صعدة برس - *عبدالمجيد التركي
بعد جريمة العرضي أعلنت فتاة خروجها من الإسلام واعتناقها للمسيحية، فقامت القيامة، وتم تكفيرها وإهدار دمها، وكأن ما فعلته تلك الفتاة هو أكثر جُرماً وفداحة مما فعله الإرهابيون في ذلك اليوم الدامي!!
تلك الفتاة لقيت هجوماً أكثر من الإرهابيين، رغم أن الكفر أهون عند الله من سفك الدم وترويع الآمنين.. بعد ذلك قالوا إنها مختلَّة عقلياً.. وكأن الذين نفَّذوا تلك الجريمة كانوا في كامل قواهم العقلية!!
ماذا سيضيف انتماء أولئك القتلة للإسلام سوى تنفير الناس من هذا الدين الذي أصبح بفضل هذه الجماعات رديفاً للإرهاب؟
هؤلاء معتادون على ملاحقة القشور وترك الجوهر، ولذلك ترى المواقع والفضائيات مليئة بأسئلتهم السخيفة التي يبعثون بها إلى مشايخهم، ويجيب هؤلاء المشايخ بحماس شديد يجعلك تلعن اليوم الذي خرجتَ فيه إلى الدنيا لتسمع مثل هذه السخافات.
لو بحثت في جوجل عن سؤال يقول "ما حكم لبس البنطلون" لوجدت مئات الصفحات تظهر لك، وكأنها استبيان لمعرفة عدد الأغبياء.. ولو بحثت عن سؤال "ما حكم شرب الماء وأنت واقف".. وهناك أسئلة على نحو "ما حكم إهداء الوردة للمريض أثناء زيارته".. هل الوردة بحاجة إلى فتوى!! ومع ذلك جاءت الفتوى بتحريم الورد لأنه تقليد للكفار!!
عن أي كفار يتحدثون؟
يفتون بتحريم الورد، وشرب الماء واقفاً، ولا يفزعون لدماءٍ تُسفك وأرواح تُزهَق، بأيديهم وأيدي المسلمين!!
كما فعل أهل العراق حين سألوا أحد الفقهاء عن حكم قتل ذبابة في الحرم، فقال لهم: عجبت لكم يا أهل العراق، تقتلون الحسين وتسألون عن حكم قتل الذبابة في الحرم!!
الوردة حرام، حين نأخذها لزيارة مريض، لأنها تقليد للكفار.. ليتنا نقلِّد الكفار في بعض إنسانيتهم، ونقتدي بدساتيرهم التي تجرِّم إخافة إنسان، أو قتل حيوان.. رغم أن لدينا قرآناً فيه تبيانٌ لكل شيء، لكنهم لا يأخذون منه إلا ما يريدون فقط.
*اليمن اليوم |