الأربعاء, 25-مايو-2011
 - عبداللة الصعفاني صعدة برس/عبداللة الصعفاني -

سيناريو.. ماذا.. لو..!!
بقلم/ عبدالله الصعفاني



بصمت أحزاب اللقاء المشترك على بنود المبادرة الخليجية وبصم المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه على ذات المبادرة.. وبقي توقيع رئيس الجمهورية في حفل إشهار أمام كل وسائل الإعلام وكل دوائر السياسة الداخلية والخارجية.
وإلى أن تنجح المبادرة بتفاصيل توقيعاتها وتنفيذها ما رأيكم في إطلاق أمنيات قديمة بالأثر الرجعي.. وحينها كنا سنختصر الكثير من حريق الدم ووجع الدماغ.
تقطيع "ماذا لو أن" بالنقاط الفاصلة لم يعد بحاجة للتبرير لأننا نعيش فعلاً زمن التقطيع .. لن أفضّل احتراماً لعلمكم وحلمكم وذاكرتكم القوية - إن شاء الله-.
* بالفعل ماذا لو أن قيادات أحزاب اللقاء المشترك طلبت الاجتماع برئيس الدولة اليمنية علي عبدالله صالح عقب إطلاق مبادرته المتعلقة بإعلان عدم التمديد والتوريث والاتجاه إلى الحكم البرلماني والإدارة غير المركزية بالأقاليم.
ثم تقول له..
مشكور.. لقد كفيت بما أعلنته من أفكار لتحقيق إصلاحات سياسية ووفيت بالإبقاء على العداد الذي هدد بعض المتحمسين بتصفيره أو قلعه.. ولكن أيها الأخ الرئيس ماذا عن بقية الأمور..
هذه إصلاحات سياسية فماذا عن الإصلاحات الاجتماعية والإدارية والاقتصادية.. وماذا يمكن أن نقدم من مواقف تجاه المحسوبية والعبث بالمال العام وتوسع شبكة الفساد بصورة لا يجدي معها أي ترقيع بشبكات الضمان الاجتماعي..
أما كان طرح مثل هذه المطالب باسم شوارع الاعتصام والتظاهر وشوارع الصمت أفضل بكثير من الفعل الكاسر للإرادة "إرحل".
* كم سيكون رائعاً لو خرج اجتماع مثل هذا باتفاق موثق وشفاف يتم إعلانه على أمة الصلاة وحتى أمة الكفر والزندقة.
سيكون ملهماً لو سبق التوقيع على مثل هذا الاتفاق الاعتراف المتبادل بأن الجميع أصاب وأخطأ.. وأن اليمن تستحق من الجميع تقديم تنازلات يبرز فيها السباق على إنكار الذات.
* هذا السيناريو الافتراضي ليس محض تفاؤل مفرط لكنه تعبير عن حالة وتسهيل الوصول إلى حاجة لا أقول في نفس يعقوب وإنما حاجة في نفس أيّوب اليمني الذي تعب من موقع بلاده على الخارطة ويستحق أن يعيش حياة أفضل تكون الريادة في تحقيقها لكل قوى المجتمع وفي المقدمة النخب السياسية والثقافية.
* وعذراً.. بعد أكثر من نصف قرن على الثورة اليمنية الأم اكتشفنا أن دكاترة الجامعة وطلبة الكليات العلمية والإنسانية في ساحات الاعتصام يلهثون وراء القوى التقليدية القديمة بصورة بائسة واكتشفنا أن مؤسسات الدولة وأماكن عمل الساسة والقادة هي الأخرى تحتاج للحماية من القبائل.
كل احترامي وتقديري لقبائل اليمن في كل مكان ولكن.. الأمر يشير إلى وجود مشكلة كبيرة تقف وراء هذا الانقسام.
* محبط كثيراً أن نكتشف بعد نصف قرن شهدت ثورات على الإمامة وعلى الاستعمار وعلى التشطير وعلى الردة ولم نسجل أي ثورة حقيقية على السلاح وعلى التقطع وعلى الفساد وعلى الاختطاف وعلى قلة الأدب وطبعاً ثورة حقيقية على البطالة والأمية والمرض رغم ما حققناه من ثورة في المباني والأسوار والبوابات.
كم تمنيت لو أننا استبدلنا مفردتي "ارحل- لا ترحل" باتفاق على مشروع وطني يضمنه دستور مدني بسيط نافذ ناجح في دور الأبوه لقوانين غير معطلة.. وكم اشتاق المواطنون جميعاً إلى ثورة يقودها الرئيس ويكون معاونوه من المعارضة وتحت متواليات ليبدأ كل من يريد الخير لليمن بنفسه..
ولم لا وأعمارنا قصيرة..؟
لمَ لا وقد غادر دار الفناء حتى نوح نفسه..
ثم لِمَ لا ما دام والبديل الذي وصلنا إليه صار محرجاً.. وخانقاً.. ولم يعد يشرّف كبيراً أو صغيراً.
* لقد افتخرنا بثورة 26 سبتمبر وهاهي تدفعنا إلى عاديات الثورات المضادة.. وافتخرنا بالوحدة وهاهي البيارق الانفصالية تطل من الهواء.. وافتخرنا بالحكمة فلا يرى الآخرون منا إلا الحماقة.. وكان اليمن سعيداً لكننا ندفعه بسرعة نحو التعاسة..
اركبوا السفينة جميعاً بنوايا صادقة ومواقف حكيمة عاقلة قبل أن لا يلقى أحد منا جبلاً يعصمه من الماء.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 01:53 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-1468.htm