صعدة برس-متابعات - نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالاً تحدثت فيه عن الجماعات "الجهادية" المتواجدة في سوريا المرتبطة بتنظيم القاعدة، والتي يزداد تدفقها بسرعة، ما من شأنه جعل هذه الجماعات تجهّز لموطن مستقبلي لها في البلاد.
وفي هذا الشأن تضيف الصحيفة عن مسؤولين استخباراتيين غربيين وأميركيين قولهم، بأن الوضع في سوريا قد يتطور ليصبح أكبر تهديد إرهابي في العالم في وقتنا الحالي. وتوضح الصحيفة أن المجموعات "الجهادية" الإرهابية تضم أكثر من 60,000 أجنبي، حيث قال مسؤولون متخصصون بمكافحة الإرهاب أن "أعداد المقاتلين الذين يدخلون سوريا أكبر من المقاتلين الذين توجهوا إلى العراق في ذروة الصراع ضد الإحتلال الأمريكي".
وتضيف الصحيفة أن الكثير من مقاتلي "جبهة النصرة"، وهي جماعة متطرفة كسبت سمعتها كواحدة من أكثر جماعات المعارضة فعالية في الأشهر الأخيرة، أصبح ينضم تحت راية "الدولة الإسلامية في العراق والشام" الأكثر تطرفاً، حيث تدمج بين "جهاديين" سوريين ومقاتلين من أنحاء العالم، كالشيشان وباكستان ومصر وغيرها.
وتشير الصحيفة أنّ من أهم أسباب عزوف الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين عن تزويد المعارضة بالأسلحة هو الخوف من أنّ هؤلاء المتطرفين سيهيمنون على المعارضة، حيث قال محلل مختص بمكافحة الإرهاب أنهم خسروا فرصة التأثير على مجرى الأحداث في سوريا حتى دعم الكونغرس لبرنامج الـ"سي أي إيه" حول تسليح الفئات "المعتدلة" في المعارضة، و الذي سيبدأ هذا الشهر، سيكون متأخراً.
ويوضح مسؤولون أمريكيون للصحيفة أنّ وجود صلات لقائد القاعدة "أيمن الظواهري" مع "جبهة النصرة" يعكس نظرة القاعدة حول إمكانية جعل سوريا ملجأً طويل الأمد.
بينما يؤكد "جين زارات" أنّ سوريا تشكل نقطة حساسة لإنعدام الإستقرار في المنطقة، وتمتد هذه النقطة من إيران حتى جنوب أفريقيا، وفي هذه المنطقة "يكمن احتمال انبعاث جماعة جديدة من القاعدة".
وأنّ فكرة سوريا كبديل لباكستان بالنسبة للقاعدة في حال سقوط الحكومة، سيشكل ضربة كبيرة للمعارضة المدعومة من الغرب و فرعها المسلح "الجيش الحر". هنالك تناقض بين تصريحات المعارضة في الخارج و الأخرى على الأرض، حيث تنتقد الأولى الجهاديين وترفض أيديولوجياتهم، فيما تتعاون الأخرى معهم على الأرض في المعارك نظرا لشراستهم في القتال. وحول اتهامات للحكومة السورية بدعم الجهاديين أو أنّهم عملاء للنظام السوري، يقول "أبو عمر" قائد في تنظيم الدولة الإسلامية في العراق و سوريا، والذي يصف أهداف حركته بأنّها ليست محدودة في سوريا، بل ستمتد إلى أهداف مستقبلية كروسيا و إيران رافضاً نداءات المعارضة بحصر الصراع في سوريا، " نُتّهم كثيراً بأننا نتبع أجندات أجنبية لتقسيم المعارضة، و أننا عملاء للنظام السوري، كيف ذلك و نحن من قام بأكبر العمليات العسكرية ضد النظام، عندما نقاتل للحصول على موقع عسكري، فإمّا أنّ نحصل عليه أو نموت في سبيل الله".
ظهر "العقيد عبد الجبار العكيدي" إلى جانب "أبو جندل" قائد في الدولة الإسلامية في العراق وسوريا في فيديو مع بعضهما حيث شكرا كتيبة المهاجرين و الأنصار وجهود كل من ضغطت يده على الزناد .
وتعلق الصحيفة "إنّ حركات كهذه تعقّد المساعي لعزل الجهاديين، حيث يجد قادة الأطراف السياسية في الصراع أنّه ليس لديهم خيار إلا أنّ يتعاونوا مع أي حليف متواجد، ولهذا تخاف المعارضة من الانهزام إذا لم تنسق مع الجماعات الأخرى". |