صعدة برس - عبدالواسع الحمدي - يمثل النشاط الزراعي لأبناء محافظة صعدة السمة الابرز , فهذا النشاط الحيوي له خصوصياته واهميته لدى أبناء صعدة والتي اثبتت طول السنوات الماضية ثراء خصوبتها وسخاء منتجاتها التي تغرق السوق المحلية ليس هذا فحسب .. فجودة مخرجات اراضيها الزراعية تنافس المنتج الزراعي بقوة وثقة ويتم تصدير اكثر منتجاتها الزراعية الى خارج الوطن .. ولاشك بأن الكثيرين قد تذوقوا وسمعوا عن فاكهة الرمان التي تأتي من صعدة او التقاح والبرتقال والحبحب وذلك البن الذي يزرع في جبال ومدرجات وأودية حيدان .. وبشكل عام فإن النشاط الزراعي يمثل الوجه البارز لمحافظة صعدة .. وإذا تم استغلاله بالشكل الامثل فإنه سيفضي الي رؤية اقتصادية قوية .. تعود بالنفع الكبير لابناء المحافظة وسترفد الوطن بعائدات اقتصادية من تلك المنتوجات الزراعية المتميزة بجودتها العالية.
• بحسب الإحصائيات الرسمية فإن (75) الف هكتار من إجمالي مساحة محافظة صعدة ارض صالحة للزراعة في مختلف المديريات خاصة في الوديان الشهيرة مثل ( وادي العيدين – ورحبان – وبني معاذ بمديرية سحار – وآل ابو جباره – وآل سالم – ووادي العقيق بمنطقة وايلة – وجبال رازح – ومنبه – وشداء ) وغيرها من الوديان والمناطق الجبلية والسهلية في مديريات محافظة صعدة .
• وبالنظر الى ابرز ما تزرعه محافظة صعدة فهناك فواكه اشتهرت بزراعتها مثل ( العنب – الخوخ )
بداية الاهتمام:
وعند تتبع الاهتمام الحكومي بالنشاط الزراعي لمحافظة صعدة فكانت البداية الجادة أثناء إنشاء مكتب للزراعة والري بالمحافظة في عام 1981م كأحد المتطلبات الهامة والرئيسية للنشاط الزراعي غير ان المزارعين في عهد ما قبل الوحدة رافقت عملهم العشوائية في الإنتاج والاستصلاح والتسويق وحفر الآبار .. ولكن بعد تحقيق الوحدة المباركة في 22 مايو من العام 1991م بدأ النشاط الزراعي يدار بشكل منظم شيئاً فشيئاً.. وفي عام الوحدة تم إنشاء ( ظلتين ) لإنتاج شتلات الفاكهة في مزرعة ( المقاش) بمديرية الصفراء التابعة لهيئة التنمية وبتكلفة بلغت مليون ريال وبطاقة انتاجية مقدرة بـ(205) ألف شتلة سنوياً- وشتلات فاكهة متنوعة ( برتقال – يوسفي – خوخ – تفاح) وانواع من الخضروات.
شتلات متنوعة:
ولتحسين مستوى الخدمات الزراعية المقدمة للمزارعين والحد من استيراد الشتلات تم في عام 1991م توفير (180) ألف شتلة متنوعة ذات مواصفات عالية منها (5) الاف شتلة بن و(20) ألف شتلة تفاح و(30) ألف شتلة عنب ومثلها مانجو و(20) ألف شتلة زينة إضافة الى أصول حمضيات وتفاح (55) ألف شتلة ويعد برنامج إنتاج الشتلات المتنوعة واحداً من عشرات الخدمات التي تقدمها المؤسسات الزراعية والمساعدة للمزارعين المتنوعة بشكل ملف مع تزايد الاستثمارات الزراعية والتوجه نحو تحسين الأصناف الزراعية في المزارع .
وشهدت محافظة صعدة من بعد ذلك اكبر موسم خريف .. غير ان المزارعين كانت تواجههم في الوقت الحالي مشكلة عدم تنظيم عملية تسويق منتجاتهم الزراعية .
مراكز إرشادية:
وأمام مشكلات المزارعين بدأت الدولة بإنشاء المراكز الإرشادية .. الى جانب إجراء الدراسات النوعية لبعض المنتجات والأصناف والبذور لتعميم الصالح منها على المزارعين لمضاعفة كميات الإنتاج الزراعية , ومن اهم الخدمات التي قدمتها الدولة لإنعاش الزراعة وتحقيق نهضة زراعية بصعدة إنشاء تلك المركز الإرشادية الزراعية فتم إنشاء (9) مراكز للإرشاد الزراعي في مختلف المديريات الإنتاجية , إضافة إلى إنشاء البنية التحتية المساعدة على تطوير التنمية النشاط الزراعي وقد تم بناء تلك المراكز خلال الأعوام (1990-1999م) وبتكلفة بلغت حينها (25) مليون ريال منها (5) مراكز في مديرية سحار والأربعة الأخرى في مديريات ( الحشوة – وقطابر ومنبه وغمر) إضافة الى إنشاء العشرات من مشاريع البنية التحتية الموجهة نحو تنمية المزارع المختلفة بتكلفة إجمالية بلغت (376) مليوناً و(500) ألف ريال.
الشتلات:
ومن تلك المشاريع تم شراء ارض بيضاء بمزرعة ( المقاش) انشئت فيها مزرعة نموذجية لأمهات التفاح والخوخ كمزرعة انتاجية مساحتها (3) هكتارات ومبنى لإدارة المزرعة وإنشاء مجمع زراعي (مقر لفرع الهيئة الشمالية )و( 12) وحدة سكنية بـ(85) مليون ريال وشبكة كهرباء مع المولدات وتم توفير المستلزمات الزراعية للمواطنين أصحاب المزارع من اسمدت ومبيدات ومرشات زراعية وتقديم المعونات اللازمة وإنشاء الحقوق والبساتين الإرشادية التوضيحية في المناطق الزراعية المختلفة وتوفير البذور الزراعية المحسنة للمزارعين بالتعاون مع بنك التسليف الزراعي والذي كان له دور في تسهيل عملية استصلاح الأراضي الزراعية وحفر الآبار حيث استفاد المزارعون من البنك في مجال تقديم القروض لشراء ( حراثات) و مضخات وشبكات ري وأسمدة وبنسبة فائدة لتك القروض لا تتعدى 7%.
المياه.... والتحديات:
ورغم استمرارية نمو النشاط الزراعي في المحافظة إلأ ان مخاطر بدأت تهدد هذا النشاط عاني منها الفلاح وتتمثل في مشاكل زراعية مثل عشوائية التسويق واستنزاف المياه عبر الحفر العشوائي .. أما المشاكل غير الزراعية فتمثلت في احداث فتنة الحوثي .
وبالعودة للمشكلات الزراعية فقد كانت ولاتزال العشوائية في التسويق تجعل المزارعين يخسرون اكبر نسبة من الأرباح اما مشكلة الحفر العشوائي فيحسب الإحصائيات فإن ما يزيد عن (10) ألاف بئر جوفية ارتوازية تم حفرها بصعدة بمعدل (4-7) آبار في المزارع النموذجية وبئرين في المزارع الصغيرة وقرابة (300) بئر في حقل صعدة وأدت هذه العشوائية الى استنزاف مياه حوض صعدة وارتفاع مؤشرات نضوبه حيث يصل السحب السنوي من الحوض الى حدود (65) مليون متر مكعب سنوياً مقابل تغذية طبيعية تصل الى (6.5 مليون متر مكعب في السنة وفي هذه الحالة فإن نسبة السحب تصل الى تصل الى (1000%) مما يؤدي إجمالا الى انخفاض المنسوب المائي في الحوض بنسبة 6 أمتار سنوياً وبحسب هذه المؤشرات الخطيرة فإن مستوى الإنتاج الزراعي مهدد بالانخفاض مستقبلاً وانسحاب كثير من الاستثمارات الزراعية وبالتالي نفشي البطالة في معظم مناطق المحافظة كون الحياة المعيشية لسكان المحافظة قائمة علي النشاط الزراعي وبنسبة (90%) فيما تبلغ نسبة الأيادي العاملة التي يتم تشغيلها في الزراعة 80% وبالتالي الأمر جداً خطير ويتطلب تدخلاً من الجهات الرسمية المختصة لاتخاذ معالجات مناسبة .
معالجات:
ومن هذه المعالجات بدأت وزارة الزراعة منذ عام 1995م بتنفيذ دراسات لإنشاء حواجز وسدود لتغذية عرض صعدة وبالتالي إيجاد موارد المياه في المديريات لري المزارع وبدأت الخطوة الأولى ببرنامج الري بالتقطير , حيث تم القيام بحملات توعية لترشيد استهلاك المياه وتوقف الكثير من المزارعين عن زراعة الحمضيات كونها تستهلك اكبر نسبة من المياه واستبدلوها بأشجار الرمان والتفاح كما تم في العام 1996م إنشاء شبكة ري التقطير الحديث مع مستلزماتها لمزرعة ( المقاش) بالصفراء بتمويل من وزارة الزراعة وبقيمة 8 ملايين و900 ألف ريال. أما في العام 1997م فتم إنشاء شبكة ري وقد قام الاتحاد التعاوني الزراعي بدور بارز في وضع المعالجات بهدف تنمية النشاط الزراعي في صعدة ..
ويقول الأخ/ احمد محمد مناع رئيس الاتحاد التعاوني الزراعي بمحافظة صعدة انه تم إنشاء سوق تعاوني زراعي يضم مجموعة مكاتب وهناجر (مخازن تبريد في مزرعة (المقاش) بتكلفة أجمالية بلغت (75) مليون ريال بتمويل من الاتحاد التعاوني الزراعي ثم تركزت التوجيهات في هذه البرامج على إنشاء الحواجز المائية والسدود ,حيث تم إنشاء قرابة (13) مشروعاً عملاقاً كحواجز وسدود بتكلفة بلغت (836) مليون ريال بتمويل من صندوق التشجيع الزراعي منها ثلاثة سدود عملاقة وحاجز مائي في مديرية مجز وحاجزان وسدان في مديرية سحار وحاجز مائي في مديريتي باقم ومنبه – وسد عملاق
في مديرية الصفراء.
مع توفر مقومات النهوض الزراعي في محافظة صعدة من مخزون مائي وارض خصبة ومراكز إرشادية وخدمات متنوعة ورأس مال كبير واستثمارات ساهم ذلك كله في تحقيق نجاح غير محدود تطورت من خلاله الحركة الزراعية ,وبالتالي تم التوسع في نوعية وأصناف المزروعات ودخلت أصناف زراعية جديدة في مجال الفواكه والخضروات ليصل عددها الى (22) صنفاً (حمضيات وتفاح ورمان وعنب ومانجو ومشمش ونخيل وبطيخ وموز وحبحب وخوخ .. اما الخضروات فقد توسعت الى ( الجزر والخيار والطماطم والبطاط والبسباس والكوسا والفاصوليا والبصل).
وتضاعفت قيمة الإنتاج الزراعي السنوي للمحافظة الى اكثر من (1.5) مليار ريال سنويا بما فيها المستهلك في أطار المحافظة .. والذي يتم تسويقه محلياً المصدر الى الخارج.
البيوت المحمية:
ومن الخدمات الزراعية المميزة التي رافقت النهوض الزراعي بصعدة والتي قدمتها الدولة للمزارعين من أبناء صعدة إنشاء (2500) بيت محمي – وهذه البيوت بلاستيكية تحمي ( الخيار) وتخلق البيئة المناسبة لإنتاج ونمو الخيار وهذه البيوت منتشرة في منطقة ( الطلح) وما جاورها وتعتبر واحدة من المشاريع الهامة التي تساهم بشكل كبير في تنمية إنتاج ( الخيار) وبجودة عالية .
|