صعدة برس - *احمد الحسني
ليس دفاعاً عن الحكومة فليس لديها ما يستحق الدفاع عنه، ولا إيضاحاً لما خفي من حكومتها فليس ثمة علاقة بين الحكمة والكياسة وبين حكومة الوفاق، ولا مباركة لاستبدال الخميس بالسبت ليكون مع الجمعة عطلة أسبوعية، ولكنها محاولة عن أسلمة الأشياء ومن ثم إخراج المسلمين من الإسلام بناء على تلك الأسلمة.. أسلمة العطلة الأسبوعية وإصرار البعض على أن الجمعة عطلة أسبوعية في دين الإسلام أو شعيرة إسلامية ليس مجرد افتراء على الإسلام وحسب، وإنما هو تناقض مع أصول الدين الإسلامي وعقائد المسلمين وهو اتباع لليهود والنصارى وليس مخالفة لهم كما يروج هواة تقصي المخالفة والمولعون دائماً بـ(خالفوا اليهود) لدرجة تصل بهم حد مخالفة القرآن والإسلام.
الخروج بالعطلة الأسبوعية عن إطارها الإداري كحق للعامل والتعسف في التأصيل الديني لها يقودنا إلى فكرة الراحة الإلهية في الكتاب المقدس القائمة على أن الرب خلق الكائنات في ستة أيام وارتاح في اليوم السابع.. والقول بأن الجمعة هي عطلة دينية للمسلمين هو اتفاق مع اليهود والنصارى في المعتقد ومخالفة لهم في الأيام لا أكثر، وهذا يناقض العقيدة القرآنية (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ).. (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ).. إن الإغراق في الأسلمة قد يقود إلى ما يناقض الإسلام وأصوله.. فلماذا لا نقف بالأشياء عند حدودها وننظر إلى قضية العطلة الأسبوعية كإجراء إداري لا ديني وملاءمته لحق العامل ومواءمته للعلاقات الاقتصادية مع الآخرين، خصوصاً وأننا في وضع التابع لا المتبوع.
أعتقد أن اختيار السبت بدلاً من الخميس، وإن بدا في ظاهره مراعاة لهذه المواءمة ومحاولة لتوفير أيام عمل أكثر، إلا أن التجربة تقول لنا أننا سنخسر السبت ولن نكسب الخميس، وأن عطلة الجمعة ستأخذ معها الخميس بحكم العادة والسبت بقوة القانون وليس في تعطيل السبت غير المزيد من التبعية والخلاف أكثر حول اليهودة والتأسلم.
*صحيفة اليمن اليوم |