- كشفت مصادر في مؤتمر الحوار الوطني الشامل باليمن، أمس الأحد، عن مفاوضات غير معلنة يقودها الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبداللطيف الزياني، ومبعوث ..

الإثنين, 02-سبتمبر-2013
صعدة برس-متابعات -
عقيل الحـلالي
كشفت مصادر في مؤتمر الحوار الوطني الشامل باليمن، أمس الأحد، عن مفاوضات غير معلنة يقودها الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبداللطيف الزياني، ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، جمال بن عمر، مع مختلف الأطراف الرئيسية في البلاد “لإطلاق مرحلة انتقالية جديدة تبدأ مع إقرار وثيقة الحوار الوطني” الشهر المقبل.
وقالت هذه المصادر لـصحيفة (الاتحاد) الاماراتية إن “مفاوضات مكثفة يقودها الزياني وبن عمر مع مختلف الأطراف اليمنية لإطلاق مرحلة انتقالية بعيد إقرار وثيقة الحوار الوطني”، مشيرة إلى أن الهدف من المرحلة الانتقالية الجديدة “التحول من الدولة المركزية إلى الدولة الفيدرالية”.
وكان الزياني استقبل مؤخراً في الرياض أمين عام مؤتمر الحوار الوطني، أحمد عوض بن مبارك، لبحث مستجدات الحوار الوطني الأخيرة في ظل تصعيد المعارضة الجنوبية الانفصالية، قبل أن يصل المبعوث الدولي بن عمر، الخميس، إلى صنعاء للقاء المعارضة الجنوبية التي تقاطع جلسات الحوار منذ 13 أغسطس، ما يهدد عملية الحوار برمتها وهي أهم خطوة في اتفاق مبادرة دول الخليج العربية بشأن انتقال السلطة في اليمن.
وذكرت المصادر أن الهدف من المرحلة الانتقالية الثانية “تحقيق انتقال تدريجي” من الدولة الواحدة المركزية إلى الدولة الفيدرالية، التي ستتكون من إقليمين رئيسيين، كل إقليم يتكون من ثلاث ولايات، مشيرة إلى أن الفترة الزمنية لهذه المرحلة الانتقالية “ستستمر سنوات”. وقالت إنه سيتم تشكيل حكومة انتقالية جديدة تشرف على التحول التدريجي إلى الفيدرالية، ستضم ممثلين عن حزب “المؤتمر الشعبي العام” وحلفائه، الذي يقوده الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، و”تكتل “اللقاء المشترك” وشركاؤه، و”الحراك الجنوبي”، وجماعة الحوثي الشيعية، إضافة إلى ممثلين عن مكونات الانتفاضة الشبابية التي اندلعت في 2011 وأجبرت صالح على التنحي، العام الماضي.
ونقلت المصادر، التي التقت الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي السبت، عن الأخير أن الوضع في اليمن “حرج للغاية”، في ظل تعنت المعارضة الجنوبية التي تطالب بتعديل مسار الحوار الوطني إلى مفاوضات ندية بين الشمال والجنوب في دولة محايدة مقابل تعليق مقاطعتها للحوار انطلق في صنعاء في 18 مارس الفائت. وقالت إن الاتفاق على المرحلة الانتقالية الثانية “سيضمن تمديد ولاية” الرئيس عبدربه منصور هادي، التي تنتهي فبراير المقبل، بعد عامين على انتخابه رئيسا مؤقتا للبلاد خلفا لسلفه المخضرم، علي عبدالله صالح؟
إلى ذلك، قال الرئيس اليمني الانتقالي، عبدربه منصور هادي، عبدربه منصور هادي، أمس الأحد، إن التاريخ “لا يرحم من ينكث بالعهود والعقود”، ربما في إشارة إلى المعارضة الجنوبية الانفصالية التي تقاطع جلسات مؤتمر الحوار الوطني الشامل.وأضاف هادي، لدى ترؤسه اجتماعاً استثنائياً لقادة الأحزاب السياسية وهيئة رئاسة مؤتمر الحوار الوطني بحضور مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بن عمر، إن التاريخ “لا يرحم المتخاذلين والمترددين خصوصاً عندما يكون ترددهم من موقع الاقتدار على فعل ما يصب في مصلحة البلد وأمنه واستقراره”.وذكر هادي أن “الظرف الدقيق الذي يمر به اليمن لا يسمح بالتردد أو التخوف أو الحسابات الخاطئة، بل يجب ان يكون المرء مقداما على قدر عزيمته الوطنية ويطرح ويبوح بكل شيء وبوضوح”.
ويطالب ممثلو المعارضة الجنوبية في مؤتمر الحوار الوطني، وعددهم 85 من أصل 565 عضواً هم قوام المؤتمر، بانفصال الجنوب اليمني عن الشمال على خلفية اتهامات للشماليين باحتكار الثروة والسلطة منذ إعلان الوحدة الوطنية بين الشطرين.وقال الرئيس الانتقالي، إن “الجمهورية اليمنية قامت على أنقاض نظامين لدولتين شطريتين في 22 مايو 1990 وهذا ما يعرفه العالم”، مقراً بوجود “أخطاء” ارتكبت بحق الجنوبيين “لكننا نبذل جهوداً حثيثة من أجل معالجتها”.
وأكد أن عملية إعادة هيكلة الجيش اليمني، التي تحققت وفق اتفاق المبادرة الخليجية، ستكون “المتغير المهم والحاسم في طريق التحديث وتجسيد الوحدة الوطنية”، مشيراً إلى ما يشهده اليمن من “تحول كبير” منذ المصادقة على اتفاق المبادرة في الرياض أواخر نوفمبر 2011 بعد أن كان مهدداً بالاحتراب الداخلي على خلفية انتفاضة شعبية طالبت برحيل الرئيس السابق، علي عبدالله صالح.

وقال :”قطعنا أشواطا مهمة جدا وتاريخية (..) وبما يصب في مصلحة استقرار وأمن اليمن”، لكنه حذر في الوقت ذاته من أن “الوقت يمضي بسرعة”، “ولا بد من تغليب مصلحة الوطن العليا على ما عداها من المصالح الضيقة”.
ودعا كافة الأطراف السياسية في البلاد إلى تجاوز خلافاتها من أجل إنجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي سيقر دستورا جديدا بعد معالجة الأزمات الكبرى في اليمن .
وشدد على ضرورة تحمل الجميع “المسؤولية الوطنية بكل شجاعة واقتدار”، لافتاً إلى أن العالم ينظر إلى اليمن “باعتباره صانع الاستثناء من بين الشعوب التي حل بها ما يسمى بالربيع العربي”، وهو تعبير يعكس امتعاض هادي من الاحتجاجات التي شهدتها دول عربية في عام 2011.وذكرت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” ان هادي تطرق خلال الاجتماع إلى “طبيعة المرحلة القادمة” والتي تشمل “إنجاز الحوار الوطني وصنع الدستور الجديد أو التعديل والاستفتاء عليه من الشعب وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية”، في فبراير المقبل.
وأعطى هادي الأطراف المتحاورة مهلة زمنية تنتهي في 13 سبتمبر لإعداد وثيقة الحوار الوطني “بصورة نهائية”.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 27-ديسمبر-2024 الساعة: 04:27 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-15527.htm