صعدة برس-متابعات - -صادق السلمي
تواصل التوتر الأمني والعسكري في مدينة الضالع، جنوبي اليمن، أمس بعد يوم من مقتل وجرح العشرات في قصف لقوات الجيش مئات المواطنين في مجلس عزاء في منطقة سناح.
وشهدت المحافظة أمس، سقوط أربعة قتلى وإصابة العشرات باشتباكات بين الأمن ومسلحي الحراك في منفذ سناح، أثناء تظاهرة حاشدة نظمها الحراك للتنديد بالمجزرة التي ارتكبها الجيش أول من أمس. وأكد رئيس مجلس الحراك الجنوبي في محافظة الضالع خالد مسعد لـ"الوطن السعودية"، اندلاع مواجهات عنيفة بين مسلحي الحراك وقوات الأمن عند مبنى محافظة الضالع ومعسكري النجدة وقوات الأمن الخاصة للاستيلاء على تلك المواقع، وسقوط إدارة أمن محافظة الضالع في أيدي الحراك بدون أي مقاومة.
واستضافت مديرية الجليلة لقاء ضم قيادات الحراك والقبائل والشخصيات الاجتماعية والسياسية وأبناء محافظة الضالع، لتدارس تطورات الأحداث على أرض الواقع والرد على هجمات واعتداءات الجيش اليمني في محافظة الضالع.
وأعلن مصدر مسؤول في اللجنة الأمنية العليا تشكيل لجنة تحقيق في حادثة الضالع بتوجيهات من الرئيس عبدربه منصور هادي، لاحتواء الموقف في الضالع، كما شهدت عدد من مدن محافظات جنوب البلاد، مظاهرات حاشدة للتنديد بأحداث الضالع، وتأكيد مطالبتها بفك ارتباط الجنوب عن الشمال واستعادة الدولة الجنوبية التي كانت قائمة قبل عام 1990.
وحوّلت الحادثة مخيم عزاء أحد أبناء الضالع قُتل قبل ثلاثة أيام يُدعى فهمي محمد قاسم، إلى مخيمات عزاء متعددة بعضها مزدوجة داخل الأسرة الواحدة، نظراً لمقتل أكثر من شخص من أبنائها، في حادثة اكتنفها الغموض وتضاربت الأنباء بشأن ملابساتها وتفاصيلها، حيث أرجعت مصادر في اللواء 33 مدرع الحادثة إلى محاصرة عدد من مسلحي الحراك الجنوبي مدرعة عسكرية وقيامهم بإطلاق النار صوبها، ما دفع بإحدى دبابات اللواء المتمركزة بالقرب من مجمع السلطة المحلية (محافظة الضالع) لإطلاق قذائفها لفك الحصار عن المدرعة، وسقطت بالخطأ في مجلس عزاء.
من جانبها، نفت قيادات الحراك الجنوبي بالضالع، صحة هذه الرواية واعتبرتها مُلفقة كون الحادثة مُدبرة بهدف تصفية عدد من القيادات الجنوبية التي كانت موجودة في مخيم العزاء، خصوصاً بعد توافد أبناء الضالع وفي مقدمتهم القيادي الجنوبي البارز شلال علي شائع، لتبدأ بعدها اتصالات قادة الجيش فيما بينها وبدء تنفيذ العملية التي شملت سقوط 3 قذائف دبابة ودوشكا، ما أسفر عن مقتل نحو 22 شخصا وإصابة أكثر من 30 آخرين تم نقلهم على إثرها إلى عدد من مستشفيات المدينة وفقدان حوالى 7 أشخاص من أبناء الضالع، مؤكدة عدم إصابة شلال شائع في الحادثة.
وكان شهود ومصادر طبية قالوا إن قذيفة انفجرت أمس الجمعة في سرادق عزاء كان فيه انفصاليون جنوبيون في اليمن، ما أسفر عن سقوط 15 قتيلا بينهم أطفال.
وقال الشهود إن القذيفة أطلقت من دبابة وحملوا الجيش المسؤولية.
وقال ضابط طلب عدم نشر اسمه لرويترز، إن القذيفة أطلقت بالخطأ من نقطة حراسة تابعة للجيش وإن تحقيقا يجري مع المسؤول عن الموقع، لكن لم يتسن الحصول على تعليق من وزارة الدفاع في صنعاء.
وقالت المصادر لرويترز، إن حوالى 40 شخصا أصيبوا في الحادث الذي وقع في سرادق لعزاء أسرة انفصالي جنوبي توفي الأسبوع الماضي.
وأكدت مصادر في الحراك الجنوبي لرويترز، أن الحراك الجنوبي أمهل قوات الجيش اليمني وأبناء الشمال 24 ساعة للخروج من الضالع والمغادرة إلى بلداتهم والنجاة بأنفسهم قبل فوات الأوان.
وفي سياق متصل، قتل جندي وأصيب أربعة آخرون بجراح بالغة في هجوم شنه مسلحون مجهولون بقنبلة يدوية على بوابة السجن المركزي بمدينة عدن في جنوب اليمن أمس السبت.
وقال مصدر أمني إن مسلحين مجهولين يستقلون سيارة ألقوا قنبلة يدوية على حراسة السجن المركزي بعدن، ما أدى إلى مقتل جندي وإصابة أربعة جنود آخرين بجراح بالغة ولاذوا بالفرار.
وتسود مدن جنوب اليمن منذ يوم الجمعة الماضية، حالة من التوتر الشديد مع اندلاع "الهبة الشعبية" التي دعا لها تحالف قبائل حضرموت عقب مقتل زعيم قبيلة الحموم كبرى قبائل حضرموت الشيخ سعد بن حبريش ومرافقيه برصاص قوات الجيش في الثاني من ديسمبر/ كانون الأول الحالي، ما خلق موجة غضب غير مسبوقة في صفوف قبائل الجنوب.
|