صعدة برس - على ما يبدو أن الجارة السعودية والتي تتشدق بخدمة الحرمين الشرفين وتقدم نفسها على أنها حامية حياض الإسلام لم تدرك بعد ان في صفوف سلطاتها العسكرية والمدنية الكثير ممن لا يعرفون عن الإسلام سوى اسمه بل يجسدون صوراً تؤكد للعالم العربي والإسلامي على أنهم عبارة عن مجرمين، بل أصبحوا يتفننون في إيذاء اليمنيين المغتربين لديهم كما لو أنهم عبارة عن عبيد بل سلعة مملوكة لديهم.
فقد تناسوا حق الجوار وحق الإنسانية وحق الاتفاقات التي أبرمت بين اليمن وبلادهم حول معاملة اليمنيين منذ عشرات السنين,
"الهوية" وفي حلقتها الرابعة من تحقيق الأطماع السعودية في اليمن سنسرد العديد من الانتهاكات الوحشية التي طالت الألاف من المغتربين اليمنيين فيا لسعودية إضافة الى نتيجة عدم انصياع القيادة اليمنية لأطماع السعودية إضافة الى آخر التحركات التي تقوم بها السلطات اليمنية حيال ذلك مؤخراً فإلى التفاصيل..
الانتهاكات السعودية لحقوق اليمنيين تدفعهم نحو الانتحار!!
فيما يخص الانتهاكات والأساليب اللا إنسانية التي تتبعها السلطات السعودية ضد إخواننا اليمنيين المغتربين لديها صور مهينة تدفع البعض منهم نحو التفكير في الانتحار ومنهم من أقدم فعلاً عللا الانتحار نتيجة تلك الأساليب الإجرامية التي يتبعها بعض الكفلاء مع اليمنيين.
حيث كشفت التقارير التي حصلت الهوية على نسخ منها عن إقدام أحد المغتربين اليمنيين في المملكة العربية السعودية على الانتحار نتيجة سوء المعاملة التي تعرض لها من قبل كفيلة.
موضحا أن المغترب جميل العديني أقدم على إحراق نفسه أمام مركز "ملاك التجاري" بمنطقة ينبع بالسعودية احتجاجا على انتهاكات حقوقه من قبل كفيله وأشار مقربون من جميل العديني بأنه كان يعمل في محل لبيع أحذية يملكه طفيله ورفض دفع رواتبه, مبررا رفضه برسوم الإقامة ومكاتب العمل.
حيث طلب الكفيل منه مبلغ عشرة آلاف ريال سعودي, بالإضافة الى الديون المتراكمة عليه وارتفاع رسوم البقاء في المملكة, خصوصاً بعد قرار وزارة العمل السعودية رفع رسوم تراخيص العمل الى 2400 ريال سعودي, حيث بلغت متوسط الرسوم المفروضة على العمالة الوافدة في المملكة شهرياً أكثر من 600 ريال لكل وافد بطريقة رسمية من إجمالي الرسوم التي تزيد عن 7 آلاف ريال سعودي.
الى ذلك تقول التقارير أن المغتربين اليمنيين يواجهون في الآونة الأخيرة موجة من المضايقات من قبل الحكومة السعودية وبعض وسائل الإعلام كبرنامج الثامنة الذي يعده الإعلامي السعودي داوود الشريان ويبث كل مساء على قناة ( أم بي سي) حيث قاد الشريان خلال الفترة الماضية حملة شرسة ضد العمالة اليمنية في السعودية أثرت على استقرار مليون و 300 ألف عامل يمني يعملون في السعودية بطريقة نظامية.
الى ذلك أقدم شاب يمني يقبع داخل السجن العام بمنطقة جازان في السعودية على الانتحار شنقاً وفق ما ورد في موقع جازان نيوز والذي نقل الخبر عن مصادر خاصة له قالت بأن الشاب والذي يبلغ من العمر 23 سنى أقدم على الانتحار شنقا داخل إحدى دورات المياه بشعبة سجن جازان العام فجر يوم السبت مطلع هذا الأسبوع.
موضحاً أن الشاب اليمني المنتحر أدخل السجن قبل حوالي الشهرين بقضية قات وقد تم نقله الى مستشفى جازان العام وإيداعه ثلاجة الموتى لاستكمال باقي الإجراءات ومعرفة الأسباب.
السعودية تطرد مغتربين يمنيين شرعيين!!
وتقول التقارير الصادرة عن عدد من المنظمات الإنسانية أن العشرات من المغتربين اليمنيين في السعودية يواجهون الطرد والترحيل التعسفي برغم من شرعية إقامتهم والعمل في السعودية.
حيث ناشدت منظمة (يمانيو المهجر) كلا من رئيس الجمهورية وملك السعودية التدخل لوضع حد للانتهاكات التي وصفتها بالصارخة التي أكدت أنها تمارس ضد المغترب اليمني في السعودية وبعض دول الخليج.
مؤكدة أن نحو 3 آلاف يمني دخلوا الأراضي السعودية بوثائق رسمية وفيز عمل ثم تعرضوا للاعتقال من قبل السلطات السعودية بحجة مزاولتهم العمل عند أشخاص آخرين غير الكفيل.
أحكام قضائية سعودية جائرة ضد اليمنيين!!
وفي سياق الانتهاكات الممنهجة ضد اليمنيين المغتربين فيا لسعودية فقد كشف تقرير للمنظمة الوطنية لتعميق الانتماء والدفاع عن المغتربين اليمنيين(عهد) في بيان لها عن صدور عدد من الأحكام القضائية من القضاء السعودي ضد العديد من المغتربين اليمنيين دون وجه حق واصفة تلك الأحكام بالجائرة.
موضحة أن القضاء السعودي يحكم بوجهين في العدل بين المتخاصمين ويكيل بمكيالين ما بين المتخاصمين اليمنيين المقيمين على أراضيها والسعوديين ممن يتعمدون نهب حقوق اليمنيين والتقليل من شأنهم خاصة أمام القضاء والأجهزة الأمنية السعودية.
وأضاف البيان أن عشرات الشكاوى التي وصلت الى المنظمة من مغتربين يمنيين يشكون فيها تعرضهم للظلم والإهانة من قبل القضاء والسلطات السعودية أي اهتمام لقضاياهم وآخرون يقبعون داخل السجون لسنوات دون أن يحاكموا أو يتم عرضهم على القضاء ليصدر بحقهم حكمه ليجيز بذلك حبسهم داخل المعتقلات السعودية بالإضافة الى أن هناك المئات من السجناء الذين حكموا وانتهت محكوميتهم لا يزالون داخل تلك المعتقلات.
وأكدت المنظمة أن القضاء السعودي أصدر حكماً جائراً ضد حدث يمني لم يتجاوز عمره الرابعة عشر عاما يدعى/ محمد علي قاسم المليكي وحيث قضى الحكم بجلده بـ 1500 جلدة و 15 سنة سجن ومائة ألف ريال غرامة ومثل هذا الحكم الجائر تؤكد لنا السلطات السعودية حجم الانتهاكات التي تتعرض له الطفولة ويتعرض لها المغتربون اليمنيون داخل الأراضي السعودية كما أكد بيان المنظمة أنه يتم اعتقال اليمنيين في السعودية عبثا وظلما وعدوانا.
جثث اليمنيين تملأ المعتقلات السعودية!!
وهنا كشف تقرير صدر عن الملتقى الوطني لحقوق الإنسان عن انتهاكات وحشية قام بها الأمن السعودي أودت بحياة قاصر يمني يدعى العزي الريمي والبالغ من العمر 15 عاماً.
وكما كشف عن وجود أكثر من مائة جثة لموتى يمنيين في أحد المستشفيات السعودية الحدودية فضلا عن وجود آلاف المواطنين اليمنيين المعتقلين في القرى الحدودية رهن الاستجواب القسري من قبل السلطات السعودية.
كما أكد الملتقى في بيانه أنه وبعد التحري عن المجني عليه القاصر تبين له أن هناك أكثر من 100 جثة لمواطنين يمنيين في مستشفى مدينة الخربة الحدودية إضافة الى قيام السلطات السعودية باحتجاز أكثر من ثلاثة ألف مواطن يمني تم اقتيادهم من عدة مناطق يمنية حدودية بحجة الاستجواب وأودعوا في سجن نجران وعدد من السجون الأخرى في مناطق حدودية بالمملكة دون أن يقترفوا أي جريمة سوى محاولة الدخول الى المملكة للبحث عن عمل لإعالة أسرهم وتحقيق العيش الكريم كما أوضح أيضا بأن معظم أولئك السجناء اليمنيين دون سن الـ15 عاما ولا تقوم السلطات السعودية بإخطارهم عن سبب الاعتقال ولا تقوم بإحالتهم للنيابة أو الى المحاكم للبت في قضاياهم.
السعودية تجبر مئات اليمنيين المغتربين على الذهاب للقتال في سوريا!!
وقبل أيام كشفت مصادر مؤكدة لـ"الهوية" أن عروضا يتلقاها مغتربون يمنيون قررت السلطات السعودية ترحيلهم بحجة أنهم مخالفون, بتجنيدهم للقتال في سوريا ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
وأشارت المصادر أن العروض يتلقاها المغتربون عبر مرتبطين بجماعات جهادية, تقوم بتفويج مقاتلين الى سوريا.
وطبقا للمصدر فإن هذه الجماعات ترغب للمرحلين في التجنيد, حيث تعدهم بع
مشاركتهم فيا لقتال في سوريا بضمهم الى الجيش السعودي, مشيرا الى أن معسكرين تم إعدادهما لاستقبال المجندين في كل من الدمام والطائف.
وكشف المصدر أن عددا من المرحلين الذين تم تجنيدهم نقلوا الى المعسكرين, ويتم تدريبهم هناك, وسيتم ترحيلهم الى تركيا أو الأردن استعداد لإشراكهم فيا لقتال ضد نظام الأسد.
واعتبر المصدر أن الأنباء التي تداولتها بعض وسائل الإعلام عن اعتزام السلطات السعودية سجن المرحلين مدة شهر, مجرد تسريبات الهدف منها التغطية عن محاولات سعودية لتجنيد اليمنيين والزج بهم للقتال في سوريا.
وقال المصدر إن مخططا يجرى الترتيب لتنفيذه منذ قرابة العام, لاستخدام العمالة اليمنية في السعودية التي تتجاوز المليون في القتال في سوريا لتنفيذ مخطط غربي لإسقاط نظام بشار الأسد.
وأوضح المصدر أن معظم المغتربين اليمنيين المرحلين رفضوا العروض التي تقدم لهم, وفضوا العودة الى بلادهم, وأن بعضهم زج بهم في سجون الترحيل بهدف الضغط عليهم لقبول التجنيد والقتال في سوريا..
مكافحة الاتجار بالبشر تهدد بمقاضاة السعودية!!
وفي مارس المنصرم قالت المنظمة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر في بلاغ صدر عنها أنها تلقت العديد من البلاغات والرسائل من مغتربين يمنيين في السعودية أكدوا فيها تعرضهم لانتهاكات لا أخلاقية ولا إنسانية من قبل السلطات السعودية تحت مبررات وحجج واهية.
معبرة عن استنكارها وإدانتها الشديدة لتلك التصرفات غير الإنسانية العربية والدولية والمبادرة العربية لمكافحة الاتجار بالبشر وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة الى التدخل لإيقاف تلك الانتهاكات وتُحمل السلطات السعودية المسئولية الكاملة تجاه تلك التصرفات والاعتداءات.
وتؤكد المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالشر أنه في حال لم تعمل السلطات السعودية على إيقاف تلك الانتهاكات فأن المنظمة تحتفظ بمقاضاة المملكة العربية السعودية أمام المحافل العربية والدولية كون ما تقوم به السلطات السعودية يعد من جرائم الاتجار بالبشر المعاقب عليه بموجب القوانين والاتفاقيات والبروتكولات العربية والدولية لمكافحة الاتجار بالبشر.
الرئيس يوجه بدعم حرس الحدود ويناقش التمدد السعودي!!
وفيما يخص تحركات السلطات اليمنية حول تلك الانتهاكات السعودية بحق إخواننا اليمنيين المغتربين لديها وكذا بحق الأراضي اليمنية فقد كشفت التقارير أن الرئيس هادي عقد اجتماعاً نهاية الأسبوع المنصرم مع قيادة اللواء الثاني حرس حدود المرابط في حرض.
بصنعاء وبطلب منه شخصيا وبحضور وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد وقائد المنطقة الخامسة اللواء الركن محمد راجح لبوزة وعدد من القادة العسكريين.
وقد وجه الرئيس هادي بسرعة توفير احتياجات اللواء الثاني حرس الحدود والاهتمام به لدوره الكبير والمهم.
وقد استعرض في الاجتماع تقريراً مفصلاً قدمه رئيس عمليات اللواء الثاني حرس حدود العقيد علي يسلم عن أهم انجازات اللواء التي حققها خلال الفترة الماضية وابرز التحديات واحتياجات اللواء الضرورية لأداء مهامه على أكمل وجه خاصة أن الشريط الحدودي هناك واسع ومترامي الأطراف وتقدر المساحة الحدودية الواقعة تحت مهام اللواء الثاني حرس حدود بأكثر من 200 كيلومتر مربع وبحسب التقرير الذي عرضه رئيس عمليات اللواء عل الرئيس هادي ووزير الدفاع تطرق الى الاستحداثات الأخيرة التي قامت بها السعودية في منطقة (الموسم) المحاذية لميناء ميدي اليمني والتي تقع فيا لمحيط الحدودي المكلف اللواء بحمايته وكذا تناول الاجتماع التوسع السعودي في محافظة الجوف.
وكانت قبائل ذو حسين بمحافظة الجوف قد أقرت في مارس المنصرم البدء بتجهيز مخيم في المنطقة الحدودية مع المملكة العربية السعودية بهدف وقف الانتهاكات والاستحداثات السعودية وإيصال رسالتهم الى العالم عن حجم التجاوزات والانتهاكات السعودية لاتفاقية ترسيم الحدود..
وقال الشيخ حسن بن ناصر أبو هدره إن المخيم سيقام تحت شعار "معا لاستعادة الحدود والسيادة اليمنية".
وأكد أبو هدره أن قبائل ذو حسين أقرت في اجتماع عقدته بعد مشاورات بينها تجهيز المخيم ولفت الى أن المخيم سيضم قسما خاصا لوسائل الإعلام التي ستزور المنطقة, للوقوف على حجم الانتهاكات والتجاوزات السعودية وأوضح أبو هدره أن المخيم سيقام الى جوار علامات ترسيم الحدودية وعلى بعد أمتار من الاستحداثات السعودية وسيكون نقطة انطلاق لاستعادة الحدود.
وقال أبو هدره في سياق حديثه إن فكرة نصب المخيم, جاءت بعد أن لمست قبائل ذو حسين عدم تجاوب السلطات اليمنية وبالذات حكومة الوفاق معه, بوقف الانتهاكات السعودية.
وقامت السلطات السعودية خلال الأشهر الماضية باستحداث 8 مواقع عسكرية لحرس الحدود السعودي في منطقة الحدود المشتركة بين البلدين والتي يمنع بموجبها أي استحداث من قبل الطرفين حسب ما نصت عليه اتفاقية ترسيم الحدود الموقعة بين البلدين ف العام 2000م.
كما استحدثت السلطات السعودية طريقا إسفلتيا في ذات المنطقة يربط بين إمارة نجران والحدود العمانية وتستخدم المواد لسفلته الطريق من جبل أثري يتبع اليمن كما واصلت بناء الجدار العازل الذي توقف بنائه قبل سنوات..
الخلاصة ملاحظة
نظراً لتشعب وتعدد شكل وأنواع الانتهاكات السعودية ضد الشعب اليمني أرضاً وإنساناً سنسرد في حلقة العدد القادم من هذا التحقيق آخر ما ورد في الأخبار والتقارير حول أوضاع المغتربين اليمنيين حالياً في السعودية خاصة بعد نفاذ المهلة المحددة لهم والأساليب الجديدة التي باتت السعودية تتبعها لطردهم وأكل حقوقهم. |