صعدة برس-متابعات - علقت الشبكة الإخبارية "بلومبرج"على قضية الإعلامى الساخر باسم يوسف وما فجرته من مخاوف بشأن حرية التعبير فى مصر، وقالت فى مقالها الافتتاحى اليوم الجمعة، تحت عنوان "الحرية لجون ستوارت مصر"، إن وصف يوسف بستيوارت مصر قد ضلل الناس بشأن مدى أهميته ولماذا يتعرض للهجوم من قبل حكومته.
وتحدثت بلومبرج عن برنامج يوسف والجدل الذى أثاره، ثم قالت إنه مثل الإعلامى الأمريكى الساخر جون ستيورات، سيسخر من أى شخص، إلا أن لديه وجعا خاصا مع جماعة محددة من السياسيين، فبينما يكون الجمهوريون الهدف المفضل لستيورات، فإن هدف يوسف هم السياسيون الإسلاميون ورجال الدين، وقال يوسف من قبل، إن هدفه أن يظهر أن هؤلاء الأشخاص ليسوا مقدسين عندما يتحدثون عن السياسة، وأنه يمكن انتقادهم ويمكن أن يكونوا على خطأ.
وتابعت الشبكة قائلة، إن الرئيس محمد مرسى والإخوان المسلمين لديهم سببا للشعور بعدم الأمان، فعدم الكفاءة والتجاوزات السياسية والفشل الاقتصادى قد أدى إلى تآكل شعبية الجماعة منذ أن اكتسحت الانتخابات البرلمانية السابقة.
وبدلا من أن تحاول الجماعة تحسين شعبيتها، فإنها تهاجم المعارضين وتحاول خنق الإعلام المعارض. ودعت بلومبرج مرسى إلى ضرورة أن يتذكر أن حكام مصر المستبدين كانوا يحظون بالشعبية أيضا. فقد كانت هناك أوقات عندما كان بإمكان كل من عبد الناصر والسادات وحتى مبارك أن يفوزوا فى انتخابات حرة لو سمحوا بإجرائها، وكان سلوكهم نحو معارضيهم هو ما يجعلهم يفتقرون للشعبية.
ولا يزال بإمكان مرسى أن يتجنب هذا الخطأ فقط لو ركز هو ورفاقه الإسلاميون على ما يريده المصريين، وهو تطوير الاقتصاد.
وخلصت الافتتاحية إلى القول بأن الحرية والعدالة يظل المرشح الأوفر للفوز فى الانتخابات البرلمانية، ولكى يبلى بلاء حسنا، يحتاج إلى إحياء اقتصاد مصر المتعثر، بينما لن يكون فى صالحه قمع حرية التعبير واعتقال الكوميديين وملاحقة الإهانات المتخيلة سواء ضدهم أو ضد فهمهم للإسلام.
وقالت الشبكة الإخبارية، إن ما حدث مع يوسف هذا الأسبوع يقدم مثالا مزعجا لخوف من فى السلطة من الكوميديا.
وفى تقرير كتبه دين عبيد الله، وهو أحد الكوميديين السياسيين والمعلق بالشبكة، قال: قبل أن يسارع بعض الأمريكيين على تصنيف الحادث تحت بند "إنهم يكرهوننا بسبب حرياتنا، يذكر بأن أسطورة الكوميديا لينى بروس، قد تم اعتقاله ثمانى مرات للتنكيت الذى كان يعتبر فاحشا. واليوم، من المستبعد أن يلاحق الكوميديون فى الولايات المتحدة جنائيا سخريتهم من المسئولين المنتخبين أو من الدين، وبينما قد يكره بعض المسئولين المنتخبين فى أمريكا أن يكونوا هدفا لتلك الفئة، إلا إنهم لن يروا فى سخريتهم تهديد للدولة.
لكن فى العالم العربى، تمثل السخرية السياسية وكوميديا الستاند أب تطورا جديدا للغاية، وهناك مخاوف كبيرة فى المنطقة من أن هذا الشكل من الترفيه سيقوض القادة السياسيين.
وتحدثت الشبكة عن أن ظهور الكوميديا السياسية فى مصر كان أمرا متوقعا، والسؤال الآن يتعلق بما إذا كان الرئيس مرسى سيدعم حرية التعبير والديمقراطية أم سيقوم بخطوة للوراء ويتبع سياسات مبارك. وتتابع الشبكة الأمريكية قائلة، إن المؤشرات الأولية لا تبعث على الأمل، وتحدثت عن الأزمة بين السفارة الأمريكية ومكتب الرئيس بسبب بث حساب السفارة على توتير رابطا لمقطع من برنامج ستيوارت الذى انتقد مرسى.
وفى النهاية قالت الشبكة عن الرئيس محمد مرسى، يجب أن يوضح أن الثورة فى مصر قد بشرت حقا بالديمقراطية، إلى جانب حرية التعبير. وإلا فإن القيادة الجديدة سينظر إليها على أنها حكومة قمعية أخرى. |