صعدة برس-متابعات - قال مفتى تونس إن فتيات تونسيات سافرن إلى سوريا للمشاركة في "جهاد النكاح" مع إسلاميين يقاتلون قوات الرئيس الأسد في أول اعتراف لمسؤول رسمي بهذه الظاهرة. والداخلية التونسية تؤكد تفكيك شبكات إرسال "جهاديين" إلى سوريا.
أعلن الشيخ عثمان بطيخ مفتي الجمهورية التونسية الجمعة (19 إبريل/ نيسان 2013) أن 16 فتاة تونسية "تم التغرير بهن وإرسالهن" إلى سوريا من أجل ما يطلق عليه "جهاد النكاح"، الذي اعتبره "بغاء" و"فسادا أخلاقيا". وقال المفتي في مؤتمر صحفي إن "جهاد النكاح" هو "فساد أخلاقي وتربوي وبغاء"، وإن 16 فتاة تونسية "تم التغرير بهن وإرسالهن إلى سوريا" لاستغلالهن جنسيا تحت مسمى "جهاد النكاح" من قبل مقاتلين إسلاميين يحاربون قوات الرئيس بشار الأسد.
وهذه المرة الأولى التي يعلن فيها مرجع ديني رسمي في تونس عن انتقال فتيات من بلاده إلى سوريا بهدف "جهاد النكاح". ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن المفتي قوله "الأصل في الأشياء أن البنت التونسية واعية عفيفة تحافظ على شرفها وتجاهد النفس لكسب العلم والمعرفة".
وفي 21 آذار/مارس الماضي قال "جهادي" تونسي عائد من سوريا يدعى "ابو زيد التونسي" في مقابلة مع تلفزيون "التونسية" الخاص إن حوالى 3500 تونسي يقاتلون ضد القوات النظامية في سوريا وإن 13 فتاة تونسية تحولن إلى هذا البلد بهدف "جهاد النكاح". ونُسِبَت فتوى "جهاد النكاح" إلى الداعية السعودي محمد العريفي الذي نفى أن يكون أصدرها. وقال مفتي تونس ردا على سؤال حول انتقال مئات من الشبان التونسيين إلى سوريا من أجل "الجهاد" أن سوريا ليست أرض جهاد لأن شعبها مسلم و"المسلم لا يجاهد ضد المسلم".
وندد بشبكات قال إنها تستغل الظروف المعيشية الصعبة لشبان تونسيين متأثرين بالفكر السلفي الجهادي و"تغرر بهم" لتسفيرهم إلى سوريا لقتال القوات النظامية هناك تحت مسمى "الجهاد". وأوضح ان الجهاد نوعان هما "جهاد لمقاومة المحتل، وجهاد النفس وهو الجهاد الأكبر".
ومن جهته أعلن وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو الجمعة عن تفكيك شبكات ترسل شبانا تونسيين إلى سوريا لقتال قوات الرئيس الأسد. وقال في مقابلة نشرتها جريدة "المغرب" التونسية: "كشفنا الكثير منها (...)، وهناك قضايا كبرى تخص هذه الشبكات التي تقوم بابتزاز هؤلاء الشباب، ومن بينها شبكات غايتها الربح المادي وشبكات أخرى سلفية ترى أن "الجهاد" في سوريا واجب حسب اعتقادها، وتقوم بتجنيد الشباب للغرض المذكور".
وقال إنه "من الصعب إحصاء" أعداد التونسيين الذين تم تسفيرهم إلى سوريا "لأن الكثير منهم يغادرون البلاد خلسة أو بطرق لا تشد الانتباه". وتابع "حين يعودون نقوم بتسجيل محاضر (ضدهم) ويبقون تحت المراقبة (الامنية) بهدف حماية أبنائنا وشعبنا". وفي الأسابيع الأخيرة بدأت الحكومة حملة لوقف ظاهرة سفر إسلاميين للقتال في سوريا. والشهر الماضي فتحت تحقيقا ضد جماعات لتجنيد شبان للقتال في الحرب الدائرة في سوريا منذ أكثر من عامين. كما سجنت هذا الشهر إسلاميا بتهمة تحريض الشبان التونسيين على القتال في سوريا.
- (أ ف ب، رويترز) |