صعدة برس - *سامي نعمان
شعرت بالمرارة أمس وأنا أقرأ مقابلة للمحافظ شوقي هائل مع يمن شباب.. (قرأتها ولم أشاهدها).. هذه البلاد لا ينفع ان تكون فيها صادقاً ومسؤولاً، دون ان تمتلك قدراً من الانتهازية.
لا أدري لم تبرز مشاكل شوقي هائل مع الوزراء المحسوبين على حزب الاصلاح أو مواليهم..
وزير الداخلية لا يتعاون.. وزير التربية لا يتعاون.. وزير الكهرباء لا يتعاون.. وزير الداخلية لا يتعاون..
وزير النقل توفقنا فيه.. وزير المياه توفقنا فيه.. مثلا.. وزير التعليم العالي يتعاون.. وزير الخدمة كمان..
يتحددث الرجل بتلقائية، ويهدر ويفصل، وأتمنى أن تقع مناطرة بينه وبين أحد المسؤولين المعنيين الذين انتقدهم..
جزء من المشكلة هي دولة الفوضى والتداخلات والعشوائية.. لكن طالما أنهم وافقوا ابتداء من الرئيس وحتى وزراء الحكومة، على منح محافظ تعز وعدن، الصلاحيات فالاولى الالتزام بذلك، (الأصل ان تمنح الصلاحيات لجميع المحافظين.. لا أن يكون هناك محافظين مدللين وآخرين عيال شغالات)..
لكن يبدو أن المعركة بينه وبين وزراء ومسؤولي الاصلاح هي معركة كسر عظم، يخوضها الطرفان بجسارة، أحدهما بفعل، والآخر برد فعل يمكن تفهمها إلى حد ما..
بالتأكيد له مثالب، وأخطاء، أفصح عن بعضها بنفسه.. في سياق صدقه وصراحته..
ومنها ما يتعلق بعلاقته بأي اعتداء على اسر الشهداء الذين يعتصمون امام مبنى المحافظة.. (عدم قدرته او علاقته بتلبية مطالبهم هذا شيء.. أما ان تقول انهم جالسين مالكش علاقة فيها وبحماية انفسك، وأنهم يتضاربوا مع متظاهرين آخرين هذا ليس منطق رجل دولة)..
كذلك شوقي هائل مثلاً لم يعترض على تعيين الشيخ محمد أحمد صبر مديراً لميناء المخأ، ولم يعتبر ذلك تعدياً على صلاحياته.يعني هناك شيء من قبيل علاقة الضرات بين شوقي وقيادات الاصلاح وأحزاب أخرى.. وإن كانت في موضع شوقي ردة فعل أكثر من كونها فعلاً..
المضحك أن شوقي وأسرته برمتها طول أعمارهم محسوبون على حزب الاصلاح، حتى وان ترشحوا وفازوا باسم المؤتمر الشعبي العام.. كانوا يلتمسون لهم العذر سابقاً، وطلباتهم لا ترد لدى بيت هائل أكثر من طلبات او توصيات رجالات الدولة أو قيادات المؤتمر..
لكن الان طالما أصبحت حظوظ الاصلاح في المنصب مواتية وقريبة ورغم أنه كان في البداية محل استبشار كبار وصغار الاصلاحيين، لكنهم أصبحوا يسلخون جلده الآن بسياط نقدهم وشتائمهم.. |