- المؤتمر الشعبي : وثقافة " التوفيق والتلفيق"..!! (2)

الأربعاء, 24-أبريل-2013
صعدة برس -
بقلم / طه العامري :
يعتمد المؤتمر الشعبي العام على سياسة " التلفيق والتوفيق" في إدارة شئونه التنظيمية وهي ذات السياسة التي اعتمدها في إدارته لشئون الدولة ولا يزل يعتمدها حتى اللحظة رغم الظروف التي مرت بها البلاد ومر بها المؤتمر الذي لم يقف متأملا في مساره ولا يبدو إنه قادرا على امتلاك الشجاعة في مراجعة مواقفه ونقد مساره ومعرفة مكامن الخطاء التي وقع فيها المؤتمر خلال الفترة الماضية وهي المرحلة التي ارتبط فيها وخلالها نشاط وأداء " المؤتمر " بشخص الرئيس صالح وتكرست هذه الفلسفة لدرجة أن من غادر هذا الكيان خلال فترة الأزمة لم يكون يوما يدين بالولاء لهذا المكون السياسي الجماهيري القائم على فلسفة " التوافق والتلفيق " بقدر ما تم تكريس الولاءات الفردية في هياكل ومفاصل المؤتمر وبالتالي من انشقوا مجتمعين كانوا يمثلون طابورا يدين بالولاء لرمز الانشقاق في ذات الوقت فأن من بقاء ليس بالضرورة أن يكونوا " مؤتمرين " في الغالب بل نجد أن من بقاء في مفاصل المؤتمر هم من يدينوا بذات القدر بالولاء لشخص الرئيس صالح وخاصة أولئك الذين صمتوا واختفوا وتواروا عن الأنظار في ذروة الأزمة وخلال مسارها الدامي والذين يمكن وصفهم بمن وقفوا في " المنزلة بين المنزلتين " خاصة بعد جريمة جامع الرئاسة وظلوا يترقبوا بصمت وتوجس حالة الزعيم حتى عاد بسلامة الله لأرض الوطن انطلق من يوالونه من دائرة صمتهم في مهرجاناتهم الكرنفالية في ذات الوقت الذي كان هناك جنود مجهولين في مفاصل المؤتمر تعرضوا لشتى أنواع القهر من الطرف المناهض للمؤتمر ومن أطراف وجاهية داخل المؤتمر حتى يخيل لمن يراقب أداء وتفاعلات المؤتمر إنه أمام كيان يتحلى ب" هزلية " سياسية غير مسبوقة في تاريخ المكونات السياسية .
بعد تسليم السلطة من قبل الزعيم صالح لنائبه الرئيس " هادي " على أثر إجراء الانتخابات الرئاسية برزت المسميات الوجاهية والقيادية وطوابيرها في حالة من " الضنك السياسي " وراحوا بدون وعي يحاولون الانتقاص من مكانة ودور وولاء الرئيس هادي وعلى مختلف الصعد متناسين إنه أمين عام المكون والنائب الأول لرئيس المؤتمر في ذات الوقت التي انطلقت فيه حملات التشهير بالمؤتمر من الطرف الأخر ,خلال كل هذه الفترة لم نجد رأي سياسي واضح لدى قيادة المؤتمر التي ردت على كل المزاعم المناهضة بالمزيد من " الحفلات والمهرجانات " دون أن يكون لكل هذا في المقابل رأي سياسي وفكري وإعلامي جاد وعميق يلامس متطلبات المرحلة وهمومها فكانت حالة عدم الثقة واضحة في المواقف الصادرة عن رموز مؤتمرية وكل هذه المواقف لم تكون بمستوى الفعل المراد والمطلوب لتحريك رأي عام يعيد الثقة بموجبه لكوادر المؤتمر , بل راينا أن الكوادر المؤتمرية المهمشة زادت تهميشا رغم دورها في إدارة الأزمة حين صمت وترجل واختفى كل أولئك الذين حملوا " مباخرهم " لمجرد أن تيقنوا بعودة الزعيم سالما ..نعم للشخصية الأولى في أي مكون مكانها ودورها واعتقد جازما أن الزعيم صالح لا يريد من كل الملتفين حوله أكثر من تعميق جذورهم على الخارطة الشعبية وإعادة الترابط داخل مفاصل ومكونات المؤتمر الذي يقف أمام تحديات هي بكل المقائيس الأشد خطورة مما سبق والتي واجهها حاكما فكانت قوة الدولة ومؤسساتها تغنيه عن ترابط مفاصله التنظيمية , ثم خلال الأزمة واجهها كشريك وفاعل أساسي , لكن المستقبل يضع المؤتمر أمام اخطر التحديات والتي يصعب تجاوزها او تجنب تبعاتها وفق المسار الراهن للمؤتمر وخطابه المتناقض حد التصادم بين طرح هذا او ذاك من الرموز المؤتمرية التي تراهن في استحقاقاتها الداخلية على علاقتها الإقليمية والدولية , وليس على حضورها بالخارطة المجتمعية والشعبية ..الأمر الأخر افتقاد المؤتمر فعلا لديناميكية سياسية وفكرية وإعلامية تواجه به الأخر الأكثر من منظم والذي يمتلك كل عوامل القوة لكن تبقى أهم عوامل قوة الأخر هي قدرة المؤتمر في تهميش كوادره النوعية واعتماده على الوجهاء والأعيان والرمزيات المتهالكة والمحروقة جماهيريا ..نتواصل غدا
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:19 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-12985.htm