- بدأت بصنعاء اليوم أعمال مؤتمر السياسات والتنمية الثقافية تنظمه وزارة الثقافة لمدة ثلاثة أيام بمشاركة منظمات المجتمع المدني ذات العلاقة بالعمل..

الإثنين, 13-مايو-2013
صعدة برس -
بدأت بصنعاء اليوم أعمال مؤتمر السياسات والتنمية الثقافية تنظمه وزارة الثقافة لمدة ثلاثة أيام بمشاركة منظمات المجتمع المدني ذات العلاقة بالعمل الثقافي والمختصين و ذوي العلاقة من المهتمين.

وفي حفل الافتتاح الذي حضره عدد من الوزراء والسفراء وأعضاء مجلسي النواب والشورى أعرب شاعر اليمن الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح رئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني عن الشكر لوزير الثقافة ومساعديه على عقد هذا المؤتمر الذي يتناول موضوعاً لم يتم تناوله من قبل وهو موضوع تنمية الثقافة .

وقال الدكتور المقالح : لقد أقيمت عشرات المؤتمرات والندوت التي تتحدث عن تنميات مرافق الدولة المختلفة على مدى خمسين عاماً وهي عمرة الثورة اليمنية (سبتمبر/اكتوبر) وقدمت الحكومات المتعاقبة أكثر من خطة خمسية وعشرية لم يتم الحديث فيها عن تنمية الثقافة إلا إذا ذكرت عرضا أو على هامش الهوامش .

وأضاف مستطردا:" ولذلك فاعذروني إذا قلت إن كل التنميات فشلت لأنها تجاهلت التنمية الاساس، التنمية التنويرية تبدأ من الانسان صانع التنمية ، صانع التغيير، لقد بدأ مشروع الاصلاح الشامل في الشرق والغرب على السواء من هنا ، من تنمية الثقافة ، واعداد الانسان المثقف ، والمثقف بهذا المفهوم ليس الاديب ولا السياسي ولا الاستاذ الجامعي ولا الاداري، وانما هو كل هؤلاء يضاف الى ذلك الطبيب والعامل والفلاح والجندي والصانع ممن تتوجه اليهم وتصلح من شانهم فكريا وذهنيا وتربطهم بقضايا المجتمع ومشكلاته وتجعلهم يشعرون بانهم مسؤولين مسؤولية مباشرة تجاه ما يتعرض له الوطن أو يعاني منه " .

واشار الدكتور المقالح الى ما قيل ويقال من ان الثورات العربية القديم منها والراهن قد تعرضت للتعثر والسرقة والتهميش لانه لم تسبقها ثورة ثقافية شاملة ومستنيرة تصحح المفاهيم وتخلق حالة من التفاعل الدائم والثابت بين فئات الشعب الثائر والمطالب بالتغيير ..

وقال : وحتى تظهر تلك الثورة للوجود سنظل نتعثر وتظل احلامنا في حالة تناقض مع واقعنا ".

فيما اوضح وزير الثقافة الدكتور عبدالله عوبل ان فكرة هذا المؤتمر بدات منذ أكثر من ثلاث سنوات لكن المؤتمر لم ينعقد وما كان له ان ينعقد بطبيعة الحال اذا لم يدرك البعض ان اصلاح الثقافة يعني اصلاح السياسة وتغيير المجتمع ، وان الازمة السياسية التي كان يعاني منها المجتمع والدولة هي ازمة ثقافية بالدرجة الاولى.

وقال : لم تكن تعاني اليمن من قهر الديكتاتورية وفساد الحكم فقط ،كانت المعاناة الاكبر من ضباب الرؤية وخفوت الانوار وفقدان مصادر الالهام والابداع .

واضاف: ليس غريباً أن ينعقد المؤتمر الآن في هذه المرحلة الجديدة من التغيير والثورة والبحث عن عقد جديد للمجتمع والسياسة والحكم .وهذه المهام الكبيرة لا يمكن تحقيقها دون رؤية فكرية تقوم على التنوير والعقلانية والنقد و دون ثقافة جديدة تمنح التغيير معاني ودلالات عميقة .

وقال : إن اصلاح السياسة وتغيير المجتمع يحتاج للذهاب الى ما وراء السياسة ، الى ما يؤسس السياسة ويقيم اركانها ويمنحها المشروعية والمعقولية ويحدد لها أهدافها ، أي ان الاصلاح السياسي يحتاج الى الثقافة التي تؤسس هذه الفضاءات المتعددة والمتنوعة للمعاني والدلالات التي تفيض بها لتملا الحيز السياسي .

وأعرب وزير الثقافة عن أمله في أن يخرج المؤتمر بنتائج عملية مفيدة ومضيئة لعملنا الثقافي.

وتوزعت جلسات العمل الى اربعة محاور : الاول (السياسات الثقافية والتمنية ) ،والثاني ( المثقفون والتغيير) والثالث ( التراث الثقافي ، الاثار ، المخطوطات ، الحرف اليدوية) والمحور الرابع( الكتاب والنشر).

وناقشت جلسات اليوم الأول عدداً من أوراق العمل وأثرتها بالمداخلات المستفيضة من المشاركين في المؤتمر.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 01:02 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-13555.htm