صعدة برس-متابعات - ما تزال قضية العزل السياسي التي أقرتها رئاسة هيئة الحوار تمثل تهديدا بإفشال المؤتمر بعد أن أقرت اللجنة العامة في اجتماعها مطلع الأسبوع تأكيد قرارها بمقاطعة لجنة ال8 + 8 وإقرارها الانسحاب من المؤتمر في حال لم يتم إيفاء الرئيس بوعده في القضايا التي تم الاتفاق عليها حين لقائه بممثلي العامة.
وإذ مازال الدكتور عبد الكريم الإرياني خارج البلاد بعد أن غادر صنعاء قبيل عيد الأضحى عقب تقديم استقالته للرئيس من المواقع القيادية في حزبه وكذا من هيئات مؤتمر الحوار والذي قال فيها إنه أجرم حين قبل بمادة العزل السياسي فقد
علمت الوسط من مصادر وثيقة عن تلقي الإرياني لاتصالات عديدة من الرئيس وقادة أحزاب تحثه على العودة للمشاركة في الحوار.
وبهذا السياق أكدت ذات المصادر أن أمين عام الإصلاح محمد اليدومي كان اتصل بالإرياني الأحد الماضي إلى مقر إقامته في إسطنبول بتركيا بناء على طلب من الرئيس يحثه فيه على العودة إلى صنعاء للمشاركة في الحوار إلا أن الإرياني أخبر اليدومي بعدم عودته قبل أن يتم سحب مادة العزل السياسي وعدم الخوض في موضوع كهذا في نقاشات مؤتمر الحوار من الآن فصاعدا.
مصدر موثوق آخر أكد للوسط أنه وبعد فشل اليدومي في إقناع الإرياني أجرى الرئيس هادي اتصالا به قبل يوم أمس الاثنين لإقناعه بالعودة إلا أن الإرياني جدد تأكيده بعدم العودة قبل سحب مادة العزل السياسي وبحسب المصدر فإن الرئيس وعده ببحث هذا الأمر مع هيئة رئاسة المؤتمر، وهو تأكيد لوعد كان قد قطعه لكل من الشيخ يحيى الراعي والدكتور أبو بكر القربي والدكتور احمد بن دغر الذين التقوا به في وقت سابق عقب مناقشة قضية العزل السياسي في هيئة رئاسة الحوار التي ترأسها هادي بالإضافة إلى وعده باعتماد حلفاء المؤتمر كمكون مستقل بذاته ودعوته للجنة العامة للاجتماع بها وهو ما لم يتم حتى كتابة هذا الخبر.
وعلى ذات السياق وفي إطار حشد المواقف الداعمة للتأكيد على ضرورة الالتزام بالمبادرة الخليجية وهو مايعني ضمنا رفض مايطرح عن قضية العزل السياسي وبالذات بعد مراوغة هادي في سحب المادة بحسب وعده التقى الأمناء المساعدون للمؤتمر الشعبي وأعضاء اللجنة العامة وقيادات أحزاب التحالف الوطني بعدد من سفراء دول مجلس التعاون الخليجي في اليمن حيث شرح لهم ما يمكن أن يؤدي إليه المضي في نقاش مادة العزل السياسي من تداعيات خطيرة حيث تم اتهام الإصلاح بمحاولة إفشال مؤتمر الحوار وتفجير الأوضاع وهو ما سيتم طرحه في اجتماع آخر من المحتمل أن يعقد اليوم مع السفراء الغربيين للتحذير مما يمكن أن توصل إليه الأمور على ضوء ما تطرحه قيادة المؤتمر من معطيات لديها تقول إنها مقدمة لتفجير الأوضاع.
يشار إلى أن اللجنة العامة تم تقسيمها إلى مجموعتين الأولى اجتمعت بالسفراء الخليجيين، باستثناء السفير القطري، والمجموعة الثانية ستلتقي اليوم بالغربيين.
إلى ذلك ومن جهته عارض وزير الخارجية الدكتور أبوبكر القربي، فكرة العزل السياسي المطروحة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، كون الآلية التنفيذية المزمّنة للمبادرة الخليجية لم تناقش وتطرح وتنص على قضية "العزل"، وبالتالي تعتبر اجتهادات يجب أن لا يكون هدفها عرقلة الحوار. وقال، في حوار أجرته معه صحيفة "الثورة" الرسمية إن "من صاغ آلية المبادرة الخليجية هم خمسة أشخاص برئاسة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي والدكتور عبدالكريم الإرياني والدكتور ياسين سعيد نعمان والدكتور أبوبكر القربي ومحمد اليدومي". وعلى ذات السياق صعد الإصلاح والمؤتمر من وتيرة خطابهما إلى تبادل الاتهامات بمسؤلية كل طرف عن الاختلالات الأمنية الحاصلة في البلد. وإذ استغل رئيس المؤتمر إشاعة وفاته خارج اليمن للتذكير بمحاولة اغتياله في دار الرئاسة متهما الإصلاح بالعملية وكل عمليات الاغتيال التي تجري وقال إن الذين دبروا الجريمة هي حركة الإخوان المسلمين وكان وراء هذا الحادث هم الإرهابيون وربما هم وراء كل أحداث الاغتيالات التي يتعرض لها الضباط والعسكريون والأمنيون لغرض تصفية حساب ليفضي لهم الجو كي يقضوا على ما تبقى من مفاصل السلطة.. يعتدون على الناس ويختطفون بحجة رميها إلى ظهر تنظيم القاعدة.. تنظيم القاعدة فصيل من فصائل الإخوان المسلمين وخرج من عباءتهم. وهو ما استدعى ردا من حزب الإصلاح صادرا عن مصدر عنه ونشرته وسائله الإعلامية حيث حذر من مؤامرات ومخططات إجرامية يسعى لتنفيذها الرئيس السابق علي عبد الله صالح وبقايا نظامه، وذلك بعد تصريحات أدلى بها مؤخراً. وقال: «وكما هي عادته "في إشارة منه إلى صالح" فإن هذه الحالة تبدأ بتوزيع الاتهامات التي تسبق أعمال عنف أو تخريب تأتي في الغالب لتفسير تلك الحالة القلقة التي تفرضها عليه الطبيعة السيئة لما يود القيام به فيندفع للبحث عن جهة يحملها المسؤولية بعيداً عنه».
"الوسط" |