صعدة برس - *عبداللَّه الصعفاني
* تعالوا نغادر منطقة الكذب والتكاذب ونعترف أن الوطن ما يزال غارقاً في الأمور المؤلمة.. ويكفي أن مقرّ مؤتمر الحوار نفسه تحوَّل إلى مكان لوقفات الاحتجاج وصار بعض أعضائه وكأنهم أحمد سيف حاشد في مجلس النوَّاب.
* وتعالوا نتَّسم بقدر يسير من الشفافية ونقول بأن ما يحدث في مناطق ومدن كثيرة يسحبنا بأنوفنا ونواصينا إلى استدعاء مقولة سعد زغلول : ما فيش فايدة.. غطِّيني يا صفية.
* لا فرق في المواقف المتخلِّفة بين متشبِّع بالثقافة والعلم وبين جاهل لا يعرف الفرق بين حرف الألف وبين كوز الذرة.. وكأن هذا رافعة لذلك.. وذاك رافعة لهذا في كل ما يثير الشعور بالإحباط الشديد.
* هذا يقطع الكهرباء ويمعن في إهانة حكومة الوفاق بمنع فرق كهربائها من الوصول إلى مكان القطع وإعادة التيَّار الكهربائي.. وهذا يتفنَّن في إيقاف الدراسة الجامعية نفسها لا فرق بين كلفوت وبين أستاذ الجامعة المتمنطق بالكرافتَّة والكوت.
ويا للشماتة في حرف «الدال» من انتهازية حرف «الواو».. حيث المحسوبية تتسيَّد كل شيء على حساب كل شيء بما في ذلك المحاصصة والمفاضلة.
* الوطن غارق في الأمور المؤلمة.. ودعونا ممَّا يجري في نهم وتعالوا نلقي الضوء على ما يحدث في عاصمة الثقافة اليمنية.. حيث تقع تعز الحالمة في كل ما يدق الأجراس في الضمائر النائمة.
* إعلاء مبالغ فيه من قيمة الذات الشخصية والحزبية حتى لو كانت هذه الذات بائسة «خربة» ليس فيها لون.. ومواقف على الأرض توضِّح بجلاء كيف تكون مغالبة العُقد الحزبية هي الأصل وصراع القوى والمصالح على أشدّه.
* عاصمة للثقافة منغمسة في السلاح بلسان حال : أيّ ثقافة وأين هي استحقاقات التسمية؟ فيما لا يزال مثقفون يدرسون صناعة الفشل بل ويسعون للتفوق فيه.
* هل هذا كلام يا عبدالمعطي؟ وهل يليق بعاصمة الثقافة أن يعصف التعصُّب بالجامعة والمدرسة ومكتب التربية ولا تستثني يد الظلم المهمَّشين أو مدير الأمن نفسه.. حيث تقول بعض عناوين الأخبار «إطلاق رصاص على مدير الأمن أثناء محاولته فتح طريق الموشكي.. فاضطرَّ إلى الانسحاب.. ومسلَّحون يقتحمون مكتب التربية لتنصيب مدير للتربية بدلاً عن المدير الذي عيَّنه المحافظ بناءً على مفاضلة وإعلان ومعايير الكفاءة والجدارة».. أمَّا لو عرفنا أن الاقتحام تمَّ بمصاحبة فريق من وزارة عبدالرزَّاق الأشول فليس أقلّ من «اضبطي سوقك يا حكومة».
* تأمَّلوا أنتم في الصحف وشرائط أخبار أسفل الشاشة.. ولكن حذار من الغرق في مستنقع فائض الجاهلية وفائض الأيديولوجيا وفائض الفساد والتعسُّف.. وكأننا أمام رقصة موت يمنية. |