- قال الخبير الأمني المصري محمد مجاهد الزيات، إن “الأعمال الإرهابية” الدائرة في سيناء حالياً ترتكبها جماعات متطرّفة مرتبطة بتنظيم القاعدة، وهي مُخترقة من جانب ..

الثلاثاء, 20-أغسطس-2013
صعدة برس-متابعات -
قال الخبير الأمني المصري محمد مجاهد الزيات، إن “الأعمال الإرهابية” الدائرة في سيناء حالياً ترتكبها جماعات متطرّفة مرتبطة بتنظيم القاعدة، وهي مُخترقة من جانب الاستخبارات الإسرائيلية وقال مدير (مركز دراسات الشرق الأوسط) الدكتور محمد مجاهد الزيات، ليونايتد برس انترناشونال الثلاثاء، إن الجماعات المتطرّفة موجودة على أراضي سيناء منذ سنوات عديدة، وهي ترتبط بتنظيم القاعدة، مشيراً الى أن المنتمين إليها وهم مصريون وغير مصريين يعملون بتهريب السلاح وتجارته.
ولفت إلى أنه خلال الأعوام القليلة الماضية، والتي شهدت فلتاناً أمنياً واسع النطاق، شهدت عمليات تهريب السلاح ازدهاراً واضحاً حيث يصل السلاح إلى تلك المجموعات من ليبيا والسودان.
وأضاف أن المجموعات التكفيرية في سيناء تتحرك، متمتعة بغطاء وحماية من بعض القبائل، للقيام بعمليات إرهابية ضد مراكز أمنية وعناصر من قوات الجيش والشرطة تحت ستار الجهاد، لافتاً إلى أن أبرز العمليات التي تمت كانت قتل 16 جندياً أوائل آب/ أغسطس 2012 جنوب منطقة رفح الحدودية، واختطاف سبعة جنود في 16 أيار/ مايو بمنطقة الوادي الأخضر شرق مدينة العريش (مركز محافظة شمال سيناء شمال شرق البلاد)، وقتل 25 جندياً من قوات الأمن المركزي أمس الاثنين.
وأشار إلى أن غالبية الهجمات الإرهابية تقع على معسكر الأمن المركزي بمنطقة الأحراش في مدينة رفح، وعلى قسم شرطة ثان العريش وهي هجمات تتم فيما يتمتع المهاجمون بحماية القبيلة.
وقال الزيات “هناك حضوراً واضحاً للاستخبارات الإسرائيلية في مناطق عدة من سيناء حيث قامت باختراق العناصر التكفيرية من خلال عناصر فلسطينيين يقومون بتدريب تلك العناصر التكفيرية على استخدام الأسلحة وجمع المعلومات وتحليلها”، مبيِّناً أن “إسرائيل حققت مصلحة كبيرة لأمنها بجعل سيناء منطقة لتهريب السلاح، وبذلك ابتعد السلاح عنها ليتوجه إلى ناحية أخرى”.
وتقع شبه جزيرة سيناء في أقصى شمال شرق مصر، وتحتل نحو 6% من إجمالي مساحة مصر البالغة مليون وخمسين ألف كيلومتر مربع، وتتسم سيناء بالطبيعة الصحراوية ما انعكس على عدد السكان فيها إذ يقطنها أقل من ستمائة ألف مواطن يرتبطون بقبائل في فلسطين بروابط قبلية وعشائرية.
وحمَّل الزيات نظام جماعة الإخوان المسلمين “المسؤولية الكاملة عن استفحال الظاهرة الإرهابية” في سيناء طوال عام حكم البلاد فيه الرئيس المعزول محمد مرسي القيادي في الجماعة، مشيراً إلى أن مرسي أصدر مجموعة قرارات جمهورية بالعفو عن عناصر تكفيرية كانت هاربة خارج مصر ما مكَّنها من العودة وتوطيد علاقاتها بالجماعات التكفيرية في سيناء والمرتبطة بالقاعدة.
وأوضح أن من بين أبرز من صدرت لصالحهم قرارات عفو رئاسية محمد الظواهري، شقيق زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، والذي ألقت قوات الأمن المصري القبض عليه قبل يومين، كاشفاً عن أن تقارير أمنية ذكرت أن محمد الظواهري قام بزيارة سوريا مرتين منذ عودته إلى مصر العام الماضي.
وأشار إلى أن رابطاً واضحاً بين ما يجري في سيناء من أعمال عنف واستهداف لمقار الأمن وبين ما دار بمقري اعتصام الرئيس المعزول في منطقتي “رابعة العدوية” بالقاهرة وميدان “نهضة مصر” بالجيزة والذي قام الأمن بفضهما حيث ظهر عدد من التكفيريين وسط المعتصمين وتم رفع علم تنظيم القاعدة خلال اشتباكات المتشددين مع قوات الأمن والجيش في ميدان رمسيس بوسط القاهرة.
وكان بضعة آلاف من المتشددين من أنصار الرئيس المعزول ومن الخارجين على القانون هاجموا طوال يوم الجمعة الماضي عناصر الجيش والأمن المصري في محاولة لاقتحام قسم شرطة “الأزبكية” بميدان رمسيس في وسط القاهرة، وكان لافتاً رفع علم تنظيم القاعدة خلال تلك الاشتباكات التي أسفرت عن قتل وإصابة المئات وتوقيف مئات آخرين من المتشددين بعضهم احتمى بمسجد “الفتح” المطل على الميدان.
وفي سياق متصل، أشار الزيات إلى أن كل تلك المعطيات توضح أسباب دفاع الإدارة الأمريكية عن نظام جماعة الإخوان المسلمين، فيما يجسِّد الهدف الأهم لدى واشنطن وهو ضمان أمن إسرائيل.
وأشار إلى تناقض واضح في التصريحات الأمريكية وتباين المواقف داخل الإدارة الأميركية من ناحية، وبين الإدارة والكونغرس من ناحية أخرى، ما يعكس اضطراباً وقلقاً ورغبة في إمساك العصا من المنتصف، لافتاً إلى أنه في الوقت الذي أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بأن تنحية مرسي عن الحُكم “جاء بإرادة شعبية”، فإن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أوفد عضوي لجنة الدفاع والقوات المسلحة بالكونغرس السيناتوران جون ماكين وليندسي غراهام مطلع آب/ أغسطس الجاري للوقوف على واقع الأوضاع في مصر.
واعتبر الزيات أنه “كان لافتاً أن يعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، أن ماكين وغراهام يمثلان نفسيهما ومجلس الشيوخ والكونغرس الأمريكي خلال زيارتهما لمصر، وليسا وسطاء من قبل الرئيس باراك أوباما أو الإدارة الأمريكية”.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:25 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-15323.htm