صعدة برس - مصطفى بكرى
كان المشهد مبهراً، أمواج بشرية تتدفق، الوطن أصبح لوحة من أقصاه إلى أقصاه، مصر كلها فى الشارع، الأعلام ترفرف، وصور الفريق أول عبدالفتاح السيسى تزين الصدور.
فى هذا اليوم كان التحدى الكبير، إحصائيات جوجل قالت إن العدد وصل إلى 40 مليوناً، تفوق حتى عدد الذين خرجوا يعلنون رفضهم لحكم الإخوان فى 30 يونيو، سهرت مصر حتى الصباح وأعلنت بصوت عال أمام العالم كله، أنها فوضت القائد العام عبدالفتاح السيسى فى اتخاذ جميع الإجراءات الكفيلة بردع الإرهاب.
لم يكن خروج الناس مجرد استجابة لنداء السيسى وفقط، ولكنه كان أيضاً تعبيرا عن قناعة الجماهير بالرجل قائداً أعلى للثورة يخوض معها معركتها منذ اليوم الأول يدافع عن ثوابت الوطن، يتحدى حكم الإخوان وينتصر عليهم بإرادة الشعب وعزيمة الرجال.
راجعوا كل تصريحات «السيسى» منذ البداية، كان ولاؤه فقط للشعب، وكان مقصده الناس، كانت كلماته تعبر عن حب عميق لهذا الوطن، وكانت رسائله تحمل معانى متعددة، لقد أدرك منذ نوفمبر الماضى تحديداً أى بعد إصدار الإعلان الدستورى الانقلابى أن مرسى أعلن انحيازه الصريح للجماعة على حساب الدولة، وأنه لم يعد منذ هذه اللحظة رئيساً لكل المصريين كما كان يدعى ويزعم!!
وكان مرسى أيضاً يدرك ومنذ البيان الأول الذى أطلقه القائد العام فى 8 ديسمبر من العام الماضى، الذى حذر فيه من خطورة تردى الأوضاع وطالب فيه بالوصول إلى حل توافقى بين الجميع، أن القائد العام لم يعد مستعداً للقبول بتعليمات مكتب الإرشاد، ولذلك قرر إفساد الدعوة التى أطلقها السيسى للحوار، رغم أنه سبق أن حصل على موافقة محمد مرسى عليها.
تدفقت فى مجرى النهر مياه كثيرة، لعب الرجلان معاً لعبة شد الحبل على مدى أكثر من سبعة أشهر، استخدم فيها السيسى تكتيكات عديدة، لكنه كان دوماً يتحرك بدوافع وطنية وأخلاقية وبذكاء سياسى واجتماعى أبهر الجميع.
كانت لحظة الانتصار مدوية، أربكت مرسى وجماعته لم يصدقوا حتى اللحظة الأخيرة وأظنهم لم يصدقوا وقائع ما شهدته البلاد فى الثالث من يوليو حتى الآن، ليسوا هم فقط، لقد شاركهم فى ذلك كثيرون من الداخل والخارج.
أدرك المصريون بقلوبهم قبل عقولهم أن الرجل يتحدث بلسان صدق وأن هذا القائد الحاسم الملتزم يحمل بين طياته قلباً يذوب عشقاً للوطن وللإنسانية، يتحلى بنبل بلا حدود، إنه يعرف الناس، ويعيش بين ظهرانيهم، يقرأ الواقع، ويتوقع حركة الأحداث، انظر إلى مفرداته عندما يتحدث عن الشعب، تأمل كيف يحترم إرادته، ويجعل منه مرجعيته، لكل ذلك امتلك القلوب والعقول، وتربع على عرشها.
يوم الجمعة الماضى كان يوم التتويج الكبير بإرادة شعبية، قال الناس «إن السيسى هو قائد الثورة الحقيقى وخلفه كلنا جنود» إن الجماهير لا تفوض إلا من تحب، ولا تثق إلا فيمن تبدو متأكدة من صدقة وإخلاصه، والمشهد العام يقول إن السيسى أصبح رمزاً وقائداً لمسيرة النضال على طريق التحرير.
أدرك الجميع أن مصر باتت أمام اللحظة التاريخية المهمة، كان لها أن تبحث عن طريق للخلاص تحركت الجماهير من كل حدب وصوب، أطلق حزب الكنبة كل طاقاته وإبداعاته، تحركت النخبة الوطنية التى قادت الحرب السياسية والإعلامية منذ اللحظة الأولى لوصول الإخوان إلى الحكم، أطلق شباب «تمرد» الوطنى حملته التى جمعت 22 مليون توقيع فى أسابيع معدودة، تم تحديد موعد الثلاثين من يونيو لبدء شرارة الثورة، انتصر الجيش لشعبه، فى فترة زمنية لم تزد على ثلاثة أيام، وكان النصر مبهراً.
لم يكن القائد العام طامعاً فى شىء اتخذ قراراً تاريخياً لا يستطيع اتخاذه إلا الرجال، تحدى جبروت الأمريكان وجماعتهم فى مصر، كان يعرف منذ البداية أن القرار ليس سهلاً وأنه يعد من أخطر القرارات فى تاريخ مصر الحديث، لكنه فعلها، نسى كل شىء وفعلها، لم يتردد ولم يتراجع.
أصابنا بالذهول، رغم أن الجميع كان لديه حس وجدانى بأن الإخوان سيسقطهم الشعب والجيش قبل مجىء شهر رمضان، كان الجيش فى حاجة إلى سند شعبى كان قد اتخذ قراره، لأنه أدرك أن حكم الإخوان سيقضى على الجيش والدولة، وأن المخطط، مرتبط بخطة الشرق الأوسط الجديد، وأن الإخوان يلعبون الدور الأخطر فى المنطقة وأن أمريكا تحميهم وترعاهم وتتولى أمرهم.
كان متوقعاً أن يسلم السيسى إدارة البلاد إلى رئيس المحكمة الدستورية، إنها إشارة ذات معنى للداخل والخارج، لم يطرح الرجل نفسه قائداً وزعيماً لقد بدا كمواطن مصرى بسيط فقط قام بدوره الذى عهد به إليه شعب مصر، أعاد الفضل كله إلى الناس مع أنه يعرف ونحن نعرف أنه لولا تدخله وحسمه للأمر لدخلت البلاد فى حرب أهلية لا تبقى ولا تذر.
استطاع السيسى أن يدير الأزمة باحتراف، لقد قال عنه «روبرت فيسك» الكاتب البريطانى الأشهر «إنه أعظم قائد عسكرى بعد أيزنهاور» وقالت عنه «السى. إن. إن» إنه أصبح بطلا شعبياً بعد أن أزاح حكم الإخوان.
أخيراً وبعد عبدالناصر، جاء رجل من المؤسسة العسكرية يبهر الجماهير مجدداً يقودها نحو التحرر من التبعية، يرفع راية الكرامة الوطنية، ينحاز إلى بسطاء الناس، يدافع عن الديمقراطية ويرفض الإقصاء حتى النهاية، يتبنى خيارات الشعب ويعطى إشارة البدء لوضع دستور جديد وخارطة طريق لبناء المستقبل بإرادة شعبية حقيقية.
لم تكذب «الوول ستريت جورنال» عندما قالت إن عبدالناصر عاد فى ثوب الفريق السيسى وأذل أوباما وحرمه من أية مكاسب داخلية على الأرض الأمريكية حيث إن متداولى الأسهم فى البورصات العالمية أصبحوا يدركون اليوم أكثر من أى وقت مضى أنه قد أصبح فى مصر ناصر جديد، يصر على إذلال أوباما!
كانت واشنطن تتابع مواقف السيسى وتحللها، وكان بيانه القوى الصادر فى الثامن من ديسمبر 2012، أى فى أعقاب أحداث الاتحادية يحمل إشارات محددة، ويؤكد أنه لن يسمح أبدا بسقوط الدولة وانتشار الفوضى ويعلن انحيازه للشعب والحرص على وحدته.
منذ هذا الوقت بدأ المخطط الأمريكى الإخوانى ضد القائد العام للجيش، قطعت جماعة الإخوان وبتعليمات من السفيرة الأمريكية، الطريق على دعوة السيسى للحوار التى كان مقرراً لها الثالثة من عصر الأربعاء 12 ديسمبر. كانت الإهانة متعمدة لكن القائد العام كان أكبر من كل هذه الألاعيب ابتلع المرارة والتزم الصمت لكن قواعد الجيش ظلت تغلى لأنها أدركت المعنى والهدف!!
ومع تصاعد العنف وانتشار الفوضى فى البلاد لم يكن هناك خيار أمام الجيش سوى أن يعلن أكثر من مرة أنه مع الشعب ولن يتخلى عنه، حاول استيعاب الأوضاع فى مدن القنال وبورسعيد تحديداً؛ لأنه أدرك أن هناك مخططاً لإلحاق هذه المحافظات الثلاث بسيناء، أى تتراجع فيها سيطرة الدولة وتعم الفوضى ويتم إسقاطها عملياً تحت يد جماعات الإرهاب، التى كان يرعاها ويقوم على أمرها رئيس الدولة وجماعته فى هذا الوقت.
كان مرسى غاضباً من دور الجيش فى هذه المحافظات، وكان أكثر ما يقلق هو التفاف الجماهير حول قادته، كان يريد المواجهة، لكن التصريح الذى أطلقه المتحدث الرسمى باسم القوات المسلحة العقيد أحمد على فى هذا الوقت الذى قال فيه «إن تأمين مدينة بورسعيد الباسلة عهد قطعه رجال القوات المسلحة على أنفسهم مهما كانت التضحيات»، أربك حسابات مرسى وجماعته!!
كان يريد توريط الجيش لكنه فوجئ بالموقف الحاد للمجلس الأعلى للقوات المسلحة خلال لقائه بهم فى 5 فبراير الماضى وهو الاجتماع الذى استمر لأكثر من ثلاث ساعات وخرج منه مرسى غاضباً بعد أن أدرك أن الجيش قد حسم أمره، وأنه لن يواجه الجماهير ولن يلوث يده بالدماء.
تحمل السيسى حرب الشائعات التى أطلقتها الآلة الإعلامية الإخوانية، اتهامات تطاله وأخرى تطال المؤسسة العسكرية أطلقوا شائعة قرب إقالته، كانت بالونات اختبار لكن الجيش قال إنه لن يسمح أبداً بتكرار سيناريو خروج المشير طنطاوى والفريق سامى عنان، وأن المساس بقادة القوات المسلحة خلال الفترة الراهنة سيكون أشبه بحالة انتحار للنظام السياسى القائم بأكمله.
تصدى السيسى بكل ما يملك لمحاولات أخونة الجيش أدرك مرسى حالة الغضب التى سادت الجيش فراح يعطى إشارات تؤكد الثقة وتدحض ما تردد من أن هناك مؤامرة ضد القائد العام، وجه الشكر إلى قادة الجيش ورجال القوات المسلحة وبعث إليهم ببرقية على دورهم فى حفظ الأمن بالقمة الإسلامية بعد 15 يوماً من انتهاء أعمال القمة. لم تتوقف الحرب الإخوانية ضد الفريق السيسى، ظلت الإهانات تتردد على ألسنة رموز الجماعة وقادتها بل إن بعضهم تجرأ وراح يصرح لوسائل الإعلام بالقول «إن الرئيس أدب الفريق أول السيسى خلال لقاء عقده معه فى هذا التوقيت»!!
كان السيسى يطلب من الرئيس خلال لقاءاته المتعددة ضرورة البحث عن حل سياسى للأزمات المتفاقمة فى المجتمع لكن مرسى كان يرفض الاستجابة ويصف التظاهرات التى عمت المحافظات فى هذا الوقت بأنها مجرد أعمال صبيانية وبلطجة سرعان ما ستنتهى!!
فى فبراير 2013 وعندما أطلق الفريق صدقى صبحى رئيس الأركان تصريحه الشهير خلال زيارته لدولة الإمارات عن استعداد الجيش لتلبية مطلب الشعب والنزول إلى الشارع إذا ما احتاجه بعد ثانية واحدة أدرك مرسى أن الجيش قرر الانحياز الكامل للشعب وعزز من ذلك التصريحات القوية التى أدلى بها الفريق أول السيسى خلال لقائه بطلاب الكلية الحربية فى 29 يناير 2013 لقد كان يؤكد دوماً أن خيار الجيش هو مع الشعب دائما وفى هذا اللقاء أكد أن استمرار المشهد الراهن دون معالجة يؤدى إلى عواقب وخيمة تضر بالأمن القومى.
بعد تصريحات الفريق صدقى اجتمع مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان، درس التصريح وطلب من مرسى إبعاد الفريق صدقى، حاول مرسى إقناع السيسى لكن كلمات السيسى كانت واضحة: «لن نسمح بالتدخل فى شئون المؤسسة العسكرية ولن يتم إبعاد الفريق صدقى لأن تصريحاته كانت باتفاق مشترك بيننا».
كانت هوة الخلاف تتعمق بين القائد العام وبين رئيس الدولة كانت الأزمة تتفاقم، الحرب تتصاعد علناً ومن خلف ستار، وكان الشارع يترقب من سيبدأ بالضربة القاضية.
كانت الجماهير بقلوبها وعقولها مع الجيش ترى فيه الخلاص والملاذ الآمن، ثقتها فى النخبة تزعزعت، أدركت حقائق المخطط الإخوانى ضد الجيش وضد الدولة، وكانت رؤية المحللين الغربيين فى هذا الوقت تقول إن الجيش قد يضطر إلى التدخل حال تدهور الأوضاع الأمنية لكن لا أحد كان يمكن أن يعرف حدود هذا التدخل وأبعاده.
فى هذا الوقت نشرت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية مقالاً قالت فيه إذا تدخلت القوات المسلحة فإن ذلك لا يمكن اعتباره نزهة فى حديقة.
وقالت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» عندما يحذر الجيش المصرى من انهيار الدولة فقد حان وقت القلق.
لم يستوعب محمد مرسى ولا جماعة الإخوان ما ذكره المحلل السياسى الأمريكى ستيفن كوك المتخصص فى دراسات الشرق الأوسط فى مجلس العلاقات الخارجية الأمريكى فى هذا الوقت عندما قال إن عودة الجيش المصرى إلى ثكناته لا تعنى أبداً أنه ابتعد عن النظام السياسى، حيث إن تحذير السيسى من انهيار الدولة مثير للانتباه وقال إذا تطور الوضع لن يجد الجيش أمامه اختياراً كما أنه من المرجح أن يجد استقبالاً حاراً، والرأى العام لن يعارض هذه العودة.
وحتى عندما دعا د. محمد البرادعى إلى تدخل الجيش فى هذا الوقت فقد قال حرفياً إن الواجب الوطنى يحتم على الجيش التدخل إذا كانت مصر على شفا التراجع، وأن تدخله سيكون القرار الصحيح لتحقيق الاستقرار حتى يمكن استئناف العملية السياسية.
كان الجيش يمسك بكل خيوط اللعبة، كان يدرك حجم المخاطر ويتابع المؤامرة فى سيناء بأبعادها المختلفة لكنه رفض أى محاولة للانقلاب أو تأزيم المواقف.
لقد وصلت معلومات إلى قادة الجيش فى شهر أبريل الماضى عن وجود مؤامرة إخوانية أمريكية لعزل القائد العام الفريق أول السيسى وعدد من القادة العسكريين. وعندما أدرك الإخوان أن الجيش قد علم بتفاصيل المخطط، اجتمع مكتب الإرشاد يوم السبت 6 أبريل الماضى وأصدر بياناً هدفه إزالة مخاوف المؤسسة العسكرية؛ حيث زعم فيه «أن ما نشرته الصحف حول وجود خطة من الإخوان بالتعاون مع الحكومة الأمريكية لإقالة الفريق أول عبدالفتاح السيسى يهدف إلى الإساءة للجماعة ومحاولة تشويه تاريخها وأن الهدف من وراء ذلك هو تأليب مؤسسات الدولة وإشعال الكراهية والعداوات والعنف والتحريض على التخريب.
وكانت قمة التحدى هى قيام مؤسسة الرئاسة بتسريب خمس عشرة صفحة من تقرير لجنة تقصى الحقائق التى شكلتها جماعة الإخوان حول وقائع قتل المتظاهرين منذ قيام ثورة 25 يناير حتى 30 يونيو 2012 إلى صحيفة الجارديان البريطانية، وكان الهدف هو الإساءة إلى الجيش المصرى وإظهاره أمام العالم بمظهر القاتل لشعبه، وهو أمر كان بمثابة خيانة ارتكبتها مؤسسة الرئاسة بتعليمات مباشرة من الرئيس نفسه مما أثار غضب الجيش المصرى. وكان اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة مع الرئيس بمقر وزارة الدفاع فى 11 أبريل 2013 بمثابة إنذار أخير إلى رئيس الدولة حيث جرى تحذيره من خطورة التفريط فى التراب الوطنى وإعلان رفض الجيش تأجير قناة السويس والتحذير من خطورة دفع البلاد إلى حرب أهلية وضرورة التوقف فوراً عن حملة إهانة الجيش والسعى للانتقام من قيادته.
وهكذا ظل الصراع يتصاعد بين الجانبين ومع تأزم الأوضاع حاول الفريق أول السيسى أن يجد حلاً لكنه فشل بسبب تعنت الرئيس المعزول ومكتب الإرشاد، ولذلك لم يكن أمام السيسى من خيار سوى الاستجابة للإرادة الشعبية.
انطلقت الحملات التى شنتها الجماعة وحلفاؤها اتهامات وأكاذيب، محاولات لإثارة الفتنة، تحويل الصراع السياسى إلى صراع دينى مئات الملايين تنفق، الآلة الإعلامية المشبوهة تطلق شائعاتها المزيفة، محاولات حثيثة لدفع البلاد إلى حرب أهلية وجر الجيش إلى الصدام لكن حكمة القيادة فوتت الفرصة ودعت الشعب إلى التدخل ومنح القائد العام تفويضاً شعبياً لمواجهة الإرهاب. زحفت الجماهير من كل حدب وصوب، خرجت كما لم تخرج من قبل، وقالت للسيسى «نفوضك ونطلب منك مواجهة حلف الشر والإرهاب ونحن معك ومن خلفك».
أمس الأول اجتمع مجلس الدفاع الوطنى، اتخذ قرارات صارمة: لا عودة إلى الوراء وليس مسموحاً بالإرهاب والفوضى، يجب فض الاعتصامات والتجمعات الإرهابية فوراً وبالقانون لا بد من مواجهة الأمر فى سيناء بكل شجاعة وحسم، البلاد يجب أن تعود إلى الهدوء والاستقرار سريعاً، والجهات المعنية مفوضة باتخاذ جميع الإجراءات القانونية فى ذلك. الساعات القادمة ستكون حاسمة، مصر أمام مرحلة تحول كبير لا تفريط فى المكاسب، ولا تراجع عن الثوابت القطار بدأ رحلته ولن يتوقف إلا فى محطته الأخيرة، مصر عادت إلينا وحتماً ستهزم كل الأشرار والمتآمرين. وفى كل هذه المشاهد التى عاشتها مصر طيلة الفترة الماضية ولا تزال تعيش تداعياتها، يبرز اسم الفريق أول عبدالفتاح السيسى وتتصاعد أسهمه قائداً وطنياً شجاعاً سجل اسمه بحروف من نور فى صفحات التاريخ، بعث الأمل فى النفوس، وعاد يلملم الشتات وينهى الانقسام وينقذ مصر من خطر الانهيار. إنه مواطن بسيط وقائد فذ ومقاتل جسور، لكنه يعرف معنى الوطن ويدرك أن التضحية بالروح فى سبيله هى فرض عين على كل مصرى ومصرية قارئ للتاريخ مثقف واع بمخاطر اللحظة يضع مصلحة الوطن أولاً، لا يهتز، لا يخاف، لا يتراجع، لكنه عندما يتحدث تبدو كلماته الهادئة كالنسيم العليل الذى يسرى مخترقاً القلوب والعقول، لقد توج بطلاً وقائداً سنمضى خلفه ونحن على ثقة أنه سيمضى بنا حتماً إلى بر الأمان ليعيد بناء مصر ويبعث نهضتها من جديد. |