- حائط المــدكى

الأحد, 31-مارس-2013
صعدة برس -
*فكري قاسم
يغتسل أبناء عمومتنا " اليهود" من أخطائهم وذنوبهم أمام حائط المبكى. يذرفون الدموع ويطلقون الأمنيات ويطلبون الغفران، ثم ينصرفون من بعد ذلك إلى شؤون حياتهم وهم متخففون من ثقل الخصومات التي يمكن لها أن تعيق مسيرتهم في الحياة أو تعطل مسيرة بناء دولة إسرائيل.

أعتقد أننا بحاجة ماسة إلى حائط مماثل نقف أمامه كل يوم لنعتذر لليمن عن كل أخطائنا السياسية التي أضرت بها وأوصلتها إلى هذا الحد من التخبط والضياع.

وبما أننا شعب "مُخزن" وما فيناش حيل لكثر الداوية والهدار، يمكن أن نخصص زاوية مناسبة داخل قاعة مؤتمر الحوار تكون أشبه بديوان مقيل مهيأ تماما للتطهر من الأحقاد، ويمكن أن يُطلق على هذه الغرفة اسم "حائط المدكى".

الفكرة حلوة، والهدف منها نبيل، فضلا عن أن المنظر سيكون بهيجا ونحن نشاهد أولئك الذين عصدوا البلد وهم "موسحين" في حائط المدكى، وكل واحد منهم ضارب أبوها تخزينة بالجهتين.. ومع كل غصن قات يضعه في فمه نسمعه يتنهد وهو يقول: غفرانك يا بلادي.. أخطأت في حقك، وأطلب العفو منك والسماح.

بحسب التراث اليهودي، يعد حائط المبكى هو الأثر الأخير الباقي من هيكل سليمان. وأطلق عليه العرب المقدسيون اسم "حائط المبكى" نسبة إلى الطقوس التي كان اليهود يؤدونها قبالة الحائط حدادا على خراب هيكل سليمان.

وبما أن مؤتمر الحوار هو بمثابة الأثر الأخير الباقي من هيكل الدولة اليمنية، فإنه ينبغي أن نلحقها – أي اليمن- قبل أن " تطحس" علينا، خصوصا إذا ما عرفنا أن فشل مؤتمر الحوار يعني العودة إلى "المتارس" وإلى الشوارع وإلى خيارات لابد أنها ستكون صعبة على الجميع.



[email protected]

*صحيفة اليمن اليوم
تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 01:12 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-12239.htm