صعدة برس-متابعات - كشفت مصادر ديبلوماسية عربية في القاهرة لـ«السفير» أمس أن الأخضر الإبراهيمي يتجه جدياً لتقديم استقالته من مهمته السورية، في موعد أقصاه الثامن عشر من نيسان الحالي.
وقالت المصادر إن الإبراهيمي، ومنذ لحظة انتهاء أعمال قمة الدوحة الأخيرة وما اتخذته من مقررات في الشأن السوري، تشاور مع عدد من أصدقائه وفريق عمله قبل أن يتخذ قراره بتقديم استقالته.
وأشارت المصادر الى أن الإبراهيمي يُعدّ كتاب استقالة خطية سيضمنه جردة تقييم لأبرز ما واجهته مهمته من مصاعب، سواء على الصعيد السوري أو على الصعيدين العربي والدولي، وصولاً الى قول عبارة يحمل فيها جامعة الدول العربية مسؤولية المشاركة في تدمير سوريا، دولة ومجتمعاً وقوة للعرب أجمعين.
وعُلم أن بعض المحافل الدولية والإقليمية باتت في أجواء قرار الاستقالة، وبدأ يتم تداول أسماء لخلافته على نطاق ضيق جداً.
وذكرت المصادر العربية أن قرار تسليح المعارضة السورية هو استدراج خطير أطاح كل فرصة للتسوية السياسية «وها هو السحر ينقلب على الساحر، بإعلان جبهة النصرة في سوريا مبايعتها أمير تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وهي الخطوة التي أحدثت دوياً صاعقاً في كل مكونات المعارضة السورية، كما في عدد كبير من المحافل الدولية والإقليمية، وباكورة ذلك، طلب الأميركيين من السلطات التركية تجميد عمليات التسليح ودخول المسلحين عبر حدودها الى شمال سوريا، وأن يتم حصر هذا المعبر بإقليم كردستان بإشراف الأميركيين مباشرة، مخافة أن يصل السلاح النوعي الى أيدي مجموعات القاعدة
وتوقفت المصادر عند مضمون بيان وزراء خارجية دول «مجموعة الثماني»، في لندن، والذين تعهدوا فيه «بدعم عملية انتقال سياسي بقيادة سورية، وعمل الإبراهيمي، بناء على المبادئ التي ينص عليها بيان جنيف»، من دون أي ذكر لموضوع التسليح، وهو ما تطالب به بريطانيا وفرنسا، أو المعارضات السورية، بالرغم من اللقاء الذي جرى أمس الأول بين جون كيري ووفد من «الائتلاف الوطني السوري
ولا يبدو أن توقيت مبايعة زعيم «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني لزعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري على السمع والطاعة متعجلاً، حيث إن «النصرة» سبقت ذلك إلى استكمال الاندماج في المجتمع الريفي الحلبي والإدلبي، وبدأت تحدث تحولات في منهج العمل السياسي، وتناولها للجماعة السورية مادة رباط وجهاد.
ولم يعترض على قرار المبايعة سوى سطر «فايسيبوكي» يتيم على صفحة زعيم «الائتلاف» معاذ الخطيب قائلا إن «خط القاعدة لا يناسبنا، وعلى الثوار أن يأخذوا موقفاً»…أما «الائتلاف» فلم يجد ما يقوله في دخول «القاعدة» رسمياً الى بلاد الشام، حيث يُعدّ مع ذلك لفرض «حكومة مؤقتة» على كامل سوريا يجدر بـ«رئيسها» غسان هيتو أن يتساكن عندها مع الدولة الإسلامية التي يرعى قيامها الجولاني.
ويسيطر على المعارضة السورية الخارجية الخوف من احتمال عزلها إذا ما ذهبت بعيداً خلف المواقف الغربية، وأشهرت خصومتها للجولاني…فلا يسع «رئيس الحكومة السورية المؤقتة» المغمور في وقت واحد استعداء «النصرة» والسقوط بين مطرقتها وبين سندان «الجيش الحر» الذي رفض تعيينه، ويرفض منصب «وزارة الدفاع» التي عرضت عليه…وهو يحتاج إلى كليهما لكسب شرعية لا بد منها للعودة إلى الداخل السوري، وبسط سلطة إدارته عليه
|