- سياسي عماني: مصير مجلس التعاون الخليجي بيد الأسد

السبت, 07-ديسمبر-2013
صعدة برس-متابعات -
حوار مع الكاتب والمحلل السياسي علي بن مسعود المعشني

أجرى الحوار: نواف ابراهيم

نص الحوار:

سؤال: الكاتب والمحلل السياسي علي بن مسعود المعشني أهلا ومرحبا بكم، أستاذ علي دول مجلس التعاون الخليجي يجتمعون اليوم في مدينة جدة في المملكة العربية السعودية من أجل دراسة الأزمة في سوريا كما يقولون وللبحث عن طرق جديدة للتعامل معها، فهذا اللقاء أو هذا الاجتماع لدول مجلس التعاون الخليجي هل لها علاقة بنتائج المحادثات السورية الروسية وتغير وتبدل المواقف الغربية وعلى رأسها الموقف الأمريكي بخصوص الأزمة في سوريا؟

جواب: أخي الكريم للأسف الشديد نقول ونحن في دول الخليج بمرارة أن دول الخليج اختارن أن تكون في كثير من القضايا تحت الوصاية والانتداب وليست حليف بما تعنيه كلمة حليف من مفاهيم وتطبيقات وما شابه ذلك، ورأينا نحن طبعا كيف كان موقف مجلس التعاون الخليجي وللأسف الشديد في الجامعة العربية من مقعد سوريا فيها، ورأينا كيف كان موقفه أيضا في مجلس الأمن للتدخل في سوريا من خلال البند السابع والحظر وما شابه ذلك، ودخل في قائمة ما يسمى بأصدقاء سوريا وأنت تعرف تبعاتها كلها، واليوم يدخل بنفس العباءة الأمريكية للأسف الشديد، وبكل أريحية عندما يكون الإنسان تابع يكون صدى ولا يكون فاعلا ودول الخليج يمكن أن نسميهم كومبارس لا أكثر ولا أقل في هذا المشهد الكبير، وطبعا بعد المستجدات التي حصلت في موسكو وبعد أن من الروس على أمريكا بما يسمى بالهزيمة المشرفة بأكذوبة السلاح الكيماوي وحفظ الروس لهم ماء الوجه، وأقروا بالطيع بالتنسيق مع سوريا الإشراف الدولي على السلاح الكيماوي السوري كمخرج لهذه الأزمة ومخرج بالدرجة الأولى لأمريكا لأنه أمريكا يمكن أن تبدأ ضربة ولكن أنا على يقين أنه لن تنهيها بكل معنى الكلمة، ونحن تعودنا دائما أن معسكر المقاومة هو المستهدف، ولو تابعنا الأحداث منذ عرض النقاط 17 لكولن باول ثم بعد عامين تبعه اغتيال الحريري وألفوا مسرحية الحريري لمدة سنتين والآن لم يعد أحد يتكلم عن الحريري.

سؤال: أستاذ علي هل يمكن في ضوء ذلك وانطلاقا مما تتفضل به أن ننتظر تغيرا في الموقف الذي اتخذته الدول العربية وتحديدا دول الخليج من الأزمة السورية، فهل سوف يتنحون عن التدخل في شؤون سوريا الداخلية بهذه الطريقة التي وصفتها؟

جواب: هذا شيء طبيعي فهم مجرد أدوات وهم يتلقون الأوامر وليس لدول الخليج أجندة في سوريا بالمطلق.

سؤال: الولايات المتحدة حافظت على ماء وجهها وسوريا أنقذت نفسها وروسيا أثبتت جدارتها على الساحة الدولية، أما دول الخليج ما الذي تستطيع فعله؟

جواب: هم لا يتعاملون مع الأزمات هكذا باستثناء سلطة عمان هذا البلد الذي نأى بنفسه، وهم يقولون أن سلطنة عمان تغرد خارج السرب ولكن أثبتت الأحداث أن سلطة عمان هي السرب بنفسه، فمنذ أزمة الخليج وما سمي بتحرير الكويت، وهو أساسا تدمير العراق أيضا، ولعمان كانت مواقف دائما دبلوماسية صامتة فلا تروج لنفسها ولا تؤمن بالبروبوغندا وما شابه ذلك، أما بقيت الدول انغمست لأن هذه الدول للأسف الشديد لا تمتلك سياسيات ولا استراتيجيات ولا تخطط، وسياستها مبنية على القعل ورد الفعل وهذه بحد ذاتها ليست سياسة وفي المقابل هم وضعوا أنفسهم في هذه المكانة وسوقوا أنفسهم للغرب بأنهم يمكن أن يكونوا أدوات في أي وقت تشتهون، وباعتقادهم أن هذا هو التحالف.

سؤال: أستاذ علي هنا لا بد من طرح هذا السؤال، هل يمكن بهذه الطريقة أن تتخذ دول الخليج العربي قرارات بدون دعم الغرب، وقد أدار الغرب ظهره لحلفائه أو لأدواته كما تفضلت وهناك من تحدث عن بوادر خلافات بين دول الخليج فيما يخص الأزمة في سوريا، فهل يمكن أن يصلوا إلى توجه محدد في التعامل مع القضية السورية أم أننا سنرى خلافات بين هذه الدول؟

جواب: أنا يا سيدي الكريم قبل ثمانية أشهر كتبت مقالا في الصحافة المحلية العمانية اسمه "مصير مجلس التعاون بيد الأسد" أي الأزمة السورية ومصير مجلس التعاون وتنبأت فيه أن هذه الأزمة هي التي ستقسم ظهر مجلس التعاون كمنظومة سياسية، للاسف الشديد هناك أصبح انجراف غير عادي ولم يكتف البعض بأن يكون أدات لأمريكا بل اصبح يدين من لم يكن أداة لأمريكا وهنا الكارثة، بينما يفترض أن يكون هناك بابا خلفيا ويكون هناك بابا أماميا هكذا هي السياسة ليحتفظوا بخط رجعة، ولنر الغرب والمشهد الغربي اليوم هل لديهم حنين على سوريا أم هذه تبادل أدوار وهم في سلة واحدة في نهاية المطاف جميعهم، ميركل تخرج عن عبائة الغرب فهل هذا دور أو تمثيل؟ هذا كله عبارة عن مسرحية أنا أعرف هذا الشيء، وهذا ما رأيته عندما أرادوا تدمير العراق، وشاهدته عندما أرادوا تدمير ليبيا وشاهدته في الحرب ال خليجية عام 1991، ويتبادلون الأدوار حتى يظهر الغرب بأن هذا الغرب ليس كله في طيف واحد، وهذا الغرب ليس كله عدواني واستعماري ومصاص دماء، وفي النهاية كلهم يختلفون بالآليات ولكن الهدف واحد.
صوت روسيا
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 06:20 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-17047.htm