صعدة برس - بقلم : ثروت الخرباوي
لاجديد تحت الشمس ، ما زالت جماعة الإخوان تحتمي بالخارج حتى وهي في الحكم !! كان البعض يلتمس لها العذر عندما كانت تفعل ذلك وهي في صفوف المعارضة ، رغم أن ذلك لم يكن مقبولا بأي حال من الأحوال ، إذ لا يُعذر من يستقوي على بلده بقوى خارجية ، ولكن هذا هو الذي كان يحدث ، والباحث في تاريخ الإخوان يعلم أنهم جلسوا قبل الثورة مع رجال المخابرات البريطانيين وأقاموا علاقات وثيقة معهم كشفها وكشف أسرارها الصحفي الكبير الراحل محسن محمد من خلال الوثائق التي أفرجت عنها الحكومة البريطانية .
الاتصالات التي كانت تتم بين الإخوان والخارج منذ بداية إنشاء الجماعة وحتى الآن تدل على أن هذه الجماعة لا تعرف معنى الوطن وقيمته ، وبالتالي لا تدرك أهمية الأمن القومي للبلاد ، وهذا ما حذرت منه أثناء انتخابات الرئاسة إذ قلت أكثر من مرة أن جلوس الإخوان على كرسي الحكم هو تهديد مباشر للأمن القومي ، إذ أن جماعة لها تنظيم دولي ممتد في أكثر من ثمانين دولة ، ولها مكتب إرشادها الدولي ، ستكون أسرار مصر القومية ومقدراتها الوطنية تحت أيديهم ، ووجه الخطورة أنهم يرون الوطن ” الطين ” وسيلة من وسائل الوصول إلى الوطن ” الدين ” وطننا إذن وسيلة لديهم وليس غاية ترتجى لذاتها ، لذلك ليست هناك مشكلة لديهم إن قاموا بالتضحية بمصلحة الوطن ” الأرض ” إذا كان ذلك سيساعدهم في تحقيق فكرتهم في إقامة الوطن ” الممتد ” .
ومن خلال رسائل حسن البنا مرشد الجماعة الأول تنضح الكثير من الأفكار التي تدل على أن الإخوان يبتغون إقامة وطن يتجاوز القطرية لأنهم في مشروعهم السياسي يقدمون أنفسهم بمقولة أنهم يمثلون أمة الإسلام ، كما أن كتب سيد قطب تقوم على أساس أن القومية هي شرك بالله ( إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم آباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان ) وقد نجح بالفعل مصطفى مشهور عندما هرب من مصر في أحداث سبتمبر سنة 1981 هو وتابعه الأمين محمود عزت في إقامة تنظيم دولي متكامل لا يعرف حدود الأوطان ولا قيمة الأمن القومي ، وقد جر هذا التنظيم جماعة الإخوان إلى ممارسات سياسية بعيدة كل البعد عن الرشد والعقل وتدخل في باب تهديد أمن الوطن ، فعندما قامت الثورة الإيرانية في نهاية السبعينيات قامت جماعة الإخوان بتشكيل وفد إخواني رفيع المستوى لزيارة الخميني زعيم الثورة وتقديم التهنئة له دون أن يشعر الإخوان بأي غضاضة في هذا العمل المناهض لسياسة الدولة الخارجية ودون أن يضع في حسبانه أطماع إيران الجديدة في المنطقة ورغبتها في التوسع على حساب دول الخليج .
وإذا كان الإخوان قد وصلوا في مصر للحكم ، فإنهم من خلال سياساتهم في الفترة الماضية لا يأبهون لأمن مصر القومي ، بل فتحوا الأبواب لجماعات متطرفة في سيناء ، أطلق مرسي سراحهم من السجون ليتمركزوا هناك ، ثم فتحوا أبواب مصر لحماس ولم يرمش لهم جفن من قيام حماس أو جهات محسوبة عليهم بقتل الجنود المصريين في رفح ، ثم اختطاف مجموعة من الضباط المصريين هم الآن أسرى في غزة ، ولم يدق قلب الإخوان فرزعا من تهريب حماس للأسلحة ، أو تهريب الأسلحة الذي يتم على قدم وساق عبر الحدود مع ليبيا ، وكيف يدق قلبهم وهذه الأسلحة تذهب إليهم وتدار بمعرفتهم وفقا لما أدلى به اللواء السابق بالمخابرات ” سامح سيف اليزل ” .
وأخيرا فإن الحديث عن عبث الإخوان بالأمن المصري لا ينتهي ، ولكن المؤكد أن جماعة الإخوان ستنتهي .
ثروت الخرباوي |