- أقذر الحروب

السبت, 30-نوفمبر-2013
صعدة برس -
*فيصل الصوفي
نقرأ ونسمع كلاما عن تحذير خطباء الجمعة من الفتنة المذهبية، وأنهم دعوا السلفيين والحوثيين المتقاتلين إلى وقف الحرب، وطاعة ولي الأمر، والتعايش والتسامح.. وغير ذلك من الكلام الحالي الذي يسوقه لنا الإعلام الحكومي، بينما الصوت العام والعالي هو صوت الفتانين المستمرين في التهييج والتحريض والدعوة للاحتشاد.
قلنا مرارا إن الحروب المذهبية هي أقذر الحروب وأبشعها، لأن كل طرف من طرفي الحرب المتصارعين مذهبيا يعتقد أنه المسلم الحق، وخصمه كافر أو ضال، وعلى هذا الأساس تكون الحرب فتاكة، والنهاية التي يراها كل طرف هي إزالة الآخر من الوجود إرضاء لله.. وشيء من هذا يجري الآن في صعدة وما حولها.. الشيخ أبو حاتم الأشموري الموصوف بأنه قائد جبهة حاشد، وجه نداء طريا إلى سكان محافظة صعدة يدعوهم " إلى الابتعاد عن أماكن الزحف التي ستزحف منها القبائل اليمنية لنصرة المظلومين في دماج، ومن أماكن شتى بإذن الله، من كتاف وحاشد وحرض وغيرها.. ومن الداخل والخارج، فاتحين" .. وبدأ الشيخ نداء الفاتحين بحديث الرسول:"نصرت بالرعب مسيرة شهر"!
فيا للرعب! الحرب بين الحوثيين والسلفيين في صعدة قذرة وشرسة، وتتوسع إلى مناطق أخرى من حجة وعمران، والحكومة تتفرج، وتنقل لنا عن خطباء الجمعة كلاما مليحا لم يقولوه.. وهي لا تتفرج فحسب، بل غير قادرة على تحييد إعلامها، ولا تحييد رجالها.. في معركة عذر والعصيمات قتل مدير مديرية وهو يقاتل إلى جانب أولاد الأحمر والسلفيين، وقتل مدير مديرية أخرى كان يقاتل إلى جانب الحوثيين، وتتواتر الأخبار عن تحشيد مستشار رئيس الجمهورية للقبائل والسلفيين وتزويدهم بأسلحة الجيش المهيكل.
مهمة لجنة الوساطة في عمران أفشلت، واللجنة الرئاسية في صعدة برئاسة أبو أصبع أفشلت، فالحوثيون يبررون استمرار القتال بعدم التزام التكفيريين بالاتفاق، وضرب السلفيين الحصار على صعدة من خارجها، وحرب السلفيين وقبائل بني الأحمر على الحوثيين في عمران.. والسلفيون يزعمون أن الحوثيين الروافض يواصلون الحرب بدعم من الدولة، وزاد التصعيد بعد مقتل عبد الرحمن يحيى الحجوري، ابن رئيس دماج، وأمس قرر السلفيون عدم استقبال اللجنة الرئاسية مرة أخرى.. إنها غير مرغوب بها كما قال سرور الوادعي، وعليها سحب المراقبين الذين نشرتهم.
كلا الطرفين يرفضان مقترح وسطاء الدولة بإحلال الجيش مكان المقاتلين.. فما العمل؟ لقد قامت الدولة بدور الوسيط، فلم يجد ذلك نفعا، وبقي أن تقوم بدور الدولة.
*اليمن اليوم
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 01:51 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-16933.htm