- حكومة منتجة للفوضى

الخميس, 18-أبريل-2013
صعدة برس -
*أ/فيصل الصوفي
وكيل الداخلية ورئيس فريق هيكلتها، ادعى أن الفوضى الأمنية في هذا البلد مصدرها الحوثيون والحراك الجنوبي والنظام السابق، وطرف رابع خفي..قال غامض أو "خفي"، ولم يقل الجن.. بهذه الخفة العقلية والأمنية حاول إخفاء المصادر الحقيقية لهذه الفوضى، ولم يشر إلى الصراعات القبلية والمليشيات الحزبية المسلحة والجماعات الإرهابية.. الوكيل- وهو واحد من رجال الأمن العتيدين المتبقين من النظام السابق- لم يشر إلى دور الحكومة والتحيزات الحزبية لوزارة الداخلية في إنتاج الفوضى الأمنية.
قبل عشر أيام أمهلت الحكومة وزارتي الداخلية والدفاع أسبوعا واحدا للإمساك بمخربي منشآت الكهرباء والنفط والغاز، ومر الأسبوع وبدأ الثاني، ولم تفعل الحكومة شيئا، ولم تمسك بجرادة، والمخربون وحدهم المثابرون في العمل بمعرفة الوزارة.
يوم الاثنين ضربت الكهرباء في نهم، وضربت ثانية في اليوم التالي في نهم أيضا بعد أن فرغت الحكومة من اجتماعها، وضربت أمس في منطقة قريبة بمأرب، وخلال الفترة نفسها أقيم قطاع قبلي واحتجزت شاحنات نقل النفط والغاز في نهم.. والفاعلون تعرفهم الوزارة.. قالت إنهم من قبيلة آل الجرادي بنهم..
هي التي دفعتهم لتخريب الكهرباء وقطع طريق مأرب- صنعاء، واحتجاز شاحنات النفط والغاز.. قبل أن أبدأ كتابة هذه العبارات، كان صديق ثقة من نهم يحدثني.. قال إن قبيلة آل الجرادي تفرقت مجموعتين، وسبق أن قتلت واحدة شيخا للأخرى، وردت الأخرى على الأولى بقتل مماثل، وصارتا متساويتين في الثأر، وقبل يومين كان شيخا و11 مرافقا له من المجموعة الأولى يمرون بمأرب فاعتقلوا ونقلوا إلى صنعاء بمروحية عسكرية باعتبارهم مطلوبين أمنيا، أي بسبب قضية الثأر.. وزارة الداخلية فعلت ذلك تعصبا للمجموعة الثانية رغم أن عليها قضية ثأر أيضا.. وبسبب هذا التحيز- لأسباب حزبية- قامت تلك المجموعة من آل الجرادي برد فعل غير رشيد، وكل رد فعل قبلي غير رشيد دائما، وهو ضرب الكهرباء وقطع الطريق واحتجاز شاحنات النفط والغاز، لتحقيق واحد من مطلبين: إما الإفراج عن الشيخ وأتباعه، وإما اعتقال مثلهم من الطرف الآخر من آل الجرادي لتحقيق المساواة بين الطرفين الجراديين المتساويين في جرم الثأر..
بالمختصر..وزارة الداخلية دفعتهم دفعا نحو التخريب.. الوزارة انحازت إلى طرف من آل الجرادي تحت تأثير انتماءات حزبية وقبلية، فقامت باعتقال شيخ ومرافقيه من الطرف الآخر من آل الجرادي، بينما الطرفان متساويان في الثأر، ويفترض أن يتساويا في المساءلة أو الإهمال حسب المنطق القبلي.
*صحيفة اليمن اليوم
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 04:34 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-12845.htm