- لم يتغيروا ولن يغيروا

الجمعة, 21-فبراير-2014
صعدة برس -
فيصل الصوفي
كل الجماعات التي كانت حليفة أو شريكة للإخوان قبل أزمة 2011 وإلى منتصف مؤتمر الحوار الوطني الشامل، صار الإخوان الآن خصوماً لها، ذلك لأن تلك الجماعات طرأ عليها بعض التغيير، بينما الإخوان وشركاؤهم القبليون والعسكريون ظلوا حراساً للقديم، وممانعين للتغيير، ويسعون فقط للتغيير الذي يعني إزاحة الآخرين ليحلوا مكانهم ويرثوا مصالحهم.
ما الذي تغيَّر في الإخوان؟ الذي تغيَّر هو أن التغيير الشكلي في السلطة مكَّنهم من نصف حكومة ليجفِّفوا من خلال هذا النصف مساحة النصف الآخر منها، ويطلقوا غبارهم يجري في صحراء حكومة بائسة، يستميتون في الدفاع عن فشلها وفسادها.. هل تغيَّر مثلاً موقفهم من المرأة؟ من الفساد؟ من الإقصاء؟ من التكفير؟
هم ضد الدولة المدنية، التي كانت الشعار الكبير الذي صدحوا به عام 2011، ثم رموه جانباً اليوم، ويكافحون ضد شريكهم أحمد سيف حاشد ورفاقه لأنهم يواصلون إعلاء شعار الدولة المدنية.. وهم حملة راية التكفير وسدنة الفساد، ودعاة الكراهية، والحروب المذهبية، وتابعوا إعلامهم وخطابهم السياسي كيف وكم ينضح بالمناطقية والعنصرية، والحقد.. متمسكين بمليشياتهم المسلحة، ويزيدون ينقمون من الرئيس هادي لأنه لم يأمر الجيش بسحق الحوثيين، ولأنه لم ينضم لمليشياتهم التي تحارب من أجل مشايخهم.
لقد سارت أحزاب المشترك خلف الإخوان، وبداية أزمة 2011 لما حاولت الاعتصام في ميدان التحرير، واستعصى ذلك عليها حشدت أمام بوابة جامعة صنعاء، وأطلقت على مكان الاعتصام ساحة التغيير، وحينها قال الدكتور ياسين سعيد نعمان- أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني: منعنا من ميدان التحرير، فانتقلنا إلى ميدان التغيير.. لا أظن أن ياسين اليوم مقتنع بحدوث تغيير، باستثناء التغيير الشكلي الذي حدث في السلطة، وربما التغيير الذي حدث يقتصر على ما توصَّل إليه مؤتمر الحوار الوطني، وهو تغيير نظري، لأن مخرجاته لا تزال حبراً على ورق، وعند تطبيق هذه المخرجات سوف يظهر الإخوان مقاومين لكثير منها، بعد أن فشلت مقاومتهم لها في مؤتمر الحوار، وستكون لهم معارك بشأن الدستور الجديد، إذا تضمَّن التغيير أو الأفكار الجديدة التي توصَّل إليها مؤتمر الحوار.
إذا كانت أزمة 2011، وحتى اليوم قد أحدثت تغييراً، فإن المؤتمر الشعبي العام، وبعضاً من الأحزاب قد تغيَّرت إلى الأفضل، وجزءاً من الشعب قد تغيَّر.. مفاهيم تغيَّرت، وثقافة ومواقف، وبقي الإخوان وأتباعهم في مكانهم محصنين ضد التغيير، وسيقاومون التغيير، وسوف ترون أكثر مما ترون اليوم.. إنهم يطالبون بتغيير أشخاص ليحلُّوا مكانهم.. أخونة يعني.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:24 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-18208.htm