- اللقاء المشترك....THE END

الأحد, 11-مايو-2014
صعدة برس -
علي البخيتي
التاريخ يعيد نفسه في المرة الأولى كمأساة وفي الثانية كمهزلة, عبارة شهيرة لكارل ماركس, تجسدت وان بشكل مبسط في البيان الصادر عن أحزاب اللقاء المشترك بالأمس 10 / 5 / 2014 م.
***

عندما يقرأ أحدنا البيان يشعر أنه صدر في أوج أحداث 2011م, حيث جدد المشترك دعوته الى عقد مؤتمر وطني للتوافق على وضع المعالجات الجادة المتعلقة بالوضع الاقتصادي والأمني, وتجاوز البيان مؤتمر الحوار الوطني ومخرجاته التي كان تعدادها بالآلاف ما بين قرارات وتوصيات ومحددات دستورية, عالجت كل الملفات بما فيها الاقتصادية والأمنية وهيكلة الجيش والأمن والأجهزة الاستخباراتية للسيطرة على الوضع الأمني.
***

يظهر أن أعضاء المشترك يستنسخون بياناتهم السابقة -ما قبل وصولهم الى السلطة- ويغيرون تاريخها فقط ويضيفون عليها بعض الرتوش والمقبلات الجديدة, والدليل على ذلك استمرارهم في اجترار العبارة الممجوجة "استكمال نقل السلطة" في كل بياناتهم, مع أن الدكتور ياسين ألمح في أكثر من تصريح أنه كان يغرد خارج السرب عندما كان يطالب باستكمال نقل السلطة, بعد ان اكتشف أن بعض شركائه في أحزاب المشترك وأولهم حزب الإصلاح والجهات الراعية للمبادرة الخليجية لم تكن مقتنعة بتفسيراته لتلك العبارة, وعرف متأخراً أن شريكه السياسي الرئيس في المشترك "حزب الإصلاح" كان يستخدم تلك التفسيرات للضغط السياسي فقط لجني المزيد من الغنائم في السلطة, في الوقت الذي كان يخوض الدكتور ياسين المعركة بجدية.
***

لا تزال أحزاب المشترك تستخدم الرئيس السابق صالح كشماعة, تحمله مسؤولية فشلها في إدارة الملفات التي أمسكتها كشريك في السلطة, مع أن قوة المشترك في الحكومة ضعف قوة المؤتمر تقريباً بحكم ان رئيس الوزراء منهم ووزير المالية والاعلام والداخلية, وبقية الوزارات ذات الأهمية التي بيد المؤتمر وعلى رأسها الدفاع محسوبة على الرئيس هادي لا على المؤتمر الشعبي العام كحزب, وبالتالي فالحكومة شراكة بين هادي والمشترك ودور المؤتمر ضعيف جداً, وعندما يتوافق هادي مع المشترك على أمر فلا قدرة للمؤتمر ولا للرئيس السابق صالح على تعطيله, وهناك الكثير من الأمثلة التي يمكن الاستدلال بها.
***

انتهى دور المشترك, أقولها بصراحة, في نفس الوقت الذي أسجل فيه أن اللقاء المشترك تجربة عمل سياسي وطني بامتياز الى ما قبل الوصول الى الحكومة بيوم واحد, وتجربة ناجحة جداً بكل المقاييس وتستحق الدراسة والتعميم في الكثير من البلدان العربية التي لا تزال ترزح تحت حكم دكتاتور واحد دون أدنى شراكة سياسية.
***

بعد وصول المشترك الى السلطة أصبح مظلة لعكس ما أنشئ من أجله, بل أصبح عائقاً أمام تحقيق أهدافه, حيث تباينت رؤى مكوناته داخل الحوار وفي الحكومة, ويظهر أن ما كان يجمع المشترك هي سلطة الرئيس السابق صالح, وعندما غادر السلطة انتهى دور المشترك, ومع علم قيادة المشترك بتلك الحقيقة الا أنها تخشى إعلانها أو الاعتراف بها, وفشلت في إيجاد صيغة شراكة وطنية أخرى تستوعب المرحلة الجديدة والمكونات السياسية التي برزت على الأرض في الفترة الأخيرة وأصبح لها وزن يفوق أحزاب المشترك مجتمعة.
***

على قادة المشترك أن يعترفوا بتلك الحقيقة, وأن يجددوا فكر وفكرة المشترك الذي دخل مع قادته في مرحلة من الخرف السياسي, أو يؤسسوا لشراكة جديدة تماماً, وأن يعرفوا أنهم فاعل رئيس في السلطة, وبالتالي فلا يصح أن يتصرفوا كمعارضة تطالب بالكثير من الإصلاحات, فاستمرارهم في تمثيل ذلك الدور فيه استخفاف بعقولنا, ومهزلة يجب أن تتوقف.
نقلاً عن صحيفة الأولى"

albkyty@gmail.com
[إرسال المقال]
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:55 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-19519.htm