صعدة برس - كمال شجاع الدين
تقريباً العالم أجمع يعلم ويسمع كل يوم بأن الإستراتيجية الأمنية للولايات المتحدة الأمريكية من أهم بنودها محاربة الإرهاب ومن أجل ذلك خاضت حروبها الخارجية في الحقبة الأخيرة واستخدمت الطائرات من دون طيار لتصفية أعضا ء الجماعات التي تصنفها بالإرهابية وأزهقت مقابل العضو الواحد المستهدف عشرة أبريا وكل هذا تعتبره تضحية وتكاليف لابد منها لتصفية الإرهاب (معلومة عادية) والمستغرب اليوم بأننا لم نسمع أي تعليق صدر عن الدوائر الأمنية الأمريكية ولا عن الدوائر الدبلوماسية حول فرار عدد من قيادات القاعدة المصنفين بالخطيرين من السجن المركزي في صنعاء وعدم صدور أي تصريح من الدوائر الأمريكية يترك لدينا أنطباع ذو بعدين لا ثالث لهما الأول هو أن من تسميهم الدوائر الأمريكية بالأرهابين وتصنفهم ضمن الأخطار التي تتهدد الأمن الأمريكي والدولي ماهم الا أدوات تتحكم بهم أمريكا وتو جههم حسب مصالحها وفي حالة وقوع اياً منهم في الأسر --كما هو حال السجناء الفارين بالأمس من السجن المركزي - تعمل الدوائر الأمريكية على أطلاق سراحهم باستخدام أدواتها من داخل السلطة ومن خارجها وتمون عمليات لتهريبهم وعلى المجتمع تحمل ضحايا عمليات التهريب التي في الغالب ما تكون من الجنود والمواطنين والثاني أن الدوائر الأمريكية تلعب بورقة الجوكر ذو الصورتين فمن جانب تطلب من عملائها في السلطة من تسهيل هروب المعتقلين من هذه الجماعات الأرهابية --بعد أن تتوفر لديها المعلومات الأستخبارية المؤكدة على وجود مخطط لدى قيادات الجماعة الطلق لتهريب أعضائهم المعتقلين في السجون -- ومن الجهة الأخرى ترصد تحرك العناصر الفارة من السجون وتقوم هي أما بشكل مباشر بواسطة الطائرات بدون طيار بتصفيتهم جسدياً وأما عن طريق توفير المعلومات الأستخباراتية لوحدات مكافحة الأرهاب التي دربتها وأنفقت عليها وسلحتها الدوائر الأمنية الأمريكية وأيكال عملية ملاحقة وتصفية العناصر لهذه الوحدات ــ ولنا في أحداث ليست بعيدة أكبر دليل - ولهذا البعد كما لسابقة أهداف ودوافع قريبة للمنطق فعدم ثقة الإدارة الأمنية الأمريكية بمقدرات السلطات المحلية على ردع وتحجيم خطر هذه العناصر حتى وهي خلف القضبان وأن هذه العناصر قد تجد في الحبس مأمن لها الى حين مع عدم فعالية القوانين المتعلقة بمحاربة الأرهاب ومحدودية إمكانيات أجهزة البحث والتحقيق في توفير الأدلة الكفيلة بحصول هذة العناصر على الحد الأعلى من العقوبات مما يعني اقتصار الأحكام على السجن لسنوات معدودة بعدها يطلق سراح العناصر الأرهابية لتعود لممارسة نشاطها الأرهابي أو توظيفها من قبل مراكز نفوذ وجماعات متشددة متواجدة في مفاصل الحكم في اليمن لضرب المصالح الأمريكية وممارسة الابتزاز السياسي والمالي للولايات المتحدة الأمريكية
ولذلك فأن عملية تهريبهم ماهي الا بمثابة الأعداد لتنفيذ أحكام الإعدام فيهم ويعزز هذا البعد المعلومات التي صرحت بها وزارة الداخلية حول أسماء من تقول أنهم من تنظيم القاعدة وتم تهريبهم ليلة الجمعة وعلى وجة الخصوص الأحكام الصادرة في حقهم والتي يبلغ أقصاها الحبس لسبع سنوات وبعد مرور مايقارب الثلاث سنوات فأن المتبقي من فترة الحكم هو أربع سنوات فقط فهل هكذا أحكام تتواكب مع حجم المخاطرة في توظيف خمسين عنصر من الجماعة لتنفيذ عملية اياً كانت نسبة الخطأ فيها مع عدد الضحايا الذين سقطوا والذين تجاوزا العشرة من رجال الأمن والمواطنين مع ملاحظة عدم مقتل أو جرح اياً من المهاجمين الخمسين ؟؟؟؟؟؟ كل هذا وسواه من التسأولات تجعلنا نأخذ بالبعد الثاني ولاكتها لا تجعلنا نهمل البعد الأول والذي يملك قدر كبير من الحجية لما وفره نشاط هذه الجماعات من أسباب وحجج لأمريكا من أجل فرض الوصاية الأمنية والتدخل المباشر في الشؤن الداخلية للدول التي تنشط فيها هذه الجماعة واليمن واحدة منها مع عدم وضوح أو تحقيق أهداف ظاهرية خاصة بالجماعات الإرهابية على أرض الواقع
ولهذا أو لذاك صمتت الدوائر الأمريكية حول عملية الهروب الكبير لأكثر من ٢٧ عنصرا من عناصر القاعدة منهم سبعة من القيادات المصنفين بالأكثر خطورة
|