صعدة برس-متابعات - قال المستشار مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الإنتقالي السابق في ليبيا، إن ثورات الربيع العربي لم تكن ثورات إسلامية، ولكنها استغلت من تيار الإخوان المسلمين المنظم . لافتا إلى أنه تبين من خلال السياسة التي انتهجها الإخوان سواء في تونس أو مصر أو ليبيا أنه لم يعد لديهم قبول في الشارع الليبي أو المصري أو التونسي.
واعتبر عبد الجليل في الحلقة الثانية من حواره مع صحيفة "الشرق الأوسط" أن الرئيس المعزول محمد مرسى أخطأ في تعجل تطبيق سياسة الإخوان بالتمكين قبل الإنجاز مع أنه يفترض أن يتحقق الإنجاز قبل التمكين، كما تدخل في مؤسستين خطيرتين في التاريخ المصري هما المؤسسة القضائية والعسكرية، لافتا إلى أن المساس بالمؤسستين، وأيضا تعيينه محافظين من تيار الجماعة في مناطق ربما غير محسوبة على التيار الإسلامى، كما حدث في محافظة الأقصر، وهى معروفة بالسياحة، كلها أمور استعجل بها مرسى ونظام الإخوان، لتمكينهم من مفاصل الدولة في مصر قبل أن ينجزوا أي شيئا، وبالتالي حصل ما حصل.
وأشار عبد الجليل إلى أن هناك بعض المفكرين والساسة الدوليين يقولون إن منطقة الشرق الأوسط ومنطقة العالم الثالث بشكل عام، ليست من المناطق المهيأة للديمقراطية، ولا تشكل بيئة صالحة لها، لأن هذه الشعوب تعايشت منذ زمن بعيد على حكم الشخص الواحد، وبالتالي فهذه الدول بحاجة إلى ديكتاتور ولكن هؤلاء يتمنون أن يحكمها ديكتاتور عادلا، هذه النظرة جاءت من خلال تعاطي الشباب مع ديمقراطية مفتوحة ومنفجرة ولا حدود لها، مضيفا فى مصر مثلا، قبل فك الاعتصامات في الميادين عطل الإخوان العمل فيها، وأقلقوا سكان تلك الميادين .
وامتد هذا الوجود والحضور إلى بعض المناطق التي تشكل شريان الحياة في القاهرة وبالتالي لم يكن أمام السلطات سوى أن تفرض سيطرتها على هذه الأماكن لكي تنساب الحياة، إن تعرض السلطات لأولئك الأشخاص يستلزم نوعا من القوة التي قد تتنافى مع الديمقراطية، ولكن الديمقراطية تتلاشى عندما تمس حرية الآخرين، فالمطلوب التظاهر بشكل سلمى في أماكن معينة من دون عرقلة المصلحة العامة.
وحول طبيعة الوضع فى ليبيا لفت إلى أنه مختلف، وسمته الاستعجال وقلة الصبر، وهذا هو ما أربك المجلس الوطني الانتقالى، والحكومة والبرلمان وأعطى فرصة لأتباع القذافي وبعض القيادات الإسلامية المتطرفة لإرباك الأمن الليبي في كثير من القضايا مضيفا إنه أيضا على المواطن الليبي واجبات قبل أن يطلب حقوقه، حيث إنهم لا يذهبون إلى العمل بشكل مثالي، ومن يذهبون إليه لا ينجزونه بشكل مثالي، لافتا إلى أن الليبيين اتكاليون ومتعجلون.
وتابع، نحن متفائلون بأن ليبيا ستشهد استقرارا ونموا لأن لديها القوة الاقتصادية التي نستطيع من خلالها الوصول إلى ما يطمح إليه أولئك الذين ضحوا في وقت سابق بأموالهم ودمائهم وأرواحهم . |