صعدة برس-متابعات - يباع في لندن بمزاد علني الخميس المقبل أول دينار إسلامي تم سكّه في التاريخ، منقوشاً بشهادة "لا إله إلا الله وحده لا شريك له" وهو ذهبي نادر وتوقع خبير إماراتي بالمسكوكات الإسلامية أن ترسو مطرقة الدلال عليه في "دار بولدوين" البريطانية للمزاد العلني بأكثر من 320 ألف دولار يسمونه "دينار 77" لأن الخليفة الأموي الخامس، عبد الملك بن مروان، سكه في دمشق ذلك العام الهجري المصادف 690 ميلادية، أي حين كانت الدولة الأموية امبراطورية ممتدة من الشرق إلى الجنوب الإسباني في الأندلس. مع ذلك، لم تكن لها عملة محلية إلا بمعونة البيزنطيين وامبراطورهم جستنيان الثاني الذي تولى الحكم في العام الذي تولى فيه عبد الملك بن مروان الخلافة، وهي سنة 65 هجرية المصادفة لعام 685 ميلادية.
وبحسب ما يقول عبد الله بن جاسم المطيري، وهو مستشار المواقع التراثية والآثار في دبي وعضو الجمعية الملكية البريطانية للمنمنمات، والمعروف في الإمارات وخارجها كأشهر خبير بالمسكوكات الإسلامية، فإن "دينار 77" ليس أول ما تم سكه من النقود بالعربية "إلا أنه أول دينار إسلامي صرف تماما" طبقا لتأكيد المطيري عبر الهاتف حين اتصلت به "العربية.نت" لتسأله أمس عن الدينار الذي روى بأنه كان بداية لمرحلة استقلال اقتصادي للمسلمين عن البيزنطيين.
وحده الخليفة عبد الملك بن مروان تمكن من الاستقلال بسك النقود عن البيزنطيين عام أصدر أول دينار إسلامي صرف تماما، وصغير قطره 20 ملم ووزنه 4.25 غرامات ذهب عيار 22 وعليه حفروا بالخط الكوفي "محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله" جاءت كإطار حول شهادة التوحيد. كما حفروا وسط الوجه الآخر "الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد" وهي اقتباس من سورة "الإخلاص" في القرآن أيضا، وحولها إطار جاء فيه "بسم الله ضرب هذا الدينار في سنة سبع وسبعين" كتأريخ لعام السك.
أكثر من 5 ملايين دولار لدينار
والدينار المعروض للبيع هو من مجموعة تضم 56 ديناراً ذهبياً تم سكّها بين 690 و750 ميلادية، ويتوقعون بيعها بالمزاد بنصف مليون جنيه استرليني، أي تقريبا 800 ألف دولار، معظمها سيذهب ثمناً لدينار 77 الذي كان يمكن أن يكون سعره بالملايين فيما لو تم بيعه في ثمانينات القرن الماضي، "ففي ذلك الوقت كان نادرا جدا، لكن تم اكتشاف عدد منه فيما بعد فانخفض سعره في المزادات" وفق ما ذكر الخبير المطيري.
وشرح أن أغلى نقد إسلامي تم بيعه حتى الآن هو دينار اشترته الحكومة القطرية العام الماضي بمزاد في لندن بأكثر من 5 ملايين دولار، وهو أموي تم سكه عام 105 هجرية زمن الخليفة هشام بن عبد الملك وعليه عبارة "معدن أمير المؤمنين بالحجاز" منقوشة "ولولا كلمة معدن الواردة فيها كإشارة إلى منطقة أمير المؤمنين بالحجاز، لما كان هذا الدينار يساوي 500 دولار" على حد تعبير عبد الله بن جاسم المطيري.
وشرح السبب في أن العبارة تشير إلى أن سكه تم في مكة المكرمة حين قام الخليفة بزيارة المنجم الذي يتم منه استخراج الذهب في منطقة عرفت فيما بعد باسم "آبار علي" بالحجاز، وهي كانت من ملكيته "كما ولأن الدينار شحيح ونادر ولا يوجد منه إلا 2 فقط" كما قال.
والمعروف عن الدينار الأموي أنه العملة الأساسية التي كانت متداولة في الدولة الأموية منذ أمر عبد الملك بن مروان عام 74 هجرية بضرب النقود في أنحائها باللغة العربية مع صورته بدل اللغة الرومانية وصورة هرقل كما كان حين ضرب النقود المتداولة في صدر الإسلام، فبدأ بسك الدنانير على طراز العملات البرونزية البيزنطية والتي كانت تمثل هرقل وولديه، ويتم ضربها في دار لسك النقود المعدنية بالإسكندرية، الى أن أطل عام 77 للهجرة ومعه عرف العالم أول دينار إسلامي تماماً.
المصدر:
www.alarabiya.net |