- القيادي بالقاعدة نصر الآنسي ينفي اعتقاله أو تهديد التنظيم بتصفية اعضاء فريق بناء الدولة..

الأربعاء, 13-نوفمبر-2013
صعدة برس-متابعات -
• التدخل الخارجي موجود منذُ عقود ولكنه كان آمنا ومستقرا ولم يكن هناك ما يعكر صفوه أو يثير حفيظته.
• في السابق آثر هادي أن يكون خياره موافقا للهجته المتشددة، قبل أن يلين خطابه مؤخرا، حيث بدأ يعرض فرصا للحوار والنقاش.
• إن كانت المبادرة الخليجية هي التي أجهضت الثورة اليمنية فإن مؤتمر الحوار هو الذي شيعها إلى مثواها الأخير.
• حصر المعركة علينا من قبل الأعداء أحب إلينا، لتجنيب الأمة أكبر قدر ممكن من الخسائر. • بعض الشخصيات النافذة في تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن لها علاقات وطيدة وتاريخ قديم مع السفارة الأمريكية.
• إن أبت الحكومة الرجوع إلى شريعة الله وخلع رداء العمالة فيجب على جميع المسلمين وجوبا شرعيا الاستمرار في تقويضها والعمل على اجتثاثها وتحكيم شرع الله بين عباده.
عبدالرزاق الجمل :
تقول السيرة الذاتية لضيف حوارنا هذا، بحسب مصدرها، إنه: - الشيخ أبو زياد نصر بن علي بن علي الآنسي، كنيته في أفغانستان عبد الجليل. - من مواليد تعز : 8 / 10 / 1975م. - نشأ ودرس في مدارس صنعاء. - بعد إتمام المرحلة الثانوية التحق بجامعة الإيمان في أول سنة تأسست فيها الجامعة، وذلك في عام 1993م. - كان يحضر بعض الدروس العامة للشيخ العمراني والشيخ حسين بن شعيب. - 1995م نفر إلى البوسنة وهناك التقى بـ"أبو ثابت المصري وأبو يوسف الكويتي وبعض الإخوة المدربين" وأخذ على أيديهم بعض الدورات العسكرية المتخصصة (تكتيك - تأهيل أمراء - طبوغرافيا) إلى جانب المشاركة في القتال ضد الصرب، ومكث هناك قرابة السنة، ثم رجع إلى اليمن. - 1996م نفر إلى كشمير هو مجموعة من الشباب عددهم اثنا عشر، ومكث فيها خمسة أشهر، وبعد أن رفضت الحكومة الباكستانية فتح جبهة للقتال وإصرارها على أن تكون الحرب ضد الهند في كشمير على شكل حرب العصابات وهو ما عارضه الشباب؛ تحرك الشيخ هو ومن تبقى من إخوانه إلى أفغانستان وكان عددهم ثمانية فقد قتل في كشمير أربعة منهم. - في أفغانستان سمع الشيخ ومن معه أن هناك مجموعة تابعة لتنظيم القاعدة ستتجه إلى طاجاكستان وذلك لفتح جبهة على الروس في حدودها مع أفغانستان من جهة الجنوب، بالتنسيق مع مجموعة القائد خطاب والتي كانت قد وصلت إلى طاجاكستان لتفتح الجبهة من جهة الشمال، وبالفعل وصل الشيخ ومن معه إلى معسكر القاعدة في جلال أباد والتقى بالشيخ أبو حفص المصري تقبله الله وسيف العدل وبعد أن أذنا لهم بالالتحاق بالمجموعة انطلقوا إلى طاجاكستان فيما عرف لدى المجاهدين بـ (رحلة الشمال) وقُدر لهم أن يرجعوا دون الوصول إلى المكان المطلوب بسبب كثافة الثلوج. - 1997م عاد الشيخ إلى اليمن ويسر الله له الزواج، وفي نفس العام ذهب الشيخ إلى سوريا ومنها إلى تركيا بهدف الهجرة إلى الشيشان ولكن لم يتيسر له ذلك فعاد إلى اليمن. - 1998م هاجر الشيخ مع زوجته وابنته الصغيرة إلى أفغانستان مع مجموعة من الشباب، وهناك استقبلهم الشيخ أسامة بن لادن رحمه الله، وبعدها أخذ الشيخ أسامة الشيخ نصر وذهب به إلى كابل ووضعه أميرا على مضافة كابل، حيث مكث أميرا عليها فترة طويلة. - انتقل الشيخ بعدها إلى الميدان العسكري فاختير ضمن 24 شخصا للمشاركة في أقوى الدورات التي أقيمت في أفغانستان دورة (تأهيل كوادر) وشارك فيها كبار المدربين أمثال الشيخ أبو عبد الرحمن المهاجر وأبو الفرج الليبي وأبو خالد الحبيب وعبد الوكيل، وتدرب معه فيها الشيخ قاسم الريمي وأبو خالد التعزي تقبله الله، وبعد انتهاء الدورة اختير سبعة من المتدربين للتدريب في معسكر الفاروق كان منهم الشيخ نصر والشيخ قاسم وأبو خالد التعزي. - 2001م كلفه الشيخ أسامة "مع أحد الإخوة بالذهاب إلى الفلبين لتأهيل المجاهدين هناك شرعيا وعسكريا"، واستمرت فترة الإعداد لهذه المهمة فترة طويلة أثناء ذلك أخذ الشيخ بعض الدورات الخاصة كما قام بعقد دورات خاصة لبعض المجاهدين الذين لا تسمح ظروفهم بالانضمام للمعسكرات ومنهم الشيخ سليمان أبو الغيث، كما شارك الشيخ مؤسسة السحاب في التعليق على إصدارين هما التدخل الأمريكي وحال الأمة الإسلامية. - في نفس العام وقبل عمليات الحادي عشر من سبتمبر تحرك الشيخ مع أحد الشباب إلى الفلبين، وفي الطريق إليها جاءهم خبر العمليات، وفي الفلبين أتم الشيخ ما كلف به من العمل، وبعد أن تناهى إلى سمعه خبر الهجمة الأمريكية على أفغانستان، قرر العودة إلى أفغانستان لمشاركة المجاهدين في دفعها، ولما كان الطريق إليها من الفلبين صعبا، عاد إلى اليمن بهدف الانطلاق منها إلى أفغانستان، إلا أن السلطات اليمنية قبضت عليه في المطار، وأودع سجن الأمن السياسي بصنعاء وكان ذلك مطلع العام 2002م. - 2002م وبعد ستة أشهر في السجن أُفرج عنه، ومنعه الأمن من السفر. - عكف الشيخ خلال هذه الفترة على العلم فلازم بعض مشايخ جامعة الإيمان وبعد فترة طويلة حصل الشيخ على إجازة في الفقه الشافعي من الشيخ جمال الرديني المدرس في جامعة الإيمان كما كان يحضر لأحد مشايخ الزيدية وهو الشيخ محمد الكبسي، كما كان الشيخ يقوم ببعض الأنشطة مثل الدعوة الفردية في أوساط الشباب وإقامة بعض التدريبات الخاصة. - 2011م كان للشيخ بعض الأنشطة في أوساط الناس والشباب والمشايخ في دعوتهم إلى الجهاد، ثم التحق في نفس العام بإخوانه.

حاوره\ عبد الرزاق الجمل\ صحيفة الوسط: ـ تناقلت بعض وسائل الإعلام خبر القبض عليك بصنعاء في شهر سبتمبر من العام الماضي، ومن ثم هروبك الغامض من سجن الأمن القومي، ما صحة هذه الأخبار وما الدافع وراء ترويجها إن لم تكن صحيحة؟. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. في تلك الفترة لم أكن أصلا في صنعاء، وكل ما تناقلته وسائل الإعلام حول نبأ اعتقالي محض كذب ولا صحة له، وهي كذبة تضاف إلى مسلسل الكذب الذي تمارسه وسائل الإعلام للتشويش على صورة المجاهدين، فتارة يشيعون بأنا نتبع المخلوع علي صالح، وتارة بأنا نتبع الإخوان المسلمين وعلي محسن، وأخرى بأنا نتبع إيران وثالثة الأثافي أننا نتبع أمريكا وإسرائيل، وكل ذلك للتشويش على عامة الناس حول صحة ما نحمله من قضايا، فيأتون لكل شريحة بما يناسبها من الإشاعات والأكاذيب. وأظن أن السبب وراء ترويج هذه الأخبار عني شخصياً، أنها جاءت بعد مداهمة قوات الأمن المركزي بقيادة وتوجيه الأمن القومي لمنزلي في صنعاء، بحجة تواجدي فيه، ما أثار سخط الناس من أهالي المنطقة، وكذلك أثار أبناء العديد من القبائل، على رأسهم قبيلتنا قبائل آنس الأوفياء، وتجمعوا في صنعاء بالمئات أو الآلاف في موقف مشرف يشكروا عليه حقيقة، وكذلك أخوالي من قبيلة جُماعة في صعدة الذين توافدوا أيضاً بالمئات استنكاراً وسخطاً على هذا التصرف اللاأخلاقي والغير محسوب، ما اضطر الدولة إلى التحكيم وطلب مندوبين لمفاوضتهم، وتهدئة الموقف، وأنا أستغل هذه الفرصة لتوجيه الشكر والامتنان لكل من وقف هذه الوقفة الرجولية من قبائل ومشايخ وأعيان كل باسمه وصفته وشخصه. ولعل هذه الملابسات هي التي جعلت أجهزة الأمن تتخبط وتوعز إلى بعض الصحف أن تنشر خبر اعتقالي، لتربك الموقف وتجعله يبدو أكثر تعقيدا، ومن ثم تورطوا كيف لو أني ظهرت على الساحة فجأة، فاختلقوا كذبة أخرى وهي كذبة الهروب الغامض من سجن الأمن القومي، استباقاً منهم للأحداث. ولعل مثل هذه الحوادث تقنع الناس أكثر وأكثر أنه لا يوجد إعلام حر في هذه البلاد، وأن مصداقية الإعلام وحياديته هو وهم آخر من الأوهام الكثيرة التي يعيشها الناس في ظل حكومة الوفاق.

ـ يتساءل كثيرون: لماذا لا تتخلى القاعدة عن السلاح وتشكل حزبا سياسيا؟. التخلي عن السلاح في ظل سيطرة وسيادة استعمارية صليبية ، معناه الرضا والخضوع والانحناء أمام هؤلاء المحتلين، وترك السلاح في ظل تغييب الشريعة والحكم بغير ما أنزل الله، معناه الرضا بهذا الواقع، وأما تشكيل حزب سياسي فموقفنا واضح ضد الحزبية والعمل الديمقراطي، فضلاَ عن ذلك أن الأصل في تشكيل الحزب السياسي – عند من يرى جواز التعدد السياسي وتشكيل الأحزاب – يكون عندما ترضى بالإطار العام والمنظومة العامة التي ستعمل فيها، ويكون التصحيح ممكنا من خلالها، لكن عندما تكون رافضاً لهذا الإطار وترى أن المنظومة بالجملة غير مقبولة ، وغير موافقة لما تعتقده أو ترى أنه هو الحق انطلاقا من دينك وعقيدتك ومبادئك، فعندها لا يسعك أن تشكل حزبا سياسيا، بل يجب عليك أن تسعى لإزالة هذه المنظومة، بكل الطرق المشروعة بما في ذلك الجهاد وتشكيل تنظيم مسلح، لرد عدوان المعتدين، كما أجمع على ذلك علماء الإسلام قديماً وحديثاً. وللضغط على الحكومة للرجوع إلى شريعة الله وخلع رداء العمالة، فإن أبت فيجب على جميع المسلمين وجوبا شرعيا الاستمرار في تقويضها والعمل على اجتثاثها وتحكيم شرع الله بين عباده. فالمسألة لا تتعلق عندهم بالسلاح، بل بماذا يريد من يحمل السلاح؟، فجماعة الحوثي مسلحة ورفضت أن تتخلى عن السلاح، بل ومازالت تعتدي به على المسلمين المستضعفين في قراهم، ومراكزهم العلمية، وجرائمهم في دماج اليوم على مرأى ومسمع من العالم، وهي مع ذلك تعامل معاملة الطفل المدلل سواء من الأمريكان أو من الجيش والحكومة.

ـ لكن ماذا تحقق عبر السلاح غير جلب المزيد من التدخل الخارجي؟. التدخل الخارجي موجود منذ عقود، ولكنه كان آمنا ومستقرا ولم يكن هناك ما يعكر صفوه ولا ما يثير حفيظته، ووجود جماعة مجاهدة مسلحة في اليمن هو في الحقيقة أخطر على الأمريكان منه على الحكومة اليمنية – وهذا بحد ذاته أمر مقصود ونعتبره جزءا من حربنا ضد الأمريكان فعندما تكونت هذه الجماعة وبدأت تهدد استقرار وسيطرة الأمريكان على المنطقة، اضطرهم ذلك للتحرك للحفاظ على هذا الاستقرار، فبدا للناس أن التدخل زاد. ثم بالمقابل لو رفضنا أي تحرك أو عمل ضد طغاة العرب والعجم بحجة أنه يزيد من طغيانهم أو عدوانهم، فمعنى ذلك أننا حكمنا على أنفسنا بالعبودية لهم مدى الحياة، فعلى سبيل المثال، هل من الإنصاف أن نقول: إن ثورة الشعب السوري ضد طغيان بشار لم تجلب غير المزيد من التدخل الروسي الإيراني الخارجي. هذا كلام باطل وتفكير مقلوب، ولا يفكر بهذه الطريقة من عرف طريق العزة والتمكين. والذي أقوله إن الذي سيتحقق عبر السلاح هو خروج العدو الصليبي وأعوانه بإذن الله، كما حدث في أفغانستان عندما خرج الروس يجرون أذيال الخيبة والهزيمة قبل عقدين من الزمان، والآن أمريكا تسير في نفس المسار بفضل الله سبحانه وتعالى تحت ضربات المجاهدين، والذي سيتحقق بإذن الله هو أن تسود الشريعة ويقودنا القرآن لا الدساتير الوضعية. وصدق الله القائل:"قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم". والسؤال الذي ينبغي أن يطرح: ماذا تحقق عبر الاستكانة والخضوع والاستسلام لأمريكا منذ عقود؟. وماذا تحقق عبر إحسان الظن بهذه الحكومات ومداهنتها إلا المزيد من البعد عن دين الله وتغييب شريعته؟.

ـ لدى كثير من الناس الآن قناعة بأن القاعدة ذريعة الأمريكان للتدخل، هل يمكنك إقناعهم بغير ذلك إن كنتَ من الصادقين؟. أنت تسميها ذريعة، والذي يبحث عن ذريعة فلن يعجز، فهل كانت ذريعة الأمريكان في بنما أو فيتنام أو في العراق وجود تنظيم القاعدة، والذي يجب أن يعرفه الجميع أن التواجد الأمريكي في المنطقة مر بعدة مراحل: فقد بدأت سيطرة الأمريكان سياسيا واقتصاديا على المنطقة بعد أن ورثت أمريكا الإمبراطورية البريطانية، وكانت منطقتنا من ضمن هذه التركة. ثم تحولت إلى سيطرة عسكرية منذ عام 1983 للميلاد، بإنشاء المنطقة العسكرية الأمريكية الوسطى في ذلك التاريخ، والتي تمتد من باكستان شرقاً إلى مصر غرباً، ومن العراق شمالا إلى كينيا جنوباً، شاملة بذلك جزيرة العرب بما فيها اليمن طبعاً. ثم تعزيز القوات الأمريكية بشكل مفرط أثناء حرب الخليج الثانية في عام 1990م والسيطرة المباشرة على منابع النفط، وتحويل دويلات وإمارات الخليج والجزيرة العربية إلى قواعد عسكرية للأمريكان وحلفائهم. ولا يجهل كل ذلك إلا من لا يهتم بأمور الأمة ومن ليس له معرفة بواقعها، فأمريكا اليوم تحكم العالم بثرواتنا، وبممراتنا وموقعنا الإستراتيجي وشعوبنا صاحبة الحق تقطعت أكبادها وهي تبحث عن لقمة العيش الكريمة، والذي نريده هو إعادة الحق إلى أهله وإعادة الأمور إلى نصابها، وهذا لا يتحقق إلا بإخراج المشركين والجيوش الكافرة من جزيرة العرب، كما أوصى بذلك نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم بقوله وهو في مرض موته: "أخرجوا المشركين من جزيرة العرب". فكيف يأتي اليوم من يسوغ لمثل هذه الدعايات، وقد قال الله سبحانه وتعالى: "ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى".

ـ وساطة العلماء التي تمت منذ قرابة السنة لماذا فشلت؟. هناك بيان أصدره علماء الوساطة، ونصوا فيه على أنهم يحملون الحكومة المسئولية الكاملة عن كل ما حدث وسيحدث، من سفك للدماء سواء من المجاهدين، أومن القوات المسلحة والأمن، ومسئولية أي خرق لسيادة البلاد، وأظن أن النظام في صنعاء ليس جاداً في وضع حد لهذه الحرب العبثية التي يخوضها بالوكالة عن أمريكا، وبالنسبة لنا فقد تركنا فرصة كبيرة للعلماء والمصلحين لكي يدلوا بدلوهم ويصلحوا من أوضاع البلاد ما أفسدته الأنظمة المتعاقبة، لكن النظام لا يريد أي دور إصلاحي للعلماء وصلحاء البلد ويريد منهم أن يعيشوا على هامش الأحداث فقط ولا يتعاملوا معهم إلا كورقة من أوراق اللعبة يستخدمونها إذا دعت الحاجة إليها. وبالعموم فحكومة صنعاء كانت تعلم أنها إن وقعت على الهدنة فإن المستفيد الأول هم المجاهدون، وإن لم توقع فالمستفيد الأكبر هم المجاهدون أيضاً، لأنهم يحملون قضية كبيرة هي نبض الشعوب المسلمة وهي خلاصة قضاياهم وآمالهم وتطلعاتهم. ولكن آثر عبد ربه منصور حينها أن يكون خياره موافق للهجته المتشددة في ذلك الوقت، قبل أن يلين خطابه في الفترة الأخيرة، حيث بدأ يعرض فرصاً للحوار والنقاش.

ـ بعيدا عن مشاركتها في الحوار من عدمه، كيف تنظر القاعدة لمؤتمر الحوار الوطني في موفنبيك، ولماذا دعيت كل القوى إليه عداها، وهل كانت مستعدة للمشاركة لو أنها دعيت؟. ننظر إليه على أنه مشروع أمريكي، ففكرة مؤتمر الحوار أصلاً لم تكن حتى من بنود المبادرة الخليجية الأصلية، بل الذي وضعها هو السفير الأمريكي، والتي ترعاها وتباركها هي أمريكا التي تسمي نفسها بالمجتمع الدولي، ومخرجات المؤتمر في حال نجاحه، تفتيت البلاد والمزيد من إقصاء الشريعة، كما أنه لم تستثنى القاعدة فقط من الحوار بل استثني العلماء، ولم تتح الفرصة إلا لمن ترضى عنهم أمريكا. وكان الهدف من مؤتمر الحوار إشغال جميع أطياف الثورة الشعبية عن استكمال مطالبهم، وتحقيق أهدافهم التي من أجلها قامت الثورة، وإن كانت المبادرة الخليجية هي التي أجهضت الثورة الشبابية، فإن مؤتمر الحوار هو الذي شيعها إلى مثواها الأخير، وأصبح هو النتيجة الوحيدة التي يتشدق بها المتسلقون على دماء الشباب وثورتهم. أما لماذا دعيت كل القوى عدانا، فلأن لنا مطلبين رئيسيين، هي مطالب الأمة جميعاً – وليست مطالب فئوية ولا طائفية، ولا تحكمها مصالح شخصية يمكن إشباعها أو تلبيتها عبر مؤتمر الحوار، وتتعارض مصيريا مع من يدير الحوار ويشرف عليه دولياً وإقليمياً وداخلياً: أولاً: منع التدخل الخارجي وعلى رأسه أمريكا والغرب. ثانياً: تطبيق الشريعة الإسلامية في كل أمور البلد. وفي ظل الرعاية الأمريكية وفي ظل إقصاء الشريعة يستحيل أن نقبل أية دعوة لحوار مماثل لهذا المؤتمر.


ـ أشيع أنكم تبحثون عن عناوين فريق بناء الدولة بمؤتمر الحوار كي تقوموا بتصفيتهم؟ هذا غير صحيح.

ـ هناك من يقول إن العمليات الكبيرة في شبوة وحضرموت والبيضاء، تزامنت مع أزمة سياسية في صنعاء طرفها صالح، وإنكم أداة من أدواته يحرككم متى شاء لا أكثر، هل يمكنك تفنيد هذا؟. ترويج مثل هذه الأقاويل من قبل الأطراف التي تتولى السلطة لسببين: الأول: تشويه المجاهدين عبر ربطهم بشخصيات في النظام السابق. الثاني: تبرير العجز والفشل في إيقاف عمليات المجاهدين الممتدة على طول البلاد وعرضها. ولا أظن أنه بقي مجال لتصديق مثل هذا الكلام بعد خطاب عبد ربه منصور في كلية الشرطة الذي فضح فيه تاريخ التآمر بين صالح والأمريكان ضد القاعدة، واتضح للجميع مدى جدية جميع الأطراف السابقة والحالية وصدقها ووفائها في معاونة الأمريكان على أبناء الأمة الإسلامية من المجاهدين. وأنهم لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة.

ـ "الامتناع عن قتل وقتال الأهالي غير المحاربين، حتى ولو كانوا أهالي من يقاتلنا ما استطعنا ذلك سبيلاً" وردت هذه الجملة في خطاب الدكتور الظواهري الأخير، ومن لوازمها التوقف عن مهاجمة الأمريكيين المدنيين الذين تهاجمهم قاعدة اليمن بعملياتها داخل أمريكا، كما كان سيحدث في عملية عمر الفاروق، هل ستلتزمون بذلك؟ هذه العبارة واضحة، وقد جاءت في سياق الحديث عن التعامل مع الحكومات المحلية والطوائف التي تعيش في البلاد الإسلامية، وليس من لوازمها ما ذكرته من التوقف عن مهاجمة الأمريكيين المدنيين، فإن موقف التنظيم والفتوى المعمول بها أن الشعب الأمريكي شعب محارب، والخطاب ينص على غير المحاربين، كما أن تعاملنا مع الأمريكان في هذا الباب هو من باب المعاقبة بالمثل قال تعالى: "فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به"، وهم لم يفرقوا في اعتدائهم على المسلمين بين المحاربين وغيرهم.

ـ بعيدا عن اليمن، كيف تقرأ القاعدة ما حدث في مصر مؤخراً ضد جماعة الإخوان؟. نقرأه على أنه درس جديد لمن لا يزال يحسن الظن بالعلمانيين، ولمن آمن قديماً أو حديثاً بأن الديمقراطية طريق صحيح لإقامة الإسلام ونصرة الدين، خاصة أولئك الذين يعتقدون بأن الديمقراطية كفر، ولكنهم تأولوا في استخدامها كآلية ووسيلة ورضوا بها كواقع، خاصة بعد أن فتنوا بثورات الربيع العربي ورأوا بوادر الوصول السلمي إلى السلطة. كما نقرأه على أنه انقلاب عسكري مكشوف قام به العلمانيون بدعم وتحفيز أمريكي وخليجي ضد الجماعات ذات التوجه الإسلامي.

ـ رغم تحالف إخوان اليمن مع أمريكا ضد القاعدة إلا أن قاعدة اليمن وقفت إلى جانب الإخوان في مصر، لماذا؟ ابتداءً في الحقيقة لا أوافقك بأن إخوان اليمن تحالفوا مع الأمريكان ضد القاعدة هكذا إجمالاً، صحيح أن هناك بعض الشخصيات النافذة في تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن لها علاقات وطيدة وتاريخ قديم مع السفارة الأمريكية، أحرجت جماعتهم بحكم نفوذها في بعض الاتفاقيات والمواقف، وإن أصبح فعلاً هذا هو موقفهم الرسمي، لكن هناك من القيادات والقاعدة الشعبية والتنظيمية للإخوان من تربأ بنفسها عن مثل هذه العمالة، بل ويستنكرها الكثيرون منهم، وإن كان تعبيرك من الناحية الرسمية صحيح، لكنه من حيث ملامسته للواقع فيه تعميم ونوع من الإجحاف. هذا من جانب ومن جانب آخر فإن الذي حصل في مصر كان ظلماً واعتداءً واضحاً وصارخاً ليس على الإخوان فقط ولكن على كثير من أبناء الإسلام في مصر، وإذا كان ديننا يوجب علينا رفع الظلم ودفعه عن كل مظلوم ولو كان كافراً، فما بالك بأن يكون الظلم واقع على عامة المسلمين بهذه الصورة البشعة، وأن يكون الدافع لهذا الظلم هو رفض كل ما يمت إلى الدين بصلة، بغض النظر عن موافقتنا للإخوان أو اختلافنا معهم. فما حصل من اعتداء على دماء المسلمين ومن اعتقال لإخواننا وأخواتنا في مصر يوجب نصرتهم ودفع الظلم عنهم. وما ذكره فضيلة الشيخ أبو محمد المقدسي، بارك الله له في علمه، في رسالته " الإنصاف حلة الأشراف " يعبر عن الموقف الشرعي الصحيح الذي نراه ونؤيده ونؤكد عليه في مثل هذه المواقف. وجزاه الله عن الأمة خير الجزاء فيما وضحه وبينه.

ـ هناك من يقول إن ما حدث في مصر يخدم موقف القاعدة من الديمقراطية والعمل السلمي، فماذا تقول القاعدة؟. نحن لا نقول إلا ما نفهمه ويفهمه علماء الإسلام من دين الله، وذلك عن قناعة شرعية وواقعية: إن كل مسلم لا بد أن تكون غايته مشروعة، وأن تكون رايته واضحة ومشروعة، وأن تكون وسائله في الدعوة والتغيير ونصرة الدين أيضاً مشروعة، فإذا اختل واحد من هذه الأمور وقع الانحراف عن منهج الله. فيجب علينا كمسلمين أن تكون غايتنا وبكل صراحة إقامة دولة إسلامية تحكم بشرع الله، والعمل على توحيد الأمة على كلمة التوحيد، وإعادة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وأن تكون رايتنا واضحة وهي راية التوحيد الخالصة، لا قومية ولا عرقية ولا وطنية، وأن تكون وسائلنا مشروعة لا تخالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم فلا مدنية ولا علمانية ولا اشتراكية ولا ديمقراطية، بل أخوة وتراحم ودعوة ومناصحة واحتساب وجهاد، وموالاة لمن والى الله ورسوله وبراءة ممن عاداهما. وما حدث في مصر درس جديد من ضمن سلسلة طويلة من الدروس المؤلمة، للعاملين في الساحة نسأل الله أن يستفيد ويعتبر منه الجميع.

ـ الهجوم على مبنى البحرية الأمريكية في واشنطن شبيه بعملية نضال حسن، لكن المهاجم بوذي، بحسب التحقيقات الأولية، كيف تقرأ القاعدة هذا الحادث؟. إن ظلم وطغيان أمريكا لم يقتصر على المسلمين فقط، بل هي تجبرت وتعدت على كثير من الأمم، وإن كانت هذه حادثة شخصية إلا أنها ذكرتني برسالة كنت أود أن أبعثها للشعب الأمريكي بهذا الخصوص وهي: أن ما حدث في هيروشيما وناجازاكي، لا تظنوا أنه بإمكان اليابانيين أن ينسوه، بل حتى ما حصل للألمان من إذلال بعد الحرب العالمية الثانية، لا تظنوا أن الألمان قد نسوه، وكل أمة ظلمتها أمريكا يستحيل أن تنسى مظلمتها إنما هي أحقاد مدفونة تتأجج في الصدور، ونار تحت الرماد توشك أن تتفجر في وجه الأمريكان، وإنما ينتظر الجميع اللحظة المناسبة للانتقام، ولهذا فأنا أبشرهم بمستقبل مظلم أسود مريع ينتظرهم، ولحظة انتقام ليست من المسلمين فقط، بل من أعداء كثير يستحيل أن ينسوهم وإن نسيهم الأمريكان. كما أن هذه الحادثة تبين مدى الانفلات الأمني في أمريكا، وأنه مهما حاولت إظهار سيطرتها الأمنية، رغم فداحة التكاليف، فإنها محاولات فاشلة، ويبدوا أن أمريكا لم تفشل فقط في المحافظة على مكانتها كشرطي للعالم، بل فشلت حتى في أن تكون شرطياً في داخل حدودها.

ـ هناك من يقول إن القاعدة قزَّمت المعركة بحيث أظهرتها كما لو أنها بين القاعدة وأمريكا بل في بعض الأحيان بين القاعدة والحكومات المحلية؟. حقيقة المعركة شئنا أم أبينا هي بين أمة الإسلام وبين أعدائها من الدول الاستعمارية العظمى، وعملائهم المحليين المتسلطين بقوة السلاح على رقاب المسلمين، ولا ندعي أبداً احتكار القضية أو فهم الواقع أو العمل من أجل تغيير هذا الواقع، وإنما نحن جماعة من الجماعات الإسلامية تبايعت على نصرة دين الله والجهاد في سبيله وإقامة شريعته والصدع بكلمة الحق ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً، فالمعركة هي معركة أمة الإسلام والتوحيد ضد الكفر العالمي وحلفائه. ولكن الذي حصل أن أمريكا عندما رأت عجزها وفشلها في الاستمرار في مواجهة هذه الأمة العظيمة، آثرت أن تقزم الصراع وتحصره على الإرهاب ثم أخيراً على القاعدة، وحصر المعركة علينا من قبل الأعداء، أحب إلينا لتجنيب الأمة أكبر قدر ممكن من الخسائر.

ـ الرئيس أوباما في صراع لرفع سقف الدين الأمريكي، كيف تقرؤون مثل هذا الحدث وما هي انعكاساته على الحرب على الإرهاب؟. هذه صورة من صور الصراع المتعددة التي تعيشها أمريكا، بعد انهيار جميع مقومات بقائها واستمرارها على رأس الهرم الدولي، وهو نذير شؤم على الأمريكان بأن نهايتها ستكون أسوأ بكثير مما يتصوره الناس، كما أنه يمثل كابوساً مزعجاً لجميع الحكومات المحلية المتعلقة تعلقاً مصيرياً ببقاء أمريكا كقوة عظمى. وهو بالتالي سيشكل تغييرا محوريا في قضية الحرب على الإرهاب التي تشنها أمريكا، ولا يفوتنا هنا أن نذكر بأن خسارة أمريكا في حربها على الإرهاب يقارب خمسة أضعاف ما أنفقته في الحرب العالمية، وهذا من أهم أسباب انهيار الاقتصاد الأمريكي.

ـ أين أنتم مما يحدث اليوم في دماج؟. ما يحدث اليوم في دماج هو جريمة بكل المقاييس، ولا يقره شرع ولا عرف، ونحن لم نتخلى عن إخواننا هناك ولن نتخلى عنهم بإذن الله، ولكنهم طلبوا منا عدم الظهور أحياناً، وأحياناً أخرى عدم المشاركة، خوفاً من تعريض المنطقة للقصف بالطيران الأمريكي إذا علم تواجدنا، ونحن نعتبر اعتداء جماعة الحوثي على أي مسلم، هو اعتداء علينا، ولهذا فليعلم الحوثي أنه إن لم يوقف هذه الاعتداءات فوراً فإن الرد سيكون قاسياً، وكفاكم عبثاً بدماء المسلمين، فإنكم تسبحون في بحر من أسود أهل السنة، والله لو التفتوا إليكم لضاقت عليكم الأرض بما رحبت، وإن ثاراتكم التي زرعتموها داخل صعدة وبين ظهرانيكم أكثر من خارجها، ونقول لأهل السنة النصرة النصرة لإخوانكم أهل دماج، كل بحسب ما يقدر عليه، فمن قدر على التحرك للقتال فليفعل، ومن قدر بالتضييق على الحوثيين في الطرقات أو بحصاره فليفعل، ومن قدر على أي أمر فلا يتأخر فإن الوجوب منوط بالقدرة، ولا يعذر من يقدر على نصرة إخوانه بأي وسيلة ألا يفعلها، بل هو آثم مقصر، عليه الإثم والوزر، وإن كان الحوثي يرسل أفراده للقتال مع عصابات الأسد وحزب اللات في سوريا، فهل يعجز أهل السنة عن نصرة إخوانهم في دماج وكتاف، لا والله إنهم لقادرون بإذن الله على ردعه وتأديبه وجعله عبرة لكل من سولت له نفسه الاستهانة بدماء المسلمين.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 27-ديسمبر-2024 الساعة: 06:55 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-16658.htm