صعدة برس - *فكري قاسم
بعينين مفتوحتين وإرادة شرهة ينظر حزب الإصلاح إلى تعز الآن، تماما كما نظر الإسرائيليون المؤسسون إلى "أورشليم" . فهي بالنسبة إليهم الآن تبدو كأنها أرض الميعاد، وسيستخدمون كامل مهاراتهم الأخلاقية واللا أخلاقية لإسقاطها وجرها إلى حظيرتهم لتكون عاصمة حضورهم الضاغط .. وبعدها "لاحق لك رَبْح فوق ضاحة ؟!".
بالنسبة للإخوان تعز ليست مهبط الديانات، بل هي –كالعادة- مصعد للطامحين بحكم اليمن .من حيث السكان –باعتبارهم ذخيرة انتخابية - هي الأكثر كثافة .. ومن حيث التأثير على مجريات الأمور في البلد، هذه المحافظة " المقعية" هي الأهم .. والأهم من هذا كله أن تعز الفقيرة هي قبلة الاقتصاد اليمني علاوة عن كونها "الجيب"الذي يمكن لأي يد طويلة أن تمتد إليه بسهولة، لأن أبناءها أشتات، وكباراتها" لهم جني يشلهم" لاعبون ماهرون لكنهم محترفون في أندية "علي محسن" و"علي صالح" و"عيال الأحمر " و"الحوثي" وبقية الأهل والأصدقاء، ما جعل من تعز – على الدوام - مرمى سهل الاختراق.
أريد أن أصرخ في وجوه هؤلاء الملاعين: العبوا مرة لأجل تعز، وللأسف تجدهم عند كل مرة يلعبوا بتعز! وهذا هو أكثر ما يجعل منها أرضية مغرية للإخوان الآن بغية استخدامها كعصا جيدة لابتزاز المركز تارة بالفوضى، وتارة أخرى بالثورة التي أصبحت ملكية خاصة لحزب الإصلاح .
تعز التي احتضنت الثورة وقدمت قوافل من شبابها ونسائها كشهداء، لم يطمع أحدهم بحصة من النفط مثلا.. أو حصة من التسويات السياسية، بل طمعوا - كما أهاليهم البسطاء – بدولة مدنية وبنظام جديد سيحترم احتياجاتهم من الكرامة والماء والوظيفة والمواطنة المتساوية، وأتحدى واحد منكم يقول لي إن شهيدا واحدا خرج إلى الثورة طامعا بدولة الخلافة الإسلامية التي " نبع الزنداني " ليبشرنا بها، كما لو أننا كنا ننام في أحضان قريش .
تعز التي تحولت إلى ساحة حرب ولا تزال، لم نشاهد حتى واحداً من أبنائها وهو يصافح جمال بن عمر باعتباره قائداً، بل كلهم ذهبوا إليه كرعايا يشتكوا من عبده قائد الذي لم يصرف لهم مستحقاتهم !
مَنْ عبده قائد ؟ والله مالي علم ! كل الذي أعرفه الآن أن تعز لن تكون أورشليم لأحد .. ولن ننتظر معجزة تقنع الساعين إلى خرابها بأن تعز مليئة بالحجارة وبالرجال معا . |