صعدة برس-متابعات - استمرارا لحشد روسيا لقواتها الحربية وقطعها البحرية الثقيلة فى البحر المتوسط للدفاع عن سوريا، أكد مصدر عسكرى دبلوماسى روسى، أن طراد الصواريخ الروسى "موسكو" من أسطول البحر الأسود والمعروف فى منظمة حلف شمال الأطلسى "قاتل حاملات الطائرات" سينتقل عبر مضيق جبل طارق من المحيط الأطلسى إلى البحر الأبيض المتوسط وسيتوجه إلى الساحل السورى، حيث تتواجد مجموعة السفن البحرية الروسية وهذا الطراد هو الذى سيقود السفن الروسية فى حالة الهجوم على سوريا.
ونقلت وكالة "انترفاكس" الروسية وفقا للمصدر، أنه فى 15-16 سبتمبر الطراد "موسكو" سيصل إلى مجال معين من شرق البحر الأبيض المتوسط.
وأكد مصدر دبلوماسى عسكرى أن سفينة الإنزال "نيقولاى فيلتشينكوف" التابعة لأسطول البحر الأسود الروسى أبحرت من مدينة "نوفوروسيسك" باتجاه السواحل السورية.
وأوضح المصدر للوكالة الروسية أن السفينة ستنضم إلى سفينة الحراسة "سميتليفى" التى ستبحر من "سيفاستوبول" قريبا، وستعبر السفينتان مضيق البوسفور معا.
وتابع المصدر أن سفينة الإنزال الكبيرة التى تقل على متنها وحدة من مشاة البحرية، ستنفذ مهمات قتالية فى مناطق محددة شرق البحر الأبيض المتوسط ضمن مجموعة السفن التابعة للأسطول الحربى الروسى المتواجدة فى المنطقة.
وحسب قيادة الأسطول الحربى الروسى، توجد فى البحر الأبيض المتوسط حاليا سفينة الإنزال الكبيرة "الأميرال بانتيلييف" وسفينة الحراسة "نيوستراشيمى" وسفن الإنزال الكبيرة "ألكسندر شابالين" و"الأميرال نيفيلسكى" و"بيريسفيت" و"نوفوتشيركاسك" و"مينسك" وسفينة الاستطلاع "بريازوفيه".
وأعلن مسئول بارز فى وزارة الدفاع الروسية أن سفينة "سميتليفى"، سفينة الخفر التابعة لأسطول البحر الأسود، ستغادر قاعدة الأسطول الروسى فى "سيفاستوبول" يوم الخميس متوجهة إلى شواطئ سوريا.
وقال المسئول فى تصريحات خاصة لوكالة أنباء "نوفوستى" الروسية، إن طراد "موسكو" الصاروخى سيصل شرق البحر المتوسط فى 17 سبتمبر الجارى قادما من المحيط الأطلسى، فيما يجب أن تصل سفينتان أخريان تابعتان لأسطول البحر الأسود وهما الزورق الصاروخى "إيفانوفيتس" والسفينة الصاروخية "شتيل" إلى شواطئ سوريا فى 29 الجارى.
وكانت سفينة أخرى تابعة لأسطول البحر الأسود وهى سفينة الإنزال "نيكولاى فيلتشينكوف" غادرت قاعدة الأسطول الروسى فى سيفاستوبول يوم الجمعة الماضى، متوجهة إلى ميناء نوفوروسيسك لتأخذ ما ستحمله إلى سوريا، وفى نفس الوقت عبرت ثلاث سفن عسكرية روسية أخرى، وهى سفينتا الإنزال "نوفوشركسك" و"مينسك" وسفينة الاستطلاع "بريازوفييه"، مضيق الدردنيل إلى البحر المتوسط.
وأكد مصدر فى هيئة الأركان الرئيسية للقوات البحرية الروسية أن طاقم السفن والمراكب لفرقة العمل البحرية الروسية فى البحر المتوسط عملت على أنشطة التدريب القتالية المعقدة، مع احتمال تفشى الأعمال العدائية، قبالة سواحل سوريا.
وقال المصدر لوكالة "انترفاكس" الروسية للأنباء إن القوات البحرية فى البحر المتوسط، وكذلك مجموعات الدفاع البحرية المضادة للطائرات والمضادة للغواصات والوحدات الفردية، اتخذت جميع الإجراءات، وجاهزة للعمليات العسكرية فى المناطق المتواجدين فيها.
وقامت السفن الحربية الروسية المرابطة فى البحر الأبيض المتوسط بانجاز التدريبات الخاصة بخطة العمل فى حالة نشوب أى عمليات عسكرية محتملة فى منطقة وجودها.
وقال مصدر فى قيادة القوات البحرية "لقد أنجزت تشكيلة السفن الحربية الروسية تدريباتها اللازمة التى تشمل الاتصالات والدفاع الجوى ومكافحة الغواصات، لمواجهة أى عمليات عسكرية محتملة فى مناطق مرابطتها وقد أعير اهتمام خاص للحماية من الضفادع البشرية".
وقد أكد المصدر، على انه فى حالة اشتداد النزاع، فإن السفن الحربية الروسية ستقف على مسافة بعيدة من مناطق الخطر.
وقال "نحن لا ننوى إغراق أحد، ولم نكلف بمثل هذه المهمة" وسبق أن أعلن أن السفن الحربية الروسية فى البحر الأبيض المتوسط، وهى سفن الإنزال الكبيرة "الأميرال بانتيلييف" و"الكسندر شابالين" و"الأميرال نيفيلسكى" و"بيريسفيت" و"نوفوتشيركيسك" و"مينسك" وسفينة الحراسة "نيؤستراشيمى" وسفينة الاستطلاع "بريآزوفيا" تنفذ المهام التى كلفت بها من قبل هيئة الأركان العامة.
يحشد الأسطول الروسى أكبر قوة له فى البحر المتوسط، منذ انهيار الاتحاد السوفيتى، وذلك تحسباً لأى هجوم يقع على أسطول السفن الروسية، فى حال تأزم الوضع حول سوريا وتوجيه أمريكا ضربة عسكرية لدمشق.
وأعلنت الوكالات الروسية أنه يتواجد حالياً فى البحر المتوسط أكثر من 10 سفن حربية روسية وعدد غير معروف من الغواصات الروسية التابعة للأسطول الحربى الروسى فى مياه البحر الأبيض المتوسط، هذا التواجد الكبير من السفن الحربية التى تحمل أعلام روسيا هو الأول من نوعه منذ عقدين من الزمن فى مياه المتوسط، بعد أن تم تفكيك السرب الخامس السوفيتى فى شهر سبتمبر عام 1992 والذى كان يتواجد بشكل دائم فى مياه المتوسط.
ويشير العديد من الخبراء إلى أن تفاقم الأزمة السورية والاحتمال الكبير لبدء حرب عالمية ثالثة فى تلك المنطقة، يتطلب من روسيا الرد السريع والمناسب لمواجهة هذه التحديات، ولذلك فإن تواجد السفن الحربية الروسية قرب سواحل سوريا يعنى أكثر بكثير من مجرد عرض العضلات.
ويلفت انتباه الخبراء أن عدداً كبيراً من سفن الإنزال الروسية الذى يتضمن سبع سفن، منهما اثنتان من أسطول المحيط الهادى واثنتان من أسطول البلطيق وثلاث سفن من أسطول البحر الأسود، غادرت المياه الروسية منذ فترة طويلة متجهة إلى البحر المتوسط، وسفينة "الكسندر شابالن" التى غادرت بحر البلطيق منذ شهر ديسمبر 2012 خير دليل على مغادرة السفن الروسية منذ فترة طويلة.
ويفسر المحللون هذا التواجد الكبير لسفن الإنزال الحربية لأسباب عديدة، أهمها أن هذه السفن تعتبر بمثابة قناة آمنة لإيصال المساعدات الروسية للحكومة الشرعية فى سوريا التى تواجه الإرهاب.
وأعلنت أيضاً وكالات الأنباء الروسية، استناداً لمصادر فى المؤسسة العسكرية، أن هذه السفن تستخدم لتوريد الأسلحة، بحيث ألا تكرر حادثة سفينة "ألاييد" التى كانت متجهة إلى الشواطئ السورية وهى محملة بمروحيات روسية، حيث تم إيقافها فى صيف عام 2012.
وأكد المحللون أن المهمة الثانية لسفن الإنزال فى هذه المنطقة تأمين إخلاء المواطنين الروس من سوريا فى حال الضرورة.
وأشارت مصادر فى البحرية الروسية إلى أنه فى الأيام القليلة المقبلة ستصل إلى مياه البحر المتوسط سفينة "موسكو" حاملة الصواريخ التى كانت تؤدى مهمة فى المحيطين الأطلنطى والهادى، زارت خلال المهمة كلا من كوبا ونيكاراجوا.
وهناك توقعات بأن تصبح هذه السفينة نواة سرب الأسطول الروسى، بفضل منظومتها اللاسلكية القوية ومنظومة دفاعها الجوى، ولهذا يعتقد الخبراء أن السرب الروسى فى مياه المتوسط سيتمكن بفضل مشاركة سفينة "موسكو" من القيام بمهامه على أكمل وجه فى حال اندلاع الحرب العالمية الثالثة.
وأكدت المصادر أنه فى البداية فإن قدرة هذه السفينة المدعومة بمنظومة استطلاع متطورة تسمح بالحصول على صورة كاملة وواضحة عما يحدث من خلال الرصد الشامل للمناطق الشرقية للبحر الأبيض المتوسط.
من جانب آخر، أكد نائب وزير الدفاع الروسى "اناتولى انتونوف" أن العملية العسكرية التى خططت لها الولايات المتحدة فى سوريا، فى حال تنفيذها، تسبب ضرراً خطيراً لمنطقة البحر الأبيض المتوسط كله.
ونقلت وكالة "ريا نوفستى" الروسية للأنباء عن "انتونوف" اليوم، أن العمل العسكرى للولايات المتحدة فى سوريا سوف يسبب أضراراً اقتصادية وسياسية وبيئية خطيرة فى جميع أنحاء منطقة البحر الأبيض المتوسط.
وأضاف انتونوف، أنه فى ذلك الوقت (أثناء العملية العسكرية) سيتم إغلاق منطقة البحر المتوسط، لأن الجميع سيكون خائفاً من الصواريخ التى تطلق، وفى حال مس أحد هذه الصواريخ لسفينة روسية لا يمكن تخيل ما سيحدث. |