صعدة برس - رجل يرعى أمه و زوجته و ذريته ، وكان يعمل خادما لدى أحدهم ، مخلصا في عمله ويؤديه على أكمل وجه ، إلا أنه ذات يوم تغيب عن العمل .. فقال سيده في نفسه:
” لابد أن أعطيه دينارا زيادة حتى لا يتغيب عن العمل فبالتأكيد لم يغيب إلا طمعا في زيادة راتبه ” وبالفعل حين حضر ثاني يوم أعطاه راتبه و زاد عليه الدينار .. لم يتكلم العامل و لم يسأل سيده عن سبب الزيادة.
وبعد فترة غاب العامل مرة أخرى ، فغضب سيده غضبا شديدا وقال:
“سأنقص الدينار الذي زدته”
و أنقصه .. و لم يتكلم العامل و لم يسأله ..
فإستغرب سيده من ردة فعله ، فقال له:
زدتك لم تتكلم ، و انقصتك و لم تتكلم.
فقال العامل : عندما غبت المرة الأولى رزقني الله مولودا .. ولذلك غبت فحين كافأتني بالزيادة ، قلت هذا رزق مولودي قد جاء معه ، و حين غبت المرة الثانية ماتت أمي ، و عندما أنقصت الدينار قلت هذا رزقها قد ذهب بذهابها.
ما أجملها من أرواح تقنع و ترضى بما وهبها إياه الرحمن ، و تترفع عن نسب ما يأتيها من زيادة في الرزق أو نقصان إلى الإنسان.
۩ اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك و اغننا بفضلك عمن سواك ۩ |