صعدة برس-متابعات - اعتبرت صحيفة الخليج الإماراتية بوادر الحل للأزمة التي تعصف باليمن " لا تزال غير واضحة المعالم على الرغم من مرور أكثر من شهرين على انطلاق مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن".
ورأت الصحيفة أن "الوضع العام ولان كان يسير نحو الأخذ بخيار دولة اتحادية أو دولة فيدرالية بإقليمين أو أقاليم عدة"، إلا أنها قالت " أن هذا المشروع لا يزال في مراحله الأولى وسط مؤيدين ورافضين له، بعضهم من القوى التقليدية والبعض الآخر من القوى التي لا تزال أسيرة الماضي وتحن لعودة اليمن إلى مربع ما قبل الوحدة التي تحققت في مثل هذه الأيام قبل 23 عاماً ".
وتحت عنوان "اليمن ونتائج الحوار الوطني" قالت الصحيفة في افتتاحيتها يوم الخميس إن "أعضاء مؤتمر الحوار الوطني يخوضون منذ شهرين حواراً هو الأول من نوعه في تاريخ اليمن، يبحث في صيغ مختلفة لشكل النظام المقبل، بعدما أثبتت السنوات السابقة أن مفهوم الوحدة تغيّر عند بعض القوى السياسية والاجتماعية، وذلك بسبب الممارسات التي طبقها النظام السابق، التي عملت هذه الممارسات على تشويه الوحدة وفكرتها وأهدافها، لكن يجب ألا تعلّق الأخطاء على الوحدة، بقدر ما يجب التركيز على البحث عن شكل آخر للوحدة في المرحلة المقبلة" .
من هذا المنطلق دعت الخليج الاماراتية" المتحاورين إلى البحث عن أفضل الوسائل وأنجعها لإبقاء الوحدة كمظلة لليمن المقبل، مع فتح نوافذ للعيش المشترك بين الأطراف السياسية والاجتماعية كافة" ، مضيفا " أن القبول بالدعوات المتزايدة للانفصال من شأنه أن يقود البلاد إلى تشظيات أكبر وأعمق من ذلك الذي كان موجوداً قبل الوحدة ".
وشددت الصحيفة على أهمية أن "يدرك الجميع أن نتائج الحوار الوطني، يجب أن تكرّس مفهوم الوحدة على قاعدة التنوّع، اقتداء بنماذج وحدوية في أكثر من بلد عربي وأجنبي، ذلك أن الدولة الاتحادية القادرة على مواجهة الأزمات المقبلة هي الوحيدة التي تستطيع أن تكون الحامل لمشروع الدولة الحديثة في اليمن ".
وأضافت تقول "اليوم على المتحاورين أن يجدوا الطريقة التي تلبي رغبة اليمنيين في الانعتاق من النظام المركزي الذي خنق الجميع وحوّل البلد بأكمله إلى ساحة للنهب والفساد، وشوه مفهوم الوحدة الجميل في عيون المواطنين وذاكرتهم ".
وصوب الأطراف السياسية خاطبت الصحيفة تلك القوى بأهمية" أن تعي أن مرحلة بناء اليمن يجب ألا تقتصر على طرف بعينه، بل من المهم إشراك الجميع في هذه المهمة الوطنية، خاصة أن الوضع في اليمن ليس كبلدان أخرى شهدت أحداث الربيع العربي".
وأضافت" لليمن خصوصياته، ومحاولة تقوية طرف على حساب طرف آخر يزيد من تعقيد المشهد ويدفع بالبلد في أتون خلافات جديدة من شأنها أن تعيد إنتاج أزمة جديدة ستكون أسوأ من سابقاتها". |