- مالعبوش وهم جُهال؟!

الجمعة, 21-فبراير-2014
صعدة برس -
فكري قاسم
الاحتمال الأكبر أن كلَّ هؤلاء الذين يتحكَّمون الآن بمصير اليمن كدولة وشعب، ويمارسون نشاطهم فيها بالنكاية وبالكآبة وبالحروب المستمرة، هم أصلاً أناس مالعبوش وهم "جُهال"، ولما كبروا لعبوا بالبلاد.
قبل 40 سنة مثلاً، كان الرئيس السابق "صالح" مجرد عسكري يتمنى ألَّا يتعرض إلى غبنٍ من مسئوله الأعلى منه.. وكان علي سالم البيض إنساناً عادياً جداً، أفضل مهارته أنه كان يحفظ جيداً عبارة "لا صوت يعلو فوق صوت الحزب".
وكان الجنرال علي محسن الأحمر فقيراً "ينقع"، وإلى قبل سنوات قليلة فقط وهو يسمي الخارطة "خريطية".. وكان عيال الأحمر- قبل الصندقة طبعاً- لا يعرفون الفرق بين الملكية والجمهورية، ولا بين "الكدمة" والبندقية.. وكان عبدالملك الحوثي طفلاً يأكل جُصّ الجدران، ويعوم كأي مبتدئ في بركة المسجد، ويصيح من لسعة الماء "يحييييييه".. وكان عبدالمجيد الزنداني في بداية شبابه- في القاهرة- مجرد هاوٍ للمسرح، يلبس الشورت إلى الرُّكَب، ويبحث عن فرصة ليصير ممثلاً ولو كومبارس، وها هو الآن- والحمد لله- أكبر ممثل في اليمن.
قبل 40 سنة فقط، كلُّ هؤلاء لم يكونوا أي شيء على الإطلاق.. لا فيهم عالم فضاء أو مفكر أو مخترع أو طبيب أو تاجر، كما لا يوجد بينهم حتى واحد متفوق في دراسته، أو فيهم رجل اقتصاد واحد يمكن أن نسميه طلعت حرب اليمن.
كلهم كانوا "حِتَف نِتَف"، وحدها اليمن "الأُم" الرؤوم من صنعت منهم رجالاً على سنِّ ورمح، ومنحتهم فرصاً وفيرة ليتنظَّفوا ويتعلَّموا فوق ظهرها وعلى حسابنا- كشعب- حتى أصبحوا أشخاصاً لامعين ومؤثرين، ومع هذا يبدو كما لو أنهم ما زالوا جهال وبيلعبوا!
وحدها اليمن من رفعتهم مكاناً علياً وطرحوها أرضاً.. وحدها اليمن من منحتهم القوة فأذاقوا اليمن واليمنيين مرارات خيباتهم وشهواتهم وحماقاتهم المستمرة.
خيرة أبناء اليمن أكلتهم شوارع الإحباط، حتى غدت البلد مرتعاً خصباً للقاعدة وللقواعد من الرجال المُصفِّقين، كما لو أنهم جمهور فرجة في حصة ألعاب طويلة وينتظرون دورهم عشان يلعبوا.
والآن، إذا ما سألنا أنفسنا: ما الذي يحدث في اليمن يا جماعة الخير؟ سيكون الجواب ببساطة: "الجُهَال بيلعبوا".

Fekry19@gmail.com

*اليمن اليمن
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:30 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-18219.htm