- الخطاب الرئاسي والنظرة إلى المستقبل

الجمعة, 21-فبراير-2014
صعدة برس -
عباس غالب
من يتأمل مليّاً في مضامين المحاضرة التي ألقاها الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي منذ يومين أمام ضباط وأفراد إحدى وحدات قوات الاحتياط، سوف يلاحظ أن ثمة إشارات بالغة الدلالة ترتكّز - في أساسها - على رؤيا عميقة لمستقبل الوطن، خاصة في ظل متغيرات ما بعد إقرار وثيقة الحوار الوطني.
من حيث المبدأ، لا يمكن إغفال الإشارة الأولى المتمثلة في توقيت هذه الزيارة إلى قوات الاحتياط باعتبارها المخزون الاستراتيجي للقوات المسلحة وإحدى رافعات الأمن والاستقرار والتي لم تعد ملكاً لفرد أو عشيرة أو قبيلة كما كان في السابق أو كما يتخيّل البعض راهناً.
أما الإشارة الأهم في هذا السياق فتكمن في تأكيدات الأخ رئيس الجمهورية على سلامة الخيارات التي لجأ إليها اليمنيون وهم يحتكمون إلى لغة الحوار عوضاً عن الارتهان إلى العنف والاحتراب والتي كادت أن تودي بالوطن إلى مجاهل لا يُحمد عقباها خلال أزمة 2011م.. وهي الخيارات ذات الصلة باعتماد الحوار وسيلة للخروج من دائرة الخطر وحلاً مثالياً لاستشراف آفاق المستقبل بمعزل عن استحضار مرارات الماضي وتداعياته.
لقد شخّص الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي وهو يحاضر في خاصية التجربة اليمنية المتفاعلة مع معطيات الواقع ، إذ شخص الرئيس هادي طبيعة تلك الأزمات والتحديات ووضع معالجات موضوعية لمجمل تلك الاختلالات وتصحيح المعادلة التي ظلت لردح من الزمان عبئاً على المجتمع.. وهي المعادلة المرتبطة بانسيابية الحكم ونقل صلاحياته إلى المجتمعات المحلية للقيام بإدارة شؤونها الداخلية وبمعزل عن سلطة المركز.
والحقيقة لم يعد خافٍياً على أحد أهمية وضرورة اعتماد صيغ نظام الحكم الاتحادي والقائم في أساليبه على نظام الأقاليم المتعددة في إطار الدولة الاتحادية وذلك بالنظر إلى ثراء هذه التجربة التي يُعمل بها في نحو ثلاثين بلداً حول العالم .. ومنها بعض الدول العربية كـدولة الإمارات والتي حققت – جميعها - نجاحات كبيرة لا يُستهان بها في مختلف ميادين التنمية.
* * *
وبحق، فإن مضامين هذا الخطاب الرئاسي أحق أن يكون دليلاً للنخب السياسية ومؤسسات التوعية لإثراء مرحلة ما بعد الحوار بالمزيد من النقاش والتوعية.. وبالتالي النزول بمضامين هذا الخطاب إلى العامة، خاصة وأن ثمة أطرافاً تسعى إلى تشويه ثمرة هذه التسوية التاريخية وتعمل – دون كلل – لعرقلة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وذلك في محاولة يائسة لإعادة اليمن إلى مربعات التناحر على السلطة ولا شيء آخر..!!
*الجمهورية
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:39 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-18206.htm