صعدة برس-متابعات - عاد وفد مكون من خمسة من أعضاء فريق بناء الدولة بمؤتمر الحوار الوطني في اليمن إلى صنعاء أخيرا بعد زيارة إلى ألمانيا الاتحادية بدعوة من مؤسسة " فريدريش إيبرت " بعد أن اطلع على تجربتها الاتحادية الفيدرالية.
وقال القبطان سعيد يافعي عضو مؤتمر الحوار أحد أعضاء الوفد " زرنا ألمانيا واطلعنا على نظامها الفيدرالي الاتحادي ومستوى الولايات والبلديات واستمعنا لمحاضرين متخصصين في هذه المجالات", موضحا أن ألمانيا موزعة على 16 ولاية وفيها برلمان منتخب ولديهم مجلس ولايات كغرفة ثانية, وهناك استقلالية شبه كاملة في الأمور المحلية بالنسبة للولايات, وفيما يختص بالتشريع فهو مركزي, وبالنسبة للأمور المالية فإن 80 % مركزية وما تبقى محلية سواء من ناحية جبايتها أو توزيعها على الولايات والبلديات ".
وأضاف، كما نقل موقع 26سبتمبرنت الرسمي " الألمان يعترفون أن نظامهم الاتحادي الفيدرالي معقد إلى حد كبير جدا وقالوا بالحرف الواحد إن نظامنا الفيدرالي لايناسب اليمن وننصحكم بعدم إتباعه وعليكم التفكير بنظام أقل تعقيدا مما هو في ألمانيا فبلادنا مساحتها أكبر من مساحة اليمن وسكانها ومواردها أكثر عما هي عليه في بلادكم ".
وقال يافعي " من بين الأمور التي أعجبنا بها في ألمانيا هي طريقة معالجة وحدة ألمانيا حيث أنه قبل العام 1991م كانت ألمانيا الشرقية " سابقا " تتبع النظام الاشتراكي وألمانيا الغربية " سابقا " تتبع النظام الرأسمالي وكانت هناك فجوة كبيرة في مستوى المعيشة بين الإقليمين, ولذلك أنشأت ألمانيا صندوقا بمبلغ 160 مليار مارك ألماني لدعم شرق ألمانيا وفرضت ضريبة باسم ضريبة التضامن ومايزال هذا الدعم مستمرا إلى الآن, ولهذا فقد جعلوا الوحدة جاذبة لهم جميعا وعندما وجد الألمان الشرقيون إخوانهم الغربيين مستعدين للتضحية والدعم رحبوا بالوحدة وأصبح الألماني يتنقل من ولاية إلى أخرى ويعمل أينما يريد وسيكن حيثما يريد في ظل نظام دقيق جدا وإن كان معقدا.
ولفت القبطان يافعي إلى أن الاتجاه العام في مؤتمر الحوار الوطني يسير باتجاه إعادة بناء الدولة من أقاليم لكن لم يتم مناقشة كم عدد تلك الأقاليم أو الاتفاق عليها حتى الآن, وقال " ومع ذلك مانزال مرتبطين ارتباطا وثيقا بمخرجات القضية الجنوبية لأننا في فريق بناء الدولة لايمكن أن نقرر شكل الدولة إلا عندما نعرف ماذا سيتم الاتفاق عليه في فريق القضية الجنوبية".
وذكر بأن مؤتمر الحوار الوطني في جلسته العامة الثانية قرر أن تكون قرارات فرق العمل خاضعة لمقررات فريق القضية الجنوبية, لأن أي قرار يتخذ ولم يتم التوافق عليه مع فريق القضية الجنوبية فكأنه لم يكن.
وأكد أن " هناك توجها في مؤتمر الحوار لرفض الدولة الرئاسية المركزية بسبب ما عاناه الشعب اليمني من ذلك النظام في الماضي, إنما في رأيي الشخصي علينا أن ندرس الموضوع وننظر هل كان ذلك النظام غير مناسب أم أن التنفيذ لم يكن مناسبا وبشكل إجمالي لا بد أن نأخذ في الاعتبار شعب الجنوب حيث وصل إلى مرحلة من الغضب إلى حد انه لا يريد الحديث عن أي شيء إلا فك الارتباط خاصة وانه منذ أن تغير النظام لم يلمس أي تغيير على الإطلاق ".
وتابع يافعي " نحن أبناء الجنوب الموجودون في صنعاء نأمل أن يتم توجيه رسائل لأبناء الجنوب في أن هناك تغييرا, لكن للأسف التغيير الذي تم كان سلبيا وليس ايجابيا فالأمن تدهور أكثر بكثير قبل تغيير النظام والأمور المعيشية تدهورت أيضا وأجهزة الأمن تتصرف بعنجهية وتقتل الناس بدون أي سبب, والنقاط العشرين لم ينفذ منها شيء وتصرفات بعض الشماليين تعطي انطباعا بأن المتنفذين ما يزالون كما هم ولهذا يعتقد الإخوة في الجنوب أنه لا يوجد أمل لتأسيس دولة مدنية حديثة يتساوى فيها الناس في إطار القانون". كثر بكثير عما كان عليه.
م/التغييرنت |