صعدة برس - بقلم أ/توفيق الحميري
ما تزال آثار الدمار التي خلفتها إشراف الإدارة الأمريكية على هيكلة الجيش العراقي والقوات الأمنية مستمرة حتى يومنا هذا وبصورة تكشف حالة الانهزام المستمر للجيوش التابعة للأنظمة التابعة للنظام الأمريكي.. فبعد دخول القوات الأمريكية العراق واحتلال أراضيه وإنشاء العديد من القواعد العسكرية في بلاد الرافدين .. أليس من الطبيعي والمفترض أن تكون المهمة الرئيسية إن لم تكن الوحيدة للجيش العراقي وقوات الأمن في تلك الفترة هي مقاتلة وطرد المحتل والمتمثل بالقوات الأجنبية المتواجدة في العراق ؟؟.. لكن ما الذي حدث ؟؟ كيف تبدلت مهام القوات العراقية إلى غير ذلك ؟؟ إنها عن طريق ذريعة هيكلة القوات المسلحة التي ألصقت تارة بذريعة إزاحة بقايا نظام صدام وتارة أخرى بالحد من الطائفية داخل القوات العسكرية .. حتى أصبح العراق يملك جيشا من خلاله ضمن الأمريكان منه انه لن يقوم بمقاتلة أمريكا أو إسرائيل مستقبلا بالإضافة إلى وضعة تحت سيطرة قيادات انتقيت بعناية الإدارة الأمريكية بنفسها .. ولم تنسحب القوات الأمريكية من العراق إلا بعد أن صارت متأكدة أن الجيش الموجود حاليا عبارة عن أداة تنفذ المهام المناطة بالقوات الأمريكية المنسحبة وتحل محلها !!! وكذلك بعد إن وضعت جهازا امنيا هشا لا يمكن له السيطرة على البلاد.. وهذا واقع العراق الآن...
إن سرد هذا المثال يأتي من أهمية الخطر الذي تواجهه القوات اليمنية المسلحة خلال المرحلة الحالية وخصوصا بعد كانت القوى الثورية الشبابية قد وضعت هدفا من أهداف ثورة الشباب هو إعادة هيكلة الجيش اليمني وفق مهام انتمائه للوطن وليس تابعا لأشخاص أو فئات بعد إن كانت القوات المسلحة اليمنية منقسمة تحت قيادة مكونات تابعة للسلطة النافذة في البلاد وهي ذات الأشخاص والمكونات التي قامت عليها الثورة السلمية وبعد أن جرت العمليات الالتفافية على هذه الثورة المستمرة حتى الآن بوتيرة مختلفة على انطلاقتها نظرا لطول المدة ولتهاوي العديد من القوى وانكشافها مبكرا تحت خطيئة البحث عن السلطة من المجتمع الدولي كمشرع للبلاد بدلا من الشعب صاحب المشروعية الحقيقة للسلطة وهذا يأتي عبر ما اسمي بالمبادرة الخليجية وما نتج عنها من مؤامرات قدمت كمقترحات من النظام الفاسد اعتمدها مدراهم من الإدارة الأمريكية والخليجية واعتبروها مشروعا وطنيا بعد إلباسها ثوب الثورة المسروق من تلك القوى.. وهذا يتجلى من خلال إيكال مهام تنفيذ تلك المطالب الشعبية إلى الخارج والتي تأتي على رأسها موضوع الإشراف الأمريكي على هيكلة القوات المسلحة والمتمثلة بالجيش بكافة وحداته القتالية والأمن بكافة أجهزته الضبطية..
يأتي هذا الأمر في ظل تواجد عسكري بري وبحري وجوي أمريكي داخل الأراضي اليمنية وعمليات قصف مستمرة لليمنيين تحت مسمى مكافحة الإرهاب الخديعة التي انطلت على العديد من الحكومات العربية بعد مسرحية البرجين وبن لادن والتي كان منها السلطة اليمنية حيث تقتل الطائرات الأمريكية بما يعادل 2 يمنيين في كل ثلاثة أيام عبر عمليات القصف أو القتل المباشر بالطائرات الأمريكية وهذا يعني الخروج عن كافة القوانيين كون هذه العمليات لا مشروعية لها وغير خاضعة لأي قضاء ناهيك عن ان ما يحدث يأتي في موقف صمت مخزي من قبل السلطة اليمنية بل وتعتبره السلطة من أعمال التعاون بينما يقابل هذا التصرف باستنكار ورفض شعبي عارم حيث يعتبره مواطني الجمهورية اليمنية انتهاكا للسيادة الوطنية وهذا ما تجسد من خلال المسيرات والتظاهرات المستمرة الرافضة للتدخل الأمريكي والخارجي بشكل عام في الشأن اليمني تحت كافة المسميات العسكرية منها والسياسية,,
وهنا أضع تساؤلا جديرا بالاستغراب أمام كل المنتمين للقوات المسلحة :
عندما يشرف الأمريكان على هيكلة الجيش اليمني فما هي مهامه القادمة؟
عندما يشرف الأمريكان على تسمية وتصنيف قيادات القوات المسلحة فمن سيكون العدو الذي سيواجهه الجيش؟
عندما يتسلم الأمريكان كافة بيانات القوات المسلحة وأرقامها ويحدد نوع السلاح الذي يمتلكه الجيش لمن ستكون القيادة ؟؟
أين الحكمة أيها اليمنيون ؟
هل صارت المهام القادمة لقوات الدفاع الجوي اليمني هي عبارة عن رصد عمليات طلعات القتل لليمنيين وعمليات القصف التي يقوم بها الطيران الأمريكي لليمنيين وتقديم الإحصائيات للكونجرس الأمريكي؟
ألا يعد تكرار تساقط الطائرات الحربية اليمنية واستهداف الطيارين عملا من أعمال الهيكلة الأمريكية؟
يبدو أنني لم افهم معنى الهيكلة ؟؟
علها تعني إعداد الجيوش التي تعمل على إعادة الهيكل المزعوم لبني إسرائيل..
أو ربما تعني تحويل القوة الموجودة من أجساد مبنية إلى هياكل محطمة..
قد هناك مفهوما أمريكيا يقول للعرب " خير السلاح ما قل وذل "
بينما جميع المسلمين يقرأ قول الله تعالى
" وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ... الآية " صدق الله العظيم
|