( صعدة، عمران، صنعاء، ذمار، البيضاء، الجوف، مأرب، والمناطق الجبلية والصحراوية من محافظة شبوة) في إتلاف مساحات كبيرة من المحاصيل الزراعية وخاصة محاصيل الخضروات في عدة مناطق من تلك المحافظات .

وأكدت مصادر محلية في كل من محافظات ذمار وصنعاء وصعدة وعمران تلف مساحات متفاوتة من المحاصيل الزراعية في عدة مناطق نتيجة موجة الصقيع الحالية إثر تدني درجات الحرارة إلى مادون الصفر خلال الساعات الماضية.

وبحسب المركز الوطني للأرصاد فأن درجة الحرارة سجلت ست درجات تحت الصفر بجبل النبي شعيب ودرجتين تحت الصفر في كل صنعاء وذمار ودرجة تحت الصفر في سيئون بمحافظة حضرموت وصعدة , فيما سجلت درجات الحرارة خلال الساعات الماضية 5,7 درجة مئوية في محافظة تعز وتعتبر باردة , ودرجتين مئويتين في مأرب و4,5 درجة مئوية في عتق و11 درجة مئوية في الغيظة.

وكان المركز الوطني للأرصاد أهاب بالمواطنين القاطنين في تلك المحافظات ضرورة أخذ الإحتياطات اللازمة للوقاية من صدمات البرد وخاصة عند الأطفال وكبار السن ومرضى الربو وحماية المزارع من موجة الصقيع.

وبحسب خبراء المناخ والأكاديمين المختصين بعلم النبات والإرشاد الزراعي فإن الإنتاج الزراعي يتأثر سنوياً في الصقيع بدرجات متفاوتة وقد يؤدي في بعض الحالات إلى أضرار شديدة بالمحاصيل الزراعية خاصة الخضراوات الأمر الذي يتسبب في خسائر فادحة للمزارعين.

ويحدث الصقيع في الليالي الباردة والصافية التي لا تظهر في سمائها السحب ولا يكون فيها رياح حيث ينتج عن ذلك فقد الأرض لحرارتها وارتفاع الهواء الساخن للأعلى حيث يحل محلة الهواء البارد الذي يهبط لأسفل. وعليه فتكون المنطقة الملامسة لسطح التربة هي الأكثر برودة.

والصقيع ظاهرة طبيعية مناخية تختلف عن الثلج وهي أكثر انتشاراً في العالم وتغطي رقعتها جغرافياً لتشمل بعض البلدان الحارة نسبياً خصوصاً في فصل الشتاء.

وينتج الصقيع جراء انخفاض درجة حرارة الهواء أو التربة إلى الصفر المئوي أو مادون الصفر وتتضرر النباتات من الصقيع إذا كانت حرارة الوسط المحيط بالنبات أو أجزائه أخفض من عتبة المقاومة الخاصة بالنبات وطور نموه وعندها يكون مدمراً للمحاصيل الزراعية .

ووفقا للباحثين الزراعين فإن الصقيع يختلف تأثيره على النباتات من نبات لآخر حسب تحملها لدرجات الحرارة وحسب أنواعها و أصنافها وأطوار نموها .

فعندما تنخفض درجات الحرارة وخاصة في أواخر شهر ديسمبر ويناير يتوقف سريان العصارة في كثير من النباتات بسبب تجمدها ويكون ذلك سبباً في تلف وموت النباتات وقد تنخفض درجة الحرارة في بعض السنوات إلى 4ْ تحت الصفر في فصل الشتاء فيحدث الصقيع مرات متتالية أو متباعدة ما تسبب معها أضرار كثيرة للنباتات .

وأكثر النباتات تضرراً من جراء الصقيع هي محاصيل الخضروات وفي المقدمة محاصيل "الطماطم، الفلفل، الباذنجان، البطاطا وكذلك الفراولة والبصل " الأمر يستوجب ضرورة حماية هذه النباتات من خطر الصقيع والزراعة تحت الصوب البلاستيكية في الشتاء بما يقلل حجم الأضرار و الخسائر كون المحاصيل الزراعية المكشوفة تتأثر النباتات فيها بشدة بضرر الصقيع.

وبحسب علماء المناخ والزراعة فإن هناك أنواع عدة لموجات الصقيع وعوامل مساعدة على تشكله, حيث يصنف الصقيع حسب طبيعة تشكله وزمن حدوثه والأضرار التي يسببها للنبات إلى التالي:

-الصقيع المتحرك يحدث عندما تتقدم كتلة هوائية باردة أو جبهة باردة على منطقة ما فينخفض معدل الحرارة اليومي كما تقل السعة الحرارية اليومية وبسببتجدد الهواء البارد باستمرار تصعب مقاومة الصقيع المتحرك.

ونظراً لتكرار الصقيع المتحرك شتاء يسمى أحياناً الصقيع الشتوي وهو من أخطر أنواع الصقيع لأن الأعضاء الحديثة للنبات تتلف عندما يصيبها وتتلون باللونالأسود .

- الصقيع الإشعاعي: يحدث في الليالي الصافية والهادئة فصفاء السماء ينتج عن قلة احتواء الجو على بخار الماء بأشكاله وكذلك الغبار وهذا يساعد على زيادة إشعاع الأرض ليلاً فتنخفض حرارة سطح الأرض والتربة والنباتات بسرعة.

- الصقيع الإشعاعي المتحرك: يحدث هذا النوع من الصقيع عند ورود الكتل الهوائية الباردة وفي أجزائها الجافة الخالية من الغيوم وغالباً ما يرافق هذا النوع المرتفعات الجوية وهو أشد أنواع الصقيع خطراً على المزروعات.

نصائح لتلافي إضرار الصقيع على المحاصيل الزراعية

ويرتبط حدوث الصقيع وشدته بعوامل عدة أهمها: طبوغرافية الأرض والارتفاع عن سطح البحر وسطح التربة كذلك الغيوم والرطوبة وسرعة الرياح، وحالة الأرض الفيزيائية والغطاء النباتي وكذلك الكتل الهوائية الباردة.

وينصح علماء الزراعة المزارعين بإتباع طرق الوقاية من الصقيع لمنع حدوثه أو التقليل من أضراره ومنها ري الأرض عند توقع حدوث الصقيع وكذا الرش بالسوبر فوسفات 2 في المئة لكل كذلك سلفات البوتاسيوم 2 في المئة ويمكن التعفير بالكبريت بعد الرش بيوم لعمل طبقة رقيقة على أسطح الأوراق يقلل الضرر.

كما ينصحون بالاهتمام بالتسميد البوتاسي والعناصر الصغرى والتقليل من الأسمدة الأزوتية في فصل الشتاء وكذا تدفئة الجو في الليالي المتوقع حدوث الصقيع فيها في أماكن متفرقة كحرق الكاوتش القديم أو بعض مخلفات الزراعة.

كما ينصحون المزارعين بري المزروعات في الليل بواسطة الرشاشات أو التنقيط وتحريك الهواء البارد الملامس لسطح التربة عن طريق حرق مواد بطيئة الاشتعال , وفي حالة المساحات الصغيرة يمكن استعمال الأغطية البلاستيكية ليلاً وذلك بوضع هياكل حديدية على شكل أقراص فوق المنطقة المزروعة المرادحمايتها ثم تثبيت الأغطية بالخيوط ويجب مراعاة الارتفاعات المناسبة في هذه الانفاق.

وتشمل النصائح أيضا رفع البلاستيك صباحاً لتعرضها للشمس منعاً لزيادة الرطوبة وتحسين عملية التهوية. أما في حالة البيوت المحمية فيراعى استخدام التدفئة الصناعية مع المحافظة على نسبة الرطوبة المناسبة حتى لا تؤدي إلى ظهور وانتشار الأمراض الفطرية ولذلك يجب فتح الأبواب صباحاً لتحسين عملية التهوية.

نصائح لمربي الثروة الحيوانية والدواجن والنحل
ويقدم العلماء نصائح لمربي الثروة الحيوانية والدواجن ومربي النحل تشدد على ضرورة إيواء الحيوانات (أبقار أغنام ) وغيرها في أماكن محميةفي ليالي الصقيع والاهتمام بجميع الاحتياجات التي تضمن السيطرة على حرارة عنابر الدواجن . كما ينصحون مربي النحل بضرورة تغطية خلايا النحل وعدم فحص الخلايا مع الاهتمام بنقلها لمناطق دافئة خلال فترة الصقيع .

- سبأ
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 04:45 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-122.htm