صعدة برس -
*نائف حسان
بالنسبة للجماعات الطائفية، تتحول الشعارات إلى رموز سيطرة وتحشيد تستدعي الفرز المذهبي، ونوازعه المقيتة. لهذا فالشعارات الخضراء، التي أغرق الحوثي بها العاصمة، خلال الأيام الماضية، ليست مجرد شعارات عابرة، بل شقوق للفصل، للسيطرة، والعزل. وما يبدو أنه مجرد شعار، يتحول إلى أداة للصراع على المجال العام.
وقد لاحظ الزميل علوي السقاف أن شعارات الحوثي تركزت في الأحياء الزيدية، وأمام منازل الأسر الهاشمية، وهذه كارثة كبيرة تفرض على هذه الأسر عملية عزل اجتماعية. إنها تعزل نفسها إذ لم تعد تشعر بانتماء مشترك لهذه المدينة؛ لأنها أصبحت تُعرف نفسها ضمن انتماء عصبوي آخر يُمثله الحوثي.
كانت نبرة الحوثي اليوم ذكية؛ إذ اتجهت نحو محاولة تطمين المجتمع. لكن حري به أن يعرف أن أهم تطمين يُمكن أن يُقدمه لليمنيين هو التخلي عن مهمة السيطرة على العاصمة صنعاء، وإيقاف نزوعه المستمر نحو إعادة تعريف المجتمع عبر فرز أتباعه ضمن عملية تحشيد لن تنتهي به وبهم إلا في مواجهة المجتمع ككل.